تأسيس وتاريخ مبكر
تأسست مئة كاستل مارتن في عهد سيطرة أمراء الحدود، وهم نبلاء يتمتعون بسلطة واسعة في المناطق الحدودية بين ويلز وإنجلترا. كان أمراء الحدود يتمتعون بحكم شبه مستقل، وكانوا مسؤولين عن الدفاع عن أراضيهم وتوفير الأمن للسكان. كان إنشاء مئة كاستل مارتن جزءًا من جهود أمراء الحدود لتنظيم وإدارة أراضيهم بشكل أكثر فعالية. سميت المئة على اسم قلعة كاستل مارتن، والتي كانت مركزًا إداريًا مهمًا في المنطقة. في البداية، كانت المئة تتكون من عدد من القرى والبلدات الصغيرة، وكان يحكمها مسؤول معين يدعى العريف.
مع مرور الوقت، تطورت مئة كاستل مارتن وأصبحت وحدة إدارية أكثر تعقيدًا. في القرن السادس عشر، تم دمج ويلز بالكامل في إنجلترا، وفقد أمراء الحدود معظم سلطاتهم. ومع ذلك، استمرت مئة كاستل مارتن في العمل، وظلت جزءًا مهمًا من الحكومة المحلية في بيمبروكشاير. خلال هذه الفترة، تم توسيع مهام المئة لتشمل مجموعة متنوعة من المسؤوليات الجديدة، مثل توفير الرعاية الاجتماعية وتنظيم التجارة.
الهيكل والوظائف
كانت مئة كاستل مارتن منظمة بشكل هرمي، مع وجود عدد من المسؤولين في الأعلى. كان العريف هو المسؤول الأعلى في المئة، وكان مسؤولاً عن الإشراف على جميع جوانب إدارتها. وكان يعاونه عدد من مساعدي العريف، الذين كانوا مسؤولين عن مناطق معينة داخل المئة. بالإضافة إلى هؤلاء المسؤولين، كان هناك أيضًا عدد من المسؤولين الآخرين الذين لعبوا أدوارًا مهمة في إدارة المئة، مثل المحلفين ووكلاء المحكمة. كان هؤلاء المسؤولون مسؤولين عن فرض القانون والنظام، وتحصيل الضرائب، وتسجيل العقود والاتفاقيات.
كانت وظائف مئة كاستل مارتن متنوعة. كانت مسؤولة عن فرض القانون والنظام في المنطقة، وكانت تعقد محاكم أسبوعية للاستماع إلى القضايا المدنية والجنائية. كانت المئة مسؤولة أيضًا عن تحصيل الضرائب، والتي كانت تستخدم لتمويل مجموعة متنوعة من الخدمات العامة، مثل صيانة الطرق والجسور، وتوفير الرعاية الاجتماعية للفقراء والمرضى. بالإضافة إلى ذلك، كانت المئة مسؤولة عن صيانة الطرق والجسور، وتنظيم الأسواق والمعارض، والتأكد من تطبيق القوانين واللوائح المتعلقة بالتجارة.
التطورات في العصور الوسطى والحديثة المبكرة
شهدت مئة كاستل مارتن تطورات كبيرة على مر القرون. خلال العصور الوسطى، كانت المنطقة عرضة للغارات والحروب، ولذلك لعبت المئة دورًا مهمًا في الدفاع عن السكان. تم بناء القلاع والحصون في جميع أنحاء المنطقة، وكانت المئة مسؤولة عن صيانتها وتزويدها بالرجال والعتاد. في أوائل العصر الحديث، شهدت مئة كاستل مارتن تغييرات كبيرة في الهيكل والوظائف. مع تزايد سلطة الحكومة المركزية، فقدت المئة بعض استقلالها، وتم تقليص صلاحياتها. ومع ذلك، استمرت المئة في العمل، وظلت جزءًا مهمًا من الحكومة المحلية في بيمبروكشاير.
خلال هذه الفترة، تم إدخال عدد من التغييرات على طريقة عمل المئة. تم تحديث نظام المحاكم، وتم تبسيط عملية تحصيل الضرائب. بالإضافة إلى ذلك، تم توسيع دور المئة ليشمل مجموعة متنوعة من المسؤوليات الجديدة، مثل توفير التعليم والرعاية الصحية. شهدت المنطقة أيضًا نموًا سكانيًا كبيرًا خلال هذه الفترة، مما أدى إلى زيادة الضغط على موارد المئة.
الانحدار والإلغاء
بدأت مئة كاستل مارتن في الانحدار في القرن التاسع عشر. مع استمرار الحكومة المركزية في تولي المزيد من السلطات، أصبحت المئة أقل أهمية. في عام 1894، تم إلغاء مئة كاستل مارتن كجزء من إصلاحات الحكومة المحلية. ومع ذلك، ترك إرثها تأثيرًا دائمًا على المنطقة.
بعد إلغاء المئة، تم تقسيم المنطقة إلى عدد من المناطق الإدارية الجديدة. تم دمج بعض وظائف المئة في مجالس المقاطعات والبلديات الجديدة. على الرغم من إلغاء المئة، إلا أن تأثيرها لا يزال مرئيًا في المنطقة حتى اليوم. يرجع ذلك إلى أن العديد من المعالم والتقاليد المحلية ما زالت تحمل اسم المئة.
الأهمية التاريخية
تتمتع مئة كاستل مارتن بأهمية تاريخية كبيرة. لقد لعبت دورًا حاسمًا في تشكيل تاريخ وثقافة بيمبروكشاير. كانت بمثابة حجر الزاوية في الحكومة المحلية في المنطقة لعدة قرون، وكانت مسؤولة عن مجموعة متنوعة من المهام المهمة. كما ساعدت المئة في الحفاظ على القانون والنظام، وتوفير الأمن للسكان، وتشجيع التنمية الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، ساعدت المئة في الحفاظ على الهوية الثقافية للمنطقة.
لا يزال من الممكن رؤية تأثير مئة كاستل مارتن في المنطقة حتى اليوم. العديد من المعالم والتقاليد المحلية تحمل اسم المئة، ويتم الاحتفال بتاريخها وثقافتها بانتظام. تعد مئة كاستل مارتن مثالًا مهمًا على تطور الحكومة المحلية في ويلز، وتذكرنا بتاريخ المنطقة الغني والمعقد.
التراث والثقافة
تركت مئة كاستل مارتن إرثًا دائمًا في منطقة بيمبروكشاير. لا يزال من الممكن رؤية تأثيرها في العديد من جوانب الحياة المحلية، من أسماء الأماكن إلى التقاليد الثقافية. تذكرنا مئة كاستل مارتن بتاريخ المنطقة الغني والمتنوع، وتلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على هويتها الثقافية.
بالإضافة إلى دورها في الحكومة المحلية، لعبت مئة كاستل مارتن أيضًا دورًا مهمًا في تشكيل ثقافة المنطقة. ساعدت في الحفاظ على اللغة الويلزية والتقاليد المحلية، وشجعت على تطوير الفنون والحرف. لا يزال من الممكن رؤية هذا الإرث الثقافي في العديد من جوانب الحياة المحلية حتى اليوم.
خاتمة
كانت مئة كاستل مارتن وحدة إدارية تاريخية مهمة في بيمبروكشاير، ويلز. تأسست في القرن الرابع عشر من قبل أمراء الحدود، ولعبت دورًا حاسمًا في الحكومة المحلية في المنطقة لعدة قرون. كانت مسؤولة عن مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك فرض القانون والنظام، وتحصيل الضرائب، وصيانة الطرق والجسور. شهدت مئة كاستل مارتن تطورات كبيرة على مر القرون، وشكلت تاريخ وثقافة بيمبروكشاير. على الرغم من إلغائها في عام 1894، إلا أن إرثها لا يزال واضحًا في المنطقة حتى يومنا هذا.