نشأته وتعليمه
وُلد ويليام كوك في ويتشيتا، كانساس، وهو واحد من أربعة أبناء لـ فريد سي. كوك، مؤسس شركة “روك آيلاند أويل آند ريفاينينج” (التي أصبحت فيما بعد شركة كوك للصناعات)، وزوجته ماري روبنسون كوك. تلقى تعليمه في أكاديمية ديرفيلد، ثم التحق بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية عام 1962، ودرجة الماجستير في الهندسة الكيميائية عام 1963، والدكتوراه في الهندسة الكيميائية عام 1967.
مسيرته المهنية
بعد حصوله على الدكتوراه، انضم كوك إلى شركة كوك للصناعات، حيث شغل مناصب مختلفة. في أوائل الثمانينيات، خاض معركة قانونية طويلة ومريرة مع إخوته تشارلز وديفيد للسيطرة على الشركة العائلية. انتهت المعركة في عام 1983 عندما اشترى ويليام وشقيقه الآخر، فريدريك، حصة تشارلز وديفيد مقابل 800 مليون دولار.
بعد مغادرته شركة كوك للصناعات، أسس ويليام كوك شركة “أوكسيبو” (Oxbow Corporation)، وهي شركة طاقة قابضة تعمل في مجال استخراج الفحم والنفط والغاز الطبيعي. كما استثمر في مجموعة متنوعة من الشركات الأخرى، بما في ذلك العقارات والتكنولوجيا.
الفوز بكأس أمريكا
يُعرف ويليام كوك على نطاق واسع بفوزه بكأس أمريكا عام 1992 على متن قاربه “أمريكا³”. أنفق ملايين الدولارات على بناء وتجهيز القارب، وجمع فريقًا من أفضل البحارة والمصممين. كان الفوز لحظة تاريخية للولايات المتحدة، حيث كانت المرة الأولى التي تفوز فيها الدولة بالكأس منذ عام 1987.
كان “أمريكا³” قاربًا ثوريًا من الناحية التكنولوجية، حيث استخدم مواد وتقنيات متطورة. كان كوك مشاركًا بشكل وثيق في تصميم وتطوير القارب، وكان له دور فعال في قيادة الفريق إلى النصر. كان الفوز بمثابة تتويج لسنوات من العمل الشاق والتفاني، وعزز مكانة كوك كواحد من أبرز الشخصيات في عالم الإبحار.
جمع التحف
ويليام كوك هو جامع تحف شغوف، ولديه مجموعة واسعة ومتنوعة تتضمن الفنون الجميلة والتذكارات التاريخية والنبيذ. تشمل مجموعته الفنية أعمالًا لفنانين مشهورين مثل كلود مونيه وبابلو بيكاسو. كما أنه يمتلك مجموعة كبيرة من التذكارات المتعلقة بتاريخ أمريكا، بما في ذلك وثائق موقعة من قبل الآباء المؤسسين.
يُعرف كوك أيضًا بامتلاكه واحدة من أكبر وأفضل مجموعات النبيذ في العالم. لقد أنفق ملايين الدولارات على شراء النبيذ النادر والعتيق، ويحتفظ بها في قبو نبيذ مصمم خصيصًا في منزله في بالم بيتش، فلوريدا. غالبًا ما يستضيف كوك حفلات عشاء فاخرة حيث يعرض مجموعته من النبيذ لضيوفه.
الخلافات
لم يكن ويليام كوك بمنأى عن الجدل. في عام 2009، رفع دعوى قضائية ضد تاجر النبيذ رودي كورنياوان بتهمة بيع النبيذ المزيف. فاز كوك بالقضية وحصل على تعويضات بملايين الدولارات. كما كان منتقدًا صريحًا لممارسات بعض شركات الطاقة، ودعا إلى تنظيم أقوى لحماية البيئة.
في عام 2012، اتُهم كوك بانتهاك قوانين تمويل الحملات الانتخابية من خلال تقديم تبرعات غير قانونية لحملة ميت رومني الرئاسية. نفى كوك هذه الاتهامات، لكنه وافق في النهاية على دفع غرامة لتسوية القضية.
حياته الشخصية
تزوج ويليام كوك ثلاث مرات. لديه ابن اسمه ويليام إنجراهام كوك جونيور، وابنة اسمها كايتي كوك. يعيش كوك حاليًا في بالم بيتش، فلوريدا.
تشمل اهتماماته الأخرى التزلج والصيد والغولف. وهو عضو في العديد من النوادي الاجتماعية والرياضية المرموقة.
ثروته
تقدر ثروة ويليام كوك بعدة مليارات من الدولارات. لقد جمع ثروته من خلال أعماله في مجال الطاقة والاستثمارات الأخرى. وهو واحد من أغنى الأشخاص في العالم، وغالبًا ما يظهر في قوائم الأثرياء التي تنشرها مجلات مثل فوربس.
يستخدم كوك ثروته لدعم مجموعة متنوعة من القضايا الخيرية، بما في ذلك التعليم والفنون والبيئة. كما قدم تبرعات كبيرة للجامعات والمستشفيات والمؤسسات الثقافية.
إرثه
يُذكر ويليام كوك بكونه رجل أعمال ناجحًا، وبحارًا ماهرًا، وجامع تحف شغوفًا. لقد ترك بصمة كبيرة في عالم الأعمال والرياضة والفنون. على الرغم من الخلافات التي واجهها، يظل كوك شخصية بارزة ومؤثرة.
خاتمة
ويليام إنجراهام كوك هو شخصية بارزة في عالم الأعمال والرياضة والفنون. من فوزه بكأس أمريكا إلى مجموعته الفنية الواسعة، ترك كوك بصمة لا تُمحى في مختلف المجالات. على الرغم من التحديات التي واجهها، يظل كوك مثالًا على المثابرة والنجاح. لقد بنى إمبراطورية تجارية ناجحة، وحقق إنجازات رياضية بارزة، وجمع مجموعة فنية رائعة. إنه شخصية معقدة ومثيرة للاهتمام تستحق الدراسة والتحليل.