حياتها المبكرة وخلفيتها
ولدت هيلين فورستر في تونبريدج ويلز، كنت، إنجلترا، لعائلة من الطبقة المتوسطة العليا. كان والدها، آرثر ويثيريد، رجلًا طموحًا ولكنه غير ناجح في مجال الأعمال، في حين كانت والدتها، إميلي (ني غاردنر)، امرأة متعلمة ومثقفة. في عام 1930، عندما كانت هيلين في الحادية عشرة من عمرها، انتقلت عائلتها إلى ليفربول على أمل بدء حياة جديدة بعد أن فقد والدها ثروته بالكامل تقريبًا في انهيار سوق الأوراق المالية عام 1929. كان هذا الانتقال نقطة تحول في حياة هيلين وعائلتها، حيث واجهوا صعوبات اقتصادية شديدة وظروفًا معيشية قاسية.
في ليفربول، وجدت عائلة فورستر نفسها تعيش في فقر مدقع. اضطرت هيلين، بصفتها الابنة الكبرى من بين سبعة أطفال، إلى تحمل مسؤوليات كبيرة في رعاية إخوتها الصغار والمساهمة في إدارة شؤون المنزل. بسبب ضائقة العائلة المالية، لم تتمكن هيلين من مواصلة تعليمها الرسمي بعد سن الرابعة عشرة، وبدلاً من ذلك، أُجبرت على العمل في وظائف متدنية الأجر للمساعدة في إعالة الأسرة. على الرغم من هذه الظروف الصعبة، ظلت هيلين متعطشة للمعرفة ومصرة على تثقيف نفسها بنفسها.
بداياتها الأدبية
بدأت هيلين فورستر الكتابة في سن مبكرة كهواية، مستخدمة الكتابة كوسيلة للهروب من واقعها القاسي والتعبير عن أفكارها ومشاعرها. ومع ذلك، لم تنشر كتاباتها في البداية. في عام 1942، التقت هيلين بآلان بهاتيا، وهو ضابط هندي يخدم في البحرية التجارية. تزوجا في عام 1945 وانتقلا إلى الهند، حيث عاشا لمدة عدة سنوات. خلال فترة إقامتها في الهند، بدأت هيلين في الكتابة بجدية أكبر، مستلهمة من تجاربها في ليفربول وذكريات طفولتها وشبابها.
عادت هيلين وآلان إلى إنجلترا في الخمسينيات من القرن الماضي، واستقرا في ليفربول. في هذه الفترة، بدأت هيلين في البحث عن ناشر لكتاباتها. بعد عدة محاولات فاشلة، تمكنت أخيرًا من العثور على ناشر مهتم بنشر سيرتها الذاتية الأولى، “Twopence to Cross the Mersey”، والتي نُشرت في عام 1971. حقق الكتاب نجاحًا فوريًا، وحظي بإشادة النقاد والقراء على حد سواء، مما أدى إلى إطلاق مسيرة هيلين المهنية كمؤلفة.
سلسلة سيرها الذاتية
تتكون سلسلة السير الذاتية لهيلين فورستر من خمسة كتب تروي قصة حياتها من الطفولة إلى مرحلة البلوغ المبكر. بالإضافة إلى “Twopence to Cross the Mersey”، تشمل السلسلة الكتب التالية:
- Liverpool Miss (1979): يروي هذا الكتاب تفاصيل حياة هيلين في سن المراهقة المبكرة، والصعوبات التي واجهتها في التكيف مع الفقر المدقع والعمل في وظائف متدنية الأجر.
- By the Waters of Liverpool (1980): يتناول هذا الكتاب الفترة التي قضتها هيلين في العمل كممرضة متدربة، وتفاعلاتها مع المرضى والأطباء، وتحديات العمل في مجال الرعاية الصحية في ذلك الوقت.
- Lime Street Blues (1983): يركز هذا الكتاب على علاقة هيلين بآلان بهاتيا، وكيف التقيا وتزوجا على الرغم من الاختلافات الثقافية والاجتماعية بينهما.
- Hepatica Hawks (1985): يروي هذا الكتاب قصة انتقال هيلين وآلان إلى الهند، وتجاربهما في العيش في ثقافة مختلفة، والتحديات التي واجهتهما في التكيف مع الحياة في الهند.
تتميز هذه السير الذاتية بأسلوبها الواقعي والمؤثر، وقدرتها على تصوير قسوة الفقر وتأثيره على حياة الأفراد والعائلات. كما تسلط الضوء على قوة الإرادة والتصميم على التغلب على الصعاب وتحقيق النجاح على الرغم من الظروف المعاكسة.
أعمال أخرى
بالإضافة إلى سلسلة سيرها الذاتية، كتبت هيلين فورستر عددًا من الروايات الأخرى، بما في ذلك:
- The Latchkey Kid (1971)
- Thursday’s Child (1985)
- Three Women of Liverpool (1993)
تتناول هذه الروايات موضوعات مماثلة لتلك التي تناولتها في سيرها الذاتية، مثل الفقر والطبقة الاجتماعية والعلاقات الإنسانية. على الرغم من أن هذه الروايات لم تحقق نفس النجاح الذي حققته سيرها الذاتية، إلا أنها تعتبر إضافة قيمة إلى إنتاجها الأدبي.
التأثير والإرث
تركت هيلين فورستر إرثًا أدبيًا غنيًا يستمر في إلهام القراء حول العالم. ساهمت كتاباتها في زيادة الوعي بقضايا الفقر والظلم الاجتماعي، وأظهرت قوة الإرادة والتصميم على التغلب على الصعاب. تُرجمت كتبها إلى العديد من اللغات، وتم تحويل “Twopence to Cross the Mersey” إلى مسرحية ناجحة عُرضت في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
بالإضافة إلى ذلك، ألهمت قصة حياة هيلين فورستر العديد من الأشخاص لمتابعة أحلامهم وتحقيق أهدافهم على الرغم من التحديات التي يواجهونها. تعتبر هيلين فورستر رمزًا للأمل والمرونة، وتستمر كتاباتها في تذكيرنا بأهمية التعاطف والتضامن مع أولئك الذين يعانون من الفقر والظلم.
أسلوبها الأدبي
تميز أسلوب هيلين فورستر الأدبي بالواقعية والبساطة والصدق. كتبت بأسلوب مباشر وواضح، وتجنبت استخدام اللغة المعقدة أو الزخرفة المفرطة. ركزت على تصوير تجاربها الشخصية ومشاعرها بأمانة وصدق، مما جعل كتاباتها مؤثرة وقريبة من القراء.
كما تميزت كتابات هيلين فورستر بقدرتها على تصوير التفاصيل الحسية بدقة ووضوح. تمكنت من إعادة خلق أجواء ليفربول في فترة الكساد الكبير، وجعلت القراء يشعرون وكأنهم يعيشون تلك الفترة بأنفسهم. استخدمت اللغة بطريقة فعالة لتصوير مشاهد الفقر والقسوة واليأس، ولكن أيضًا لحظات الأمل والتعاطف والجمال التي وجدتها في تلك الظروف الصعبة.
الجوائز والتكريمات
على الرغم من أن هيلين فورستر لم تحصل على العديد من الجوائز الأدبية الكبرى خلال حياتها، إلا أن كتاباتها حظيت بتقدير كبير من قبل النقاد والقراء على حد سواء. تم تكريمها من قبل العديد من المنظمات والمؤسسات لعملها في مجال الأدب والخدمة الاجتماعية.
بالإضافة إلى ذلك، تم الاحتفاء بهيلين فورستر كواحدة من أهم الكتاب الذين كتبوا عن تجربة الفقر في بريطانيا. ساهمت كتاباتها في زيادة الوعي بقضايا الفقر والظلم الاجتماعي، وألهمت العديد من الأشخاص للعمل من أجل تحقيق العدالة والمساواة.
حياتها الشخصية
تزوجت هيلين فورستر من آلان بهاتيا في عام 1945، وعاشا معًا لمدة تزيد عن 60 عامًا حتى وفاته في عام 2008. كان لديهما ولدان، روبرت وفيليب. بعد وفاة زوجها، انتقلت هيلين إلى إدمونتون، ألبرتا، كندا، للعيش بالقرب من ابنيها وأحفادها. توفيت في إدمونتون في 24 نوفمبر 2011، عن عمر يناهز 92 عامًا.
خاتمة
كانت هيلين فورستر مؤلفة أنجلو-كندية موهوبة تركت بصمة لا تُمحى في عالم الأدب. من خلال سلسلة سيرها الذاتية ورواياتها الأخرى، قدمت لنا نظرة ثاقبة على حياة أولئك الذين عانوا من الفقر والظلم الاجتماعي، وأظهرت لنا قوة الإرادة والتصميم على التغلب على الصعاب. سيظل إرثها الأدبي مصدر إلهام للأجيال القادمة.