التصميم والبناء
تم تصميم فرقاطات فئة أمازون من قبل السير جون ويليامز، وتم طلب إتش إم إس أمفيون في 11 مارس 1773. وُضعت عارضتها في حوض بناء السفن الملكي في تشاتام في يونيو 1773، وأُطلقت في 3 أبريل 1780. كانت الفرقاطة مسلحة بـ 26 مدفعًا من عيار 12 رطلاً على سطحها الرئيسي، وأربعة مدافع من عيار 6 أرطال على سطح الربع، ومدفعين على المقدمة. كان لديها طاقم مكون من 220 رجلاً.
الخدمة
بعد دخولها الخدمة، تم تكليف إتش إم إس أمفيون بالعمل في القناة الإنجليزية والبحر الأبيض المتوسط. في عام 1782، شاركت في معركة مارتينيك ضد الأسطول الفرنسي. في عام 1793، كانت تحت قيادة الكابتن هـ. ويتشيد، وفي 6 مايو 1793، استولت على سفينة القراصنة الفرنسية “لا ديموقراط” (La Democrat) قبالة سكابيري.
في عام 1796، كانت إتش إم إس أمفيون تحت قيادة الكابتن إسرائيل بيلو. في 22 سبتمبر 1796، بينما كانت ترسو في بليموث، اشتعلت النيران في مخزن البارود الخاص بها وانفجرت. قُتل أكثر من 300 شخص، بما في ذلك الكابتن بيلو. تم إنقاذ عدد قليل من أفراد الطاقم.
تفاصيل الانفجار
وقع انفجار إتش إم إس أمفيون في ظروف مأساوية ومروعة. بينما كانت السفينة راسية في ميناء بليموث، كانت تجري عمليات صيانة روتينية. تشير الروايات التاريخية إلى أن شرارة عرضية، ربما من مطرقة أو أي أداة معدنية أخرى، أشعلت فتيلًا أو بارودًا سائبًا بالقرب من مخزن البارود الرئيسي. في لحظات، تحولت السفينة إلى جحيم مشتعل.
كانت قوة الانفجار هائلة. تهشمت السفينة إلى قطع صغيرة، وتطاير الحطام في جميع أنحاء الميناء. تسببت الصدمة في أضرار جسيمة للسفن المجاورة وللمباني على الشاطئ. أما بالنسبة لأفراد الطاقم، فقد لقوا مصيرًا مروعًا. أولئك الذين لم يُقتلوا على الفور بسبب الانفجار وجدوا أنفسهم عالقين في المياه المتجمدة، يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة وسط الحطام المتناثر.
كانت الخسائر البشرية فادحة. من بين أفراد الطاقم البالغ عددهم 220، نجا عدد قليل فقط. من بين القتلى كان الكابتن إسرائيل بيلو، الذي كان يحظى باحترام كبير بين رجاله. كان فقدان إتش إم إس أمفيون بمثابة ضربة قاسية للبحرية الملكية، ليس فقط بسبب فقدان سفينة حربية قيمة، ولكن أيضًا بسبب الخسارة المأساوية في الأرواح.
تداعيات الكارثة
بعد الانفجار، تم تشكيل لجنة تحقيق لتحديد سبب الكارثة ومنع تكرارها في المستقبل. توصلت اللجنة إلى أن الحادث كان نتيجة للإهمال والتهاون في التعامل مع البارود. أوصت اللجنة بتطبيق إجراءات أكثر صرامة للسلامة على متن السفن الحربية، بما في ذلك التدريب المنتظم لأفراد الطاقم على التعامل مع المواد الخطرة.
كما أدت كارثة إتش إم إس أمفيون إلى مراجعة شاملة لإجراءات السلامة في البحرية الملكية. تم إدخال تحسينات على تصميم مخازن البارود، وتم تزويد السفن بمعدات إطفاء حديثة. تم أيضًا تشديد الرقابة على عمليات الصيانة والإصلاح لضمان عدم وجود أي خطر على سلامة السفينة وأفراد الطاقم.
تركت كارثة إتش إم إس أمفيون بصمة عميقة في تاريخ البحرية الملكية. كانت بمثابة تذكير مأساوي بأهمية السلامة والتدريب في البحر. على الرغم من مرور أكثر من قرنين من الزمان على الحادث، إلا أن ذكراه لا تزال حية في قلوب أولئك الذين يخدمون في البحرية الملكية.
سفن أخرى تحمل نفس الاسم
تجدر الإشارة إلى أن اسم “أمفيون” قد استخدم في عدة سفن أخرى تابعة للبحرية الملكية على مر التاريخ. يعكس هذا التقليد استمرارية الخدمة والولاء داخل البحرية، حيث يتم تخليد أسماء السفن التي حققت إنجازات بارزة أو شهدت أحداثًا تاريخية من خلال إطلاقها على سفن جديدة.
- إتش إم إس أمفيون (1780): الفرقاطة التي نتناولها في هذا المقال، والتي انفجرت في بليموث عام 1796.
- إتش إم إس أمفيون (1816): فرقاطة أخرى من الفئة الخامسة، خدمت في أوائل القرن التاسع عشر.
- إتش إم إس أمفيون (1846): فرقاطة بخارية، لعبت دورًا في حرب القرم.
- إتش إم إس أمفيون (1883): طراد محمي، شارك في عدة عمليات بحرية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
يعكس استخدام اسم “أمفيون” عبر أجيال من السفن التزام البحرية الملكية بتخليد ذكرى السفن التي خدمت بتميز وشجاعة. كما يشير إلى أهمية التاريخ البحري في تشكيل هوية البحرية وقيمها.
أهمية تاريخية
تكمن الأهمية التاريخية لـ إتش إم إس أمفيون (1780) في عدة جوانب. أولاً، تمثل السفينة نموذجًا للفرقاطات التي لعبت دورًا حاسمًا في الحروب البحرية خلال القرن الثامن عشر. كانت الفرقاطات سفنًا متعددة الاستخدامات، قادرة على القيام بدوريات بحرية وحماية القوافل التجارية ومهاجمة سفن العدو. كانت إتش إم إس أمفيون جزءًا من أسطول قوي ساهم في بسط النفوذ البحري البريطاني في جميع أنحاء العالم.
ثانيًا، يجسد انفجار إتش إم إس أمفيون المخاطر والتحديات التي واجهها البحارة في ذلك العصر. كانت ظروف العمل على متن السفن الحربية قاسية، وكانت الحوادث شائعة. يذكرنا مصير إتش إم إس أمفيون بالتضحيات التي قدمها البحارة من أجل خدمة بلادهم.
ثالثًا، أدت كارثة إتش إم إس أمفيون إلى تحسينات كبيرة في إجراءات السلامة في البحرية الملكية. تم تطبيق إجراءات أكثر صرامة للتعامل مع البارود والمواد الخطرة الأخرى، وتم تزويد السفن بمعدات إطفاء حديثة. ساهمت هذه التحسينات في تقليل عدد الحوادث على متن السفن الحربية وإنقاذ الأرواح.
باختصار، تمثل إتش إم إس أمفيون (1780) جزءًا مهمًا من تاريخ البحرية الملكية. تذكرنا السفينة بأهمية الشجاعة والتضحية والسلامة في البحر.
خاتمة
كانت إتش إم إس أمفيون (1780) فرقاطة من فئة أمازون تابعة للبحرية الملكية البريطانية. خدمت في القناة الإنجليزية والبحر الأبيض المتوسط قبل أن تنفجر في بليموث عام 1796، مما أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص. أدى هذا الحادث المأساوي إلى مراجعة إجراءات السلامة في البحرية الملكية.