جغرافيا
تقع مقاطعة بوليسكي في الجزء الشمالي من مقاطعة كالينينغراد. يحدها نهر نيمان من الشرق والشمال، وخليج كورونيان (Curonian Lagoon) من الغرب. تتميز المنطقة بتضاريسها المسطحة والأراضي الرطبة، وهي جزء من الأراضي المنخفضة البولندية. تشتهر المنطقة بتربتها الخصبة، مما يجعلها مثالية للزراعة.
تاريخ
تأسست مقاطعة بوليسكي في 7 أبريل 1946، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، على أراضي شرق بروسيا التي ضمتها روسيا. كانت المنطقة تاريخياً جزءًا من بروسيا الشرقية، وكانت تعرف باسم لابياو (Labiau) حتى عام 1946. لعبت لابياو دورًا مهمًا في تاريخ بروسيا، وكانت بمثابة ميناء تجاري مهم على نهر نيمان.
بعد الحرب العالمية الثانية، تم تغيير اسم المدينة إلى بوليسك، وأصبحت مركزًا إداريًا للمقاطعة الجديدة. تم جلب العديد من المستوطنين الروس من مناطق أخرى في الاتحاد السوفيتي لإعادة توطين المنطقة، مما أدى إلى تغيير كبير في التركيبة السكانية.
التقسيمات الإدارية والبلدية
تنقسم مقاطعة بوليسكي إدارياً إلى:
- مدينة واحدة (بوليسك)
- ستة مناطق ريفية
على المستوى البلدي، تنقسم المقاطعة إلى بلدية حضرية واحدة وست مستوطنات ريفية.
السكان
وفقًا لتعداد عام 2010، بلغ عدد سكان مقاطعة بوليسكي 19,858 نسمة. ويمثل هذا انخفاضًا طفيفًا عن تعداد عام 2002، عندما كان عدد السكان 20,639 نسمة. التركيبة العرقية للمقاطعة متنوعة، حيث يشكل الروس غالبية السكان، يليهم الأوكرانيون والبيلاروسيون والألمان وغيرهم.
شهدت المنطقة تغيرات ديموغرافية كبيرة على مر القرون. قبل الحرب العالمية الثانية، كان الألمان يشكلون غالبية السكان. ومع ذلك، بعد الحرب، تم طرد السكان الألمان، وتم جلب مستوطنين روس من مناطق أخرى في الاتحاد السوفيتي لإعادة توطين المنطقة.
الاقتصاد
يعتمد اقتصاد مقاطعة بوليسكي بشكل أساسي على الزراعة وصيد الأسماك. التربة الخصبة في المنطقة تجعلها مثالية لزراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل، بما في ذلك الحبوب والخضروات والأعلاف. يلعب صيد الأسماك أيضًا دورًا مهمًا في الاقتصاد المحلي، حيث يقع العديد من القرى على طول نهر نيمان وخليج كورونيان.
بالإضافة إلى الزراعة وصيد الأسماك، يوجد في المنطقة أيضًا عدد قليل من الشركات الصناعية الصغيرة. تشمل هذه الشركات مصانع تجهيز الأغذية ومصانع الأخشاب وورش إصلاح السيارات. تلعب السياحة أيضًا دورًا متزايد الأهمية في الاقتصاد المحلي، حيث تجذب المنطقة الزوار بجمالها الطبيعي وتراثها التاريخي.
المعالم السياحية
تضم مقاطعة بوليسكي عددًا من المعالم السياحية التي تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. تشمل بعض المعالم السياحية الأكثر شعبية ما يلي:
- قلعة لابياو: قلعة تاريخية تقع في بوليسك. لعبت القلعة دورًا مهمًا في تاريخ بروسيا، وكانت بمثابة حصن حدودي مهم.
- نهر نيمان: نهر جميل يمتد عبر المقاطعة. يوفر النهر فرصًا لصيد الأسماك وركوب القوارب وغيرها من الأنشطة الترفيهية.
- خليج كورونيان: بحيرة ضحلة تفصل بين ليتوانيا ومقاطعة كالينينغراد الروسية. يعد الخليج موقعًا مهمًا للطيور المهاجرة، وهو وجهة شهيرة لمراقبة الطيور.
- كنيسة بوليسك: كنيسة تاريخية تقع في بوليسك. تتميز الكنيسة بهندستها المعمارية الجميلة، وهي وجهة شهيرة للسياح.
النقل
ترتبط مقاطعة بوليسكي جيدًا ببقية مقاطعة كالينينغراد عن طريق البر والماء. يمر عدد من الطرق الرئيسية عبر المقاطعة، بما في ذلك الطريق السريع A229، الذي يربط كالينينغراد بمدن أخرى في المنطقة.
يقع في بوليسك أيضًا ميناء نهري صغير يوفر الوصول إلى نهر نيمان وبحر البلطيق. يستخدم الميناء بشكل أساسي لنقل البضائع، ولكنه يستخدم أيضًا من قبل قوارب الركاب.
الثقافة والتعليم
تتمتع مقاطعة بوليسكي بثقافة وتاريخ غنيين. تضم المنطقة عددًا من المتاحف والمواقع التاريخية التي تعرض تاريخ وثقافة المنطقة. يوجد في بوليسك أيضًا عدد من المدارس والمكتبات التي تقدم فرصًا تعليمية لسكان المنطقة.
تستضيف المقاطعة عددًا من الفعاليات الثقافية على مدار العام، بما في ذلك المهرجانات الموسيقية والمعارض الفنية والمهرجانات الشعبية. تساعد هذه الأحداث في الحفاظ على ثقافة المنطقة وتعزيزها.
التحديات
تواجه مقاطعة بوليسكي عددًا من التحديات، بما في ذلك:
- البطالة: معدل البطالة في المقاطعة أعلى من المتوسط الإقليمي.
- الفقر: يعيش عدد كبير من السكان تحت خط الفقر.
- تدهور البنية التحتية: تحتاج البنية التحتية في المقاطعة إلى إصلاح وتحديث.
- التدهور البيئي: تواجه المقاطعة عددًا من المشكلات البيئية، بما في ذلك تلوث المياه وتلوث الهواء.
تبذل حكومة المقاطعة جهودًا لمعالجة هذه التحديات وتحسين نوعية الحياة لسكان المنطقة.
آفاق المستقبل
تتمتع مقاطعة بوليسكي بإمكانيات كبيرة للنمو والتنمية في المستقبل. التربة الخصبة في المنطقة والموقع الاستراتيجي يجعلها مثالية لتطوير الزراعة والسياحة والصناعات الأخرى. من خلال الاستثمار في البنية التحتية والتعليم، يمكن للمقاطعة أن تجذب الاستثمارات الجديدة وخلق فرص عمل وتحسين نوعية الحياة لسكانها.
خاتمة
مقاطعة بوليسكي هي منطقة ذات تاريخ وثقافة غنية. على الرغم من أنها تواجه عددًا من التحديات، إلا أنها تتمتع بإمكانيات كبيرة للنمو والتنمية في المستقبل. من خلال الاستثمار في البنية التحتية والتعليم والسياحة، يمكن للمقاطعة أن تصبح مكانًا مزدهرًا للعيش والعمل.