نشأته وتعليمه
ولد بهجت بوران سينغ في قرية راجيووال في البنجاب، الهند. كان اسمه الأصلي رامجي داس. نشأ في عائلة متدينة وكانت والدته مؤثرة للغاية في تشكيل قيمه وأخلاقه. تلقى تعليمه الأولي في قريته ثم التحق بمدرسة في لاهور. ومع ذلك، لم يكمل تعليمه الرسمي، مفضلاً تكريس وقته لخدمة الآخرين.
بداية حياته في خدمة الإنسانية
في شبابه، بدأ بهجت بوران سينغ في مساعدة المرضى والمحتاجين في منطقته. كان يعتني بالمرضى المصابين بأمراض معدية، وينظف إصاباتهم، ويقدم لهم الطعام والدواء. كان يعمل أيضاً في تنظيف الشوارع والمراحيض، إدراكاً منه لأهمية النظافة في الصحة العامة.
في عام 1947، خلال تقسيم الهند، تطوع بهجت بوران سينغ لمساعدة اللاجئين الذين فروا من منازلهم. قدم لهم الطعام والمأوى والرعاية الطبية. كانت هذه التجربة نقطة تحول في حياته، وعززت التزامه بخدمة الإنسانية.
تأسيس بينجالوارا
بعد تقسيم الهند، أسس بهجت بوران سينغ جمعية “أول إنديا بينجالوارا الخيرية” في أمريتسار. كلمة “بينجالوارا” تعني “بيت المعاقين”. بدأت المنظمة كملجأ صغير للمرضى والمشردين، وسرعان ما نمت لتصبح مؤسسة كبيرة تقدم مجموعة واسعة من الخدمات.
تقدم بينجالوارا المأوى والرعاية الطبية والتعليم للأشخاص الذين يعانون من الأمراض العقلية والإعاقات والأمراض المزمنة. تدير المنظمة أيضاً مدارس ومستشفيات وعيادات مهنية. تعتمد بينجالوارا على التبرعات والمنح الحكومية لتمويل عملياتها.
تشمل الخدمات التي تقدمها بينجالوارا ما يلي:
- المأوى والغذاء والملبس
- الرعاية الطبية والعلاج
- التعليم والتدريب المهني
- إعادة التأهيل
- الرعاية النهارية
- خدمات الإرشاد والدعم
فلسفته في الخدمة
كانت فلسفة بهجت بوران سينغ في الخدمة بسيطة وعميقة. كان يعتقد أن كل إنسان يستحق الاحترام والكرامة، بغض النظر عن خلفيته أو ظروفه. كان يؤمن أيضاً بأهمية العمل الجاد والتفاني والتعاطف في خدمة الآخرين.
كان بهجت بوران سينغ يعتبر العمل عبادة. كان يعتقد أن خدمة الإنسانية هي أفضل طريقة لخدمة الله. كان يعمل بلا كلل لمساعدة المحتاجين، وغالباً ما كان يعمل لساعات طويلة دون راحة. كان يعيش حياة بسيطة ومتواضعة، ويتجنب الممتلكات المادية والترف.
كان يؤكد دائماً على أهمية النظافة وحماية البيئة. كان يعتقد أن البيئة النظيفة ضرورية لصحة الإنسان ورفاهه. كان يشجع الناس على زراعة الأشجار، وتوفير المياه، وتقليل النفايات.
مساهماته في الأدب والبيئة
بالإضافة إلى عمله في بينجالوارا، كان بهجت بوران سينغ كاتباً غزير الإنتاج. كتب العديد من الكتب والمقالات حول مواضيع مختلفة، بما في ذلك الدين والفلسفة والبيئة والقضايا الاجتماعية. كانت كتاباته بسيطة وواضحة وملهمة. ترجم كتبه إلى لغات عديدة وتوزيعها على نطاق واسع.
كان بهجت بوران سينغ أيضاً ناشطاً بيئياً متحمساً. كان يعتقد أن البشرية لديها مسؤولية لحماية البيئة للأجيال القادمة. كان يشجع الناس على تبني ممارسات صديقة للبيئة، مثل زراعة الأشجار، وتوفير المياه، وتقليل النفايات. أطلق العديد من الحملات لزيادة الوعي حول القضايا البيئية.
الجوائز والتكريمات
حصل بهجت بوران سينغ على العديد من الجوائز والتكريمات لخدماته الإنسانية ومساهماته في الأدب والبيئة. في عام 1992، حصل على جائزة بادما شري، وهي واحدة من أعلى الجوائز المدنية في الهند. ومع ذلك، رفض الجائزة، قائلاً إنه يعتقد أن عمله كان مكافأة في حد ذاته.
كما حصل على العديد من الجوائز الأخرى، بما في ذلك جائزة رامون ماجسايساي (Ramon Magsaysay Award) للخدمة العامة في عام 1991، وجائزة شيروماني (Shiromani Award) من حكومة البنجاب. تم تسمية العديد من المؤسسات والطرق باسمه تكريماً لعمله.
إرثه
ترك بهجت بوران سينغ إرثاً دائماً من الخدمة والتفاني والإلهام. كانت حياته مثالاً للقوة التحويلية للحب والرحمة. ألهم الملايين من الناس حول العالم لخدمة الآخرين وإحداث فرق في العالم. تواصل جمعية بينجالوارا التي أسسها في تقديم خدمات مهمة للمحتاجين، وتستمر في النمو والازدهار.
يظل بهجت بوران سينغ شخصية محبوبة في الهند وخارجها. يتم تذكره لخدمته المتفانية للإنسانية، وكتاباته الملهمة، والتزامه بحماية البيئة. حياته هي شهادة على القوة الكامنة في الفرد لإحداث تغيير إيجابي في العالم.
بعض الدروس المستفادة من حياة بهجت بوران سينغ:
- كل إنسان يستحق الاحترام والكرامة.
- العمل الجاد والتفاني والتعاطف ضرورية في خدمة الآخرين.
- الخدمة الإنسانية هي أفضل طريقة لخدمة الله.
- النظافة وحماية البيئة ضرورية لصحة الإنسان ورفاهه.
- كل فرد لديه القدرة على إحداث تغيير إيجابي في العالم.
خاتمة
كان بهجت بوران سينغ شخصية استثنائية كرس حياته لخدمة الإنسانية. من خلال عمله في بينجالوارا وكتاباته وأنشطته البيئية، ترك بصمة لا تمحى على العالم. تظل حياته مصدر إلهام للأجيال القادمة لخدمة الآخرين وإحداث فرق في العالم. سيظل بهجت بوران سينغ رمزاً للأمل والرحمة والخدمة المتفانية.