<![CDATA[
مقدمة
انعقدت الدورة التشريعية السابعة عشرة في مقاطعة ألبرتا الكندية في الفترة من 2 مارس 1972 إلى 14 فبراير 1975. شهدت هذه الدورة فترة مهمة في تاريخ المقاطعة، تميزت بتغيرات اقتصادية واجتماعية وسياسية كبيرة. كان أعضاء المجلس التشريعي المنتخبون في هذه الدورة مسؤولين عن معالجة هذه التحديات وصياغة السياسات التي أثرت على حياة سكان ألبرتا.
الخلفية السياسية
قبل انعقاد الدورة التشريعية السابعة عشرة، كانت ألبرتا تحت حكم حزب الائتمان الاجتماعي لفترة طويلة. ومع ذلك، بدأت شعبية الحزب في التضاؤل في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات. في انتخابات عام 1971، تمكن حزب المحافظين التقدمي بقيادة بيتر لوهيد من تحقيق فوز ساحق، منهياً بذلك عقوداً من حكم الائتمان الاجتماعي. شكل هذا التحول بداية حقبة جديدة في السياسة الألبرتية.
كان بيتر لوهيد شخصية كاريزماتية ورؤية واضحة لمستقبل ألبرتا. وعد بتحديث الاقتصاد وتنويعه، وتحسين الخدمات العامة، وحماية مصالح المقاطعة في مواجهة الحكومة الفيدرالية. كان فوزه يعكس رغبة الناخبين في التغيير والقيادة القوية.
تشكيل الحكومة
بعد فوز حزب المحافظين التقدمي في انتخابات عام 1971، شكل بيتر لوهيد حكومة جديدة. ضم مجلس الوزراء مجموعة من الأفراد الموهوبين وذوي الخبرة الذين شاركوا رؤيته لألبرتا. شملت بعض الشخصيات البارزة في مجلس الوزراء:
- دون غيتي: شغل منصب وزير الطاقة والموارد الطبيعية، ولعب دوراً حاسماً في تطوير صناعة النفط والغاز في ألبرتا.
- لويز هيمان: شغلت منصب وزيرة الخدمات الاجتماعية، وقادت إصلاحات مهمة في نظام الرعاية الاجتماعية في المقاطعة.
- هوراس أندرو: شغل منصب وزير الصحة، وأشرف على تحسينات كبيرة في نظام الرعاية الصحية في ألبرتا.
كانت الحكومة الجديدة مصممة على الوفاء بوعودها الانتخابية وتنفيذ برنامج إصلاحي طموح.
القضايا الرئيسية التي تناولتها الدورة التشريعية
خلال الدورة التشريعية السابعة عشرة، واجهت حكومة لوهيد عدداً من القضايا والتحديات الرئيسية. وشملت هذه:
- تطوير صناعة النفط والغاز: كانت ألبرتا تمتلك احتياطيات كبيرة من النفط والغاز، وكانت الحكومة مصممة على تطوير هذه الموارد بطريقة تعود بالنفع على المقاطعة وسكانها.
- تنويع الاقتصاد: أدركت الحكومة أن الاعتماد المفرط على صناعة النفط والغاز يجعل ألبرتا عرضة للصدمات الاقتصادية. لذلك، سعت إلى تنويع الاقتصاد من خلال دعم الصناعات الأخرى، مثل الزراعة والسياحة والتكنولوجيا.
- تحسين الخدمات العامة: تعهدت الحكومة بتحسين الخدمات العامة، مثل الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الاجتماعية.
- العلاقات مع الحكومة الفيدرالية: سعت الحكومة إلى حماية مصالح ألبرتا في مواجهة الحكومة الفيدرالية، خاصة فيما يتعلق بتقاسم عائدات النفط والغاز.
التشريعات الرئيسية
خلال الدورة التشريعية السابعة عشرة، أقرت حكومة لوهيد عدداً من القوانين الهامة التي كان لها تأثير كبير على ألبرتا. وشملت هذه:
- قانون موارد ألبرتا التراثية: أنشأ هذا القانون صندوقاً للثروة السيادية للاستثمار في مستقبل ألبرتا. تم تمويل الصندوق من عائدات النفط والغاز، وكان يهدف إلى ضمان استفادة الأجيال القادمة من ثروات المقاطعة.
- قانون التخطيط الإقليمي: أنشأ هذا القانون نظاماً للتخطيط الإقليمي يهدف إلى إدارة النمو والتنمية في ألبرتا بطريقة مستدامة.
- قانون حقوق الإنسان وحرياته: حمى هذا القانون حقوق الإنسان وحرياته في ألبرتا.
كانت هذه القوانين تعكس التزام الحكومة ببناء ألبرتا أقوى وأكثر ازدهاراً وإنصافاً.
الأحداث البارزة
شهدت الدورة التشريعية السابعة عشرة عدداً من الأحداث البارزة، بما في ذلك:
- أزمة الطاقة عام 1973: أدت أزمة الطاقة عام 1973 إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير، مما أدى إلى زيادة كبيرة في عائدات ألبرتا. استخدمت حكومة لوهيد هذه العائدات لتمويل صندوق موارد ألبرتا التراثية والاستثمار في البنية التحتية والخدمات العامة.
- المفاوضات مع الحكومة الفيدرالية بشأن أسعار النفط: تفاوضت حكومة لوهيد مع الحكومة الفيدرالية بشأن أسعار النفط وتقاسم العائدات. أدت هذه المفاوضات إلى اتفاقيات مهمة ساعدت في ضمان حصول ألبرتا على حصة عادلة من عائدات مواردها الطبيعية.
- إنشاء جامعة أثاباسكا: أنشأت حكومة لوهيد جامعة أثاباسكا، وهي جامعة مفتوحة تقدم التعليم عن بعد للطلاب في جميع أنحاء ألبرتا وكندا.
الأثر والإرث
كان للدورة التشريعية السابعة عشرة تأثير كبير على ألبرتا. وضعت حكومة لوهيد الأسس لاقتصاد متنوع ومزدهر، ونظام رعاية صحية وتعليم عالي الجودة، ومجتمع عادل ومنصف. كان صندوق موارد ألبرتا التراثية بمثابة هبة للأجيال القادمة، مما ساعد في تمويل المشاريع الهامة وتحسين نوعية الحياة في المقاطعة.
يعتبر بيتر لوهيد على نطاق واسع أحد أعظم رؤساء وزراء ألبرتا. لقد كان زعيماً صاحب رؤية وقدرة، وقد ساعد في تحويل ألبرتا إلى قوة اقتصادية واجتماعية في كندا.
أعضاء المجلس التشريعي
فيما يلي قائمة بأسماء بعض أعضاء المجلس التشريعي الذين خدموا خلال الدورة التشريعية السابعة عشرة:
- بيتر لوهيد
- دون غيتي
- لويز هيمان
- هوراس أندرو
- هيو هورنر
- جيمس هورنر
التحديات والانتقادات
على الرغم من نجاحاتها، واجهت حكومة لوهيد أيضاً بعض التحديات والانتقادات خلال الدورة التشريعية السابعة عشرة. وشملت هذه:
- الجدل حول أسعار النفط: واجهت الحكومة انتقادات من بعض الكنديين الذين اعتقدوا أن ألبرتا تتقاضى أسعاراً مرتفعة للغاية للنفط.
- المخاوف البيئية: أثار تطوير صناعة النفط والغاز مخاوف بيئية، حيث دعا البعض إلى اتخاذ تدابير أكثر صرامة لحماية البيئة.
- المعارضة السياسية: واجهت الحكومة معارضة من الأحزاب السياسية الأخرى، مثل حزب الائتمان الاجتماعي والحزب الليبرالي والحزب الوطني الديمقراطي.
الانتخابات اللاحقة
بعد انتهاء الدورة التشريعية السابعة عشرة، أجريت انتخابات عامة في عام 1975. فاز حزب المحافظين التقدمي بقيادة بيتر لوهيد بأغلبية ساحقة مرة أخرى، مما يدل على الدعم القوي الذي كان يتمتع به من قبل سكان ألبرتا. استمر لوهيد في قيادة المقاطعة حتى عام 1985، تاركاً وراءه إرثاً دائماً من التقدم والازدهار.
خاتمة
كانت الدورة التشريعية السابعة عشرة في ألبرتا فترة محورية في تاريخ المقاطعة. تحت قيادة بيتر لوهيد، حققت ألبرتا تقدماً كبيراً في تطوير اقتصادها وتحسين خدماتها العامة وحماية مصالحها. لا تزال إرث هذه الدورة محسوساً حتى اليوم، حيث تستمر ألبرتا في الازدهار والنمو.