اختفاء إيمي ميهاليفيتش
في يوم الجمعة الموافق 27 أكتوبر 1989، تلقت إيمي ميهاليفيتش، التي كانت تدرس في الصف الخامس في مدرسة باي فيلج نورث الابتدائية، مكالمة هاتفية في منزلها. زعمت المتصلة أنها زميلة في العمل لصديقة إيمي، وأنها تريد مقابلة إيمي لشراء هدية لصديقتها بمناسبة عيد ميلادها القادم. لم يكن والدا إيمي في المنزل وقت المكالمة، حيث كانت والدتها في العمل وكان والدها في رحلة عمل.
بعد المدرسة، أخبرت إيمي بعض الأصدقاء أنها ذاهبة إلى مركز التسوق باي سكوير. شوهدت آخر مرة في موقف السيارات بمركز التسوق حوالي الساعة 3:30 مساءً. عندما عادت والدة إيمي إلى المنزل من العمل في حوالي الساعة 6:00 مساءً، لم تجد إيمي. عثرت والدة إيمي على ملاحظة تركتها إيمي تفيد بأنها ذهبت إلى مركز التسوق.
عندما لم تعد إيمي إلى المنزل بحلول الساعة 8:00 مساءً، اتصل والداها بالشرطة للإبلاغ عن اختفائها. بدأت الشرطة على الفور تحقيقًا مكثفًا، وبحثت في المنطقة المحيطة بمركز التسوق ووزعت منشورات عليها صورة إيمي. كما تحدثت الشرطة مع أصدقاء إيمي وجيرانها، وحاولت تتبع المكالمة الهاتفية التي تلقتها إيمي في وقت سابق من ذلك اليوم.
العثور على جثة إيمي
في 10 فبراير 1990، بعد أكثر من ثلاثة أشهر من اختفائها، عُثر على جثة إيمي ميهاليفيتش في حقل زراعي في مقاطعة أشتابولا، أوهايو، على بعد حوالي 50 ميلاً شرق خليج روكي ريفر. كانت جثة إيمي متحللة بشدة، ولكن تمكن الأطباء الشرعيون من تحديد هويتها من خلال سجلات الأسنان.
أظهر تشريح الجثة أن إيمي قتلت خنقًا. كما عثر الأطباء الشرعيون على آثار من الألياف والوبر على ملابس إيمي، والتي يعتقدون أنها قد تكون دليلًا على هوية القاتل. كما عثروا على قرط من الذهب على شكل حصان بالقرب من جثة إيمي، والذي يعتقدون أنه قد يكون القاتل قد أسقطه.
التحقيق في القضية
بعد العثور على جثة إيمي، كثفت الشرطة تحقيقاتها. قاموا باستجواب مئات الأشخاص، وقاموا بفحص آلاف الأدلة. ومع ذلك، لم يتمكنوا من تحديد هوية القاتل. على مر السنين، ظهر العديد من المشتبه بهم في القضية، لكن لم يتم توجيه اتهام لأي منهم.
في عام 2007، أعلنت الشرطة أنها توصلت إلى تطابق الحمض النووي بين الألياف والوبر التي عُثر عليها على ملابس إيمي وبين سيارة مملوكة لأحد المشتبه بهم. ومع ذلك، لم يكن هذا التطابق كافيًا لتوجيه الاتهام إلى المشتبه به، ولا يزال التحقيق في القضية مستمرًا.
خلال التحقيق، تلقت الشرطة آلاف المكالمات الهاتفية والرسائل من أشخاص يدعون أن لديهم معلومات حول القضية. تم فحص كل معلومة بدقة، ولكن لم يؤد أي منها إلى اعتقال القاتل. عرضت عائلة ميهاليفيتش مكافأة قدرها 50000 دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى إدانة القاتل.
المشتبه بهم المحتملون
على مر السنين، كان هناك العديد من المشتبه بهم المحتملين في قضية مقتل إيمي ميهاليفيتش. بعض من أبرز هؤلاء المشتبه بهم تشمل:
- جون تيركو: كان تيركو مدانًا باغتصاب وقتل فتاة أخرى في أوهايو. كان يعيش بالقرب من خليج روكي ريفر في وقت اختفاء إيمي. نفى تيركو أي تورط في مقتل إيمي، لكنه ظل دائمًا أحد المشتبه بهم الرئيسيين في القضية.
- روبرت أدريان فراي: كان فراي مدانًا بارتكاب العديد من جرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال. كان يعيش أيضًا بالقرب من خليج روكي ريفر في وقت اختفاء إيمي. توفي فراي في السجن في عام 2002.
- فرانك جانوفسكي: جانوفسكي مدان بقتل زوجته. كان يعيش بالقرب من خليج روكي ريفر في وقت اختفاء إيمي. انتحر جانوفسكي في السجن في عام 1992.
على الرغم من أن هؤلاء المشتبه بهم الثلاثة قد ماتوا أو أدينوا بارتكاب جرائم أخرى، إلا أن الشرطة لم تستبعد أيًا منهم كقاتل محتمل لإيمي ميهاليفيتش. لا تزال القضية مفتوحة ونشطة، وتأمل الشرطة أن يتمكنوا في النهاية من تقديم العدالة لإيمي وعائلتها.
التأثير على المجتمع
كان لمقتل إيمي ميهاليفيتش تأثير عميق على المجتمع في خليج روكي ريفر وخارجها. صدمت القضية الناس وجعلتهم أكثر وعيًا بمخاطر اختطاف الأطفال. أدت القضية أيضًا إلى زيادة الوعي بأهمية سلامة الأطفال.
بعد مقتل إيمي، قام والداها بتأسيس مؤسسة إيمي ميهاليفيتش، وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى حماية الأطفال من الخطف والعنف. تقدم المؤسسة برامج تعليمية وخدمات دعم للأطفال والعائلات. كما أنها تعمل على زيادة الوعي بقضايا سلامة الأطفال.
لا تزال قضية إيمي ميهاليفيتش تذكرنا بمأساة اختطاف الأطفال والعنف. إنها أيضًا شهادة على مرونة المجتمع وقدرته على التئام الجراح بعد المأساة.
آخر التطورات
اعتبارًا من عام 2023، لا يزال التحقيق في مقتل إيمي ميهاليفيتش جاريًا. تواصل الشرطة تلقي معلومات جديدة حول القضية، ويأملون أن يتمكنوا في النهاية من حل القضية وتقديم العدالة لعائلة ميهاليفيتش. في عام 2016، تم إطلاق موقع إلكتروني جديد مخصص للقضية، ويأمل المحققون أن يساعد ذلك في توليد معلومات جديدة من الجمهور.
في عام 2019، بمناسبة الذكرى الثلاثين لاختفاء إيمي، عقدت الشرطة مؤتمراً صحفياً لمناقشة القضية وتجديد مناشدتهم للحصول على معلومات. أكدوا أنهم ما زالوا ملتزمين بحل القضية وأنهم لن يستسلموا أبدًا.
خاتمة
تبقى قضية مقتل إيمي ميهاليفيتش مأساة لم يتم حلها، وهي تذكير مؤلم بمخاطر العنف ضد الأطفال. على الرغم من مرور عقود على الجريمة، لا تزال الشرطة والمجتمع ملتزمين بالعثور على قاتل إيمي وتقديم العدالة لعائلتها. القضية بمثابة تذكير بأهمية سلامة الأطفال وضرورة اليقظة في حماية الأطفال من الأذى.