تاريخ الـ .45-90 شيربز
بدأ تاريخ الـ .45-90 شيربز مع تطور رياضة الرماية بعيدة المدى في سبعينيات القرن التاسع عشر. في ذلك الوقت، كان هناك طلب متزايد على الخراطيش التي يمكنها أن توفر دقة فائقة على مسافات تزيد عن 500 ياردة. استجابت شركة شيربز رايفل مان لهذا الطلب من خلال تطوير سلسلة من الخراطيش المصممة خصيصًا لتحقيق هذه الدقة.
كان الـ .45-90 شيربز أحد هذه الخراطيش. يمثل الرقم “45” قطر الرصاصة بالبوصة، بينما يشير الرقم “90” إلى كمية البارود الأسود المستخدمة بالجرام. يعني هذا التصميم أن الخرطوشة يمكن أن تولد سرعة عالية و مسار مسطح نسبيًا للرصاصة، مما يجعلها مثالية للرماية على مسافات طويلة. تم تصميم الخرطوشة لتناسب بنادق شيربز، التي كانت مشهورة بجودتها ودقتها.
سرعان ما اكتسب الـ .45-90 شيربز شعبية بين الرماة المحترفين، حيث تم استخدامه في العديد من مسابقات الرماية. أظهرت الخرطوشة قدرتها على إصابة الأهداف بدقة على مسافات كبيرة، مما ساهم في انتصاراتها. إضافة إلى ذلك، تم تقدير الـ .45-90 شيربز لقدرته على توفير طاقة كافية لإسقاط لعبة كبيرة. جعل هذا الخرطوش خيارًا شائعًا للصيادين الذين يبحثون عن دقة وتأثير.
تصميم وخصائص الـ .45-90 شيربز
كان تصميم الـ .45-90 شيربز بسيطًا ولكنه فعال. كانت الخرطوشة تتألف من غلاف نحاسي، ورصاصة رصاصية، وبارود أسود، وكبسولة. تم تصميم الغلاف النحاسي لاستيعاب البارود والرصاصة، مع توفير ختم محكم لمنع تسرب الغاز. كانت الرصاصة عادة ما تكون مصنوعة من الرصاص الخالص أو سبائك الرصاص، مع تصميم يتراوح وزنه بين 300 و 550 حبة (وحدة قياس الوزن). يتم اختيار وزن الرصاصة بناءً على مسافة الرماية والظروف الجوية.
كان البارود الأسود هو الدافع الرئيسي للخرطوشة. كان البارود الأسود يشتعل بسرعة وينتج كمية كبيرة من الغاز، مما يدفع الرصاصة إلى الخارج من فوهة البندقية. كان لكمية البارود المستخدمة تأثير مباشر على سرعة الرصاصة ومسارها. الكبسولة، وهي جهاز صغير حساس للانفجار، توفر شرارة لإشعال البارود الأسود عند ضربها بواسطة إبرة إطلاق النار في البندقية.
بصرف النظر عن مكوناتها الأساسية، تميز الـ .45-90 شيربز أيضًا بعدد من الميزات الأخرى. تضمنت هذه الميزات تصميمًا فريدًا للحافة على الغلاف النحاسي، والذي سمح بسهولة استخراج الخرطوشة من حجرة البندقية. علاوة على ذلك، تم تصميم الرصاصة لتكون متوافقة مع مجموعة متنوعة من تصاميم الأهداف، مما يسمح للرماة بتخصيص أسلحتهم لتلبية احتياجاتهم المحددة.
تأثير الـ .45-90 شيربز
أحدث الـ .45-90 شيربز تأثيرًا كبيرًا على صناعة الأسلحة النارية. ساهمت دقتها الفائقة في تطوير أساليب ومعدات الرماية. ألهم نجاح الخرطوشة المصنعين لتجربة تصميمات جديدة للخرطوشة، مما أدى إلى التقدم في تكنولوجيا الأسلحة النارية. ألهمت شعبية الـ .45-90 شيربز تصميم خراطيش أخرى ذات أداء مماثل، مما عزز إرثها في تاريخ صناعة الأسلحة النارية.
لم يقتصر تأثير الـ .45-90 شيربز على مجال الرماية فحسب. وجد الخرطوش أيضًا مكانًا له في مجال الصيد. أظهرت قدرته على توفير طاقة كافية لإسقاط لعبة كبيرة أنه أداة فعالة للصيادين. مكنت دقتها وقدرتها على الاحتفاظ بالطاقة الصيادين من اصطياد اللعبة على مسافات أكبر، مما يجعل الـ .45-90 شيربز خيارًا شائعًا للصيد في المناطق المفتوحة والظروف الصعبة.
الـ .45-90 شيربز اليوم
على الرغم من أن الـ .45-90 شيربز قد تم تقديمه منذ أكثر من قرن، إلا أنه لا يزال يتم إنتاجه واستخدامه حتى اليوم. لا يزال العديد من الرماة يعتمدون على الخرطوشة للمنافسة في مسابقات الرماية التاريخية. يواصل صانعو الأسلحة النارية إنتاج بنادق متوافقة مع الـ .45-90 شيربز، مما يضمن استمرار إرث الخرطوش. إضافة إلى ذلك، لا يزال العديد من الصيادين يختارون الـ .45-90 شيربز لقدرته على الدقة والتأثير.
أصبح الـ .45-90 شيربز رمزًا لتاريخ الأسلحة النارية. يمثل الخرطوش التقدم في تكنولوجيا الأسلحة النارية، والدقة في الرماية، وعلاقة الإنسان بالصيد. بالنسبة للعديد من الأشخاص، فإن إطلاق النار بـ .45-90 شيربز هو تجربة فريدة تربطهم بتاريخ الرماية والصيد.
الفرق بين .45-90 شيربز و .45-70 الحكومي
غالبًا ما تتم مقارنة الـ .45-90 شيربز بـ .45-70 الحكومي، وهو خرطوشة أخرى شائعة من العصر نفسه. في حين أن كلا الخرطوشين لديهما نفس قطر الرصاصة (0.45 بوصة)، إلا أنهما يختلفان في تصميم الغلاف وكمية البارود. غلاف الـ .45-90 شيربز أطول ويحتوي على كمية أكبر من البارود، مما يؤدي إلى سرعة أعلى للرصاصة ومسار أكثر استواءً. يعتبر الـ .45-90 شيربز بشكل عام أكثر دقة على مسافات طويلة، بينما يعتبر الـ .45-70 الحكومي أكثر تنوعًا ويستخدم على نطاق واسع في مجموعة متنوعة من تطبيقات الرماية والصيد.
العناية والاحتياطات
يتطلب استخدام الـ .45-90 شيربز بعض الاحتياطات الخاصة. نظرًا لأنه يعتمد على البارود الأسود، فإنه ينتج دخانًا كثيفًا وتراكمًا كبيرًا للأوساخ في السلاح. يجب تنظيف البندقية جيدًا بعد كل استخدام لمنع التآكل والتأكد من الأداء الأمثل. بالإضافة إلى ذلك، يجب تخزين البارود الأسود في مكان بارد وجاف بعيدًا عن مصادر الاشتعال. يجب على الرماة اتخاذ جميع احتياطات السلامة اللازمة عند التعامل مع هذه الخراطيش، بما في ذلك ارتداء نظارات السلامة وحماية الأذن.
خاتمة
الـ .45-90 شيربز هو خرطوشة بندقية تاريخية تركت بصمة لا تمحى في عالم الأسلحة النارية. مع دقتها الفائقة وقدرتها على إسقاط لعبة كبيرة، أصبح الخرطوش المفضل لدى الرماة والصيادين على حد سواء. على الرغم من أنه تم تقديمه منذ أكثر من قرن، إلا أن الـ .45-90 شيربز لا يزال يستخدم على نطاق واسع حتى اليوم، مما يشهد على إرثه الدائم وتأثيره على صناعة الأسلحة النارية.