تاريخ التصنيف والوصف
تم وصف جنس كالندولاودا لأول مرة من قبل إدوارد بليث، عالم الحيوان البارز في القرن التاسع عشر. اعتمد بليث في تصنيفه على الخصائص المورفولوجية للطيور، مثل شكل المنقار، وحجم الجسم، واللون العام للريش. كلمة “Calendulauda” مشتقة من كلمتين لاتينيتين: “calendula” (آذريون) و “lauda” (القبرة). يشير الجزء الأول إلى لون ريش بعض الأنواع، والذي يذكر بلون أزهار الآذريون البرتقالية أو الصفراء. والجزء الثاني، “lauda”، هو اسم شائع للقبرات، مما يعكس طبيعة هذه الطيور كقبرات.
منذ تأسيسه، خضع جنس كالندولاودا لبعض التغييرات في التصنيف. بمرور الوقت، قام علماء الطيور بمراجعة العلاقة بين الأنواع المختلفة، ودمج بعض الأنواع أو فصلها بناءً على الدراسات الجينية، والمورفولوجية، والسلوكية. على الرغم من هذه التغييرات، ظل جنس كالندولاودا معترفًا به كجنس متميز يضم مجموعة من القبرات المتكيفة مع الحياة في البيئات القاحلة.
الخصائص الفيزيائية
تتميز طيور كالندولاودا بمجموعة من الخصائص الفيزيائية التي تمكنها من البقاء على قيد الحياة في البيئات القاسية التي تعيش فيها. بشكل عام، هذه الطيور صغيرة إلى متوسطة الحجم، ويتراوح طولها بين 12 إلى 20 سم. عادة ما يكون لديها ريش بلون بني أو رمادي، مما يوفر لها تمويهًا ممتازًا في بيئتها الرملية. غالبًا ما يكون للريش خطوط أو بقع، مما يزيد من قدرتها على الاندماج مع محيطها.
المنقار: منقار طيور كالندولاودا قوي ومخروطي الشكل، ومصمم لتقطيع البذور والحشرات. يختلف شكل المنقار قليلاً بين الأنواع المختلفة، مما يعكس تخصصها في أنواع معينة من الطعام.
الأرجل والأقدام: الأرجل طويلة وقوية، مما يسمح لهذه الطيور بالمشي والجري بكفاءة على الأرض. الأقدام مجهزة بمخالب طويلة تساعدها على الإمساك بالأرض والتسلق.
الأجنحة والذيل: الأجنحة مستديرة نسبيًا، مما يوفر قدرة جيدة على الطيران لمسافات قصيرة. الذيل قصير ومربع الشكل، مما يساعد على التوازن أثناء الجري على الأرض.
السلوك والنظام الغذائي
كالندولاودا هي طيور أرضية في الغالب، وتقضي معظم وقتها على الأرض بحثًا عن الطعام. إنها نشطة خلال النهار، وتبحث عن الطعام في الصباح الباكر وفي وقت متأخر بعد الظهر، هربًا من حرارة منتصف النهار. تتغذى هذه الطيور بشكل أساسي على البذور والحشرات، وتكمل نظامها الغذائي بأوراق النباتات الصغيرة، والعناكب، وغيرها من اللافقاريات.
البحث عن الطعام: تستخدم كالندولاودا مناقيرها القوية لحفر التربة والبحث عن البذور والحشرات. كما أنها تتجول في الأرض، وتلتقط الطعام الذي تجده على السطح. غالبًا ما تشاهد هذه الطيور وهي تجري بسرعة على الأرض، وتتوقف فجأة لالتقاط فريستها.
السلوك الاجتماعي: بشكل عام، تعيش طيور كالندولاودا بمفردها أو في أزواج خلال موسم التكاثر. خارج موسم التكاثر، يمكن أن تتجمع في مجموعات صغيرة. تُعرف هذه الطيور بأنها إقليمية، وتدافع عن منطقة التعشيش الخاصة بها بشراسة.
التكاثر: تبني طيور كالندولاودا أعشاشها على الأرض، وعادة ما تكون مخفية جيدًا بين النباتات أو في الشجيرات المنخفضة. تضع الأنثى من 2 إلى 4 بيضات، والتي تحتضنها الأم والذكور معًا. يفقس البيض بعد حوالي 12 إلى 14 يومًا، ويتم إطعام الصغار من قبل الوالدين. يغادر الصغار العش بعد حوالي أسبوعين.
الموائل والتوزيع
توجد طيور كالندولاودا بشكل أساسي في المناطق الجافة وشبه الجافة في إفريقيا، بما في ذلك جنوب إفريقيا وناميبيا وبوتسوانا وزيمبابوي وأنغولا. تفضل هذه الطيور البيئات المفتوحة، مثل السهول العشبية، والأراضي العشبية، والصحاري الرملية. وهي تتكيف بشكل جيد مع الظروف القاسية، مثل درجات الحرارة المرتفعة، وندرة المياه، وندرة الغطاء النباتي.
التنوع البيئي: على الرغم من تفضيلها للبيئات المفتوحة، يمكن العثور على طيور كالندولاودا في مجموعة متنوعة من الموائل، بما في ذلك:
- الأراضي العشبية المفتوحة
- الصحاري الرملية
- الأراضي العشبية الشوكية
- المناطق الزراعية
التوزيع الجغرافي: يختلف توزيع أنواع كالندولاودا المختلفة. بعض الأنواع لها نطاق واسع، بينما يقتصر البعض الآخر على مناطق جغرافية صغيرة. على سبيل المثال، تتواجد قبرة الكالندولاودا في معظم أنحاء جنوب إفريقيا، في حين أن قبرة بورشيل تقتصر على منطقة معينة في جنوب إفريقيا وناميبيا وبوتسوانا.
الحفاظ على البيئة
تعتبر طيور كالندولاودا بشكل عام غير مهددة بالانقراض، ولكن بعض الأنواع تواجه تهديدات من فقدان الموائل، والتغيرات المناخية، والرعي الجائر. لحماية هذه الطيور، من الضروري الحفاظ على بيئاتها الطبيعية، وتنفيذ ممارسات إدارة الأراضي المستدامة. تشمل جهود الحفظ:
- إنشاء المحميات الطبيعية والمتنزهات
- مكافحة الرعي الجائر
- تشجيع الزراعة المستدامة
- التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة
أنواع كالندولاودا
يضم جنس كالندولاودا الأنواع التالية:
- قبرة بورشيل (Calendulauda burra)
- قبرة الكالندولاودا (Calendulauda africanoides)
- قبرة دامارا (Calendulauda damarensis)
- قبرة كارو (Calendulauda albescens)
- قبرة ريد (Calendulauda erythrochlamys)
- قبرة أويتون (Calendulauda oatesi)
- قبرة ناكورو (Calendulauda niethammeri)
- قبرة أبريوس (Calendulauda brevirostris)
خاتمة
كالندولاودا هو جنس من القبرات المتكيفة بشكل رائع مع الحياة في البيئات الجافة وشبه الجافة في إفريقيا. تتميز هذه الطيور بخصائص جسدية وسلوكية فريدة تمكنها من البقاء على قيد الحياة في ظروف قاسية. على الرغم من أن بعض الأنواع تواجه تهديدات، إلا أن جهود الحفظ المستمرة ضرورية لضمان بقاء هذه الطيور الجميلة للأجيال القادمة.