نشأته وحياته المبكرة
ولد زيرا بلسيفر في بلدة كرافتسبوري، فيرمونت، الولايات المتحدة الأمريكية. كان والده، تشارلز بلسيفر، مزارعًا، وكانت والدته، ليديا هايورد، ربة منزل. ترعرع زيرا في بيئة ريفية، وتعلم قيم العمل الجاد والاجتهاد. لم يتلق تعليمًا رسميًا كبيرًا، لكنه كان قارئًا متعطشًا، واكتسب معرفة واسعة بمجموعة متنوعة من الموضوعات.
في شبابه، عمل زيرا في الزراعة. تزوج زيرا من ميليسا إلكتون في عام 1811، وأنجبا العديد من الأطفال. في هذه الفترة، انخرط في عدد من المشاريع التجارية. كان لديه اهتمام قوي بالدين منذ صغره، وانضم في البداية إلى الكنيسة الميثودية.
التحول إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة
في عام 1831، سمع زيرا بلسيفر عن كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة من خلال المبشرين الذين كانوا يخدمون في منطقته. بعد التحقيق في تعاليم الكنيسة، أصبح مقتنعًا بأنها استعادة للإنجيل الأصلي. تعمد في نفس العام، وأصبح عضوًا نشطًا ومشاركًا في الكنيسة. لقد أثرت فيه رؤية جوزيف سميث، مؤسس الكنيسة، وأصبح مؤيدًا قويًا له.
كان زيرا متحمسًا جدًا للإنجيل الجديد لدرجة أنه بدأ في نشره بين أصدقائه وجيرانه، وساعد على تحويل العديد من الناس. بسبب إيمانه وتفانيه، تم اختياره للخدمة في العديد من المناصب في الكنيسة. كان هذا تحولًا كبيرًا في حياته، وأصبح جزءًا لا يتجزأ من الحركة الدينية المتنامية.
الخدمة في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة
في عام 1835، تم استدعاء زيرا بلسيفر للخدمة في مجلس السبعين، وهي هيئة قيادية في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. كان أحد السبعين الأوائل الذين تم اختيارهم. لعب دورًا مهمًا في إدارة شؤون الكنيسة، والسفر للتبشير، وتوعية الآخرين بالإنجيل. خدم بلسيفر في هذا المنصب لأكثر من ثلاثين عامًا، وأظهر تفانيًا لا يتزعزع.
شارك بلسيفر في العديد من الأحداث الهامة في تاريخ الكنيسة. كان من بين أولئك الذين فروا من مقاطعة جاكسون، ميسوري، بسبب الاضطهاد. ساعد في تأسيس مدينة نوفو في ولاية إلينوي، والتي أصبحت مقرًا للكنيسة. بعد مقتل جوزيف سميث، دعم بلسيفر بقوة بريغام يونغ كقائد للكنيسة.
شارك زيرا في العديد من المهام التبشيرية، بما في ذلك السفر إلى ولاية أوهايو وإنديانا. ساعد في بناء المعابد، ودعم بناء المجتمع. كان معروفًا بإخلاصه وتفانيه في الخدمة، وكان محبوبًا من قبل العديد من أعضاء الكنيسة.
الحياة اللاحقة والموت
بعد أن ساعد في قيادة المؤمنين في رحلتهم إلى الغرب، استقر زيرا في ولاية يوتا، حيث استمر في الخدمة في الكنيسة. كان له دور فعال في تأسيس مستوطنات جديدة، وتعزيز التعاون الاجتماعي. كان لديه دور قيادي في مجتمعات الكنيسة في ولاية يوتا، حيث عمل في مجالات متنوعة مثل الزراعة والتعليم.
توفي زيرا بلسيفر في 1 يناير 1872، في ولاية يوتا. ترك وراءه إرثًا من الإيمان والخدمة. كان معروفًا بإيمانه القوي، وتفانيه في الكنيسة، والتزامه بمساعدة الآخرين. أثرت حياته على حياة العديد من الأشخاص، وأصبح مثالاً على التفاني في سبيل قضية يؤمن بها.
إرث زيرا بلسيفر
يُذكر زيرا بلسيفر كشخصية مهمة في تاريخ كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. كان دوره كأحد الرؤساء السبعة الأوائل للسبعين أمرًا حيويًا في نشر الإنجيل وتعزيز الإيمان. ساعد في تأسيس الكنيسة، وساهم في نموها. من خلال خدمته، أظهر تفانيًا لا يتزعزع في إيمانه، والتزامه بمساعدة الآخرين، وتأثيره على مجتمعات الكنيسة في ولاية يوتا.
يُذكر زيرا بلسيفر أيضًا لموقفه الشجاع في مواجهة الاضطهاد، ومشاركته في تأسيس مستوطنات جديدة. حياته بمثابة مصدر إلهام للأعضاء الحاليين والجدد في الكنيسة. لقد كان رجلاً ذا إيمان راسخ، وشخصية محترمة في مجتمعه.
خاتمة
كان زيرا بلسيفر شخصية محورية في تاريخ كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. من خلال انضمامه إلى الكنيسة في وقت مبكر، وخدمته في السبعين، ومشاركته في الأحداث الرئيسية، ترك بصمة لا تمحى. كان إيمانه الراسخ وتفانيه في الخدمة بمثابة مصدر إلهام للعديد من الأشخاص، ولا يزال إرثه يتردد صداه حتى اليوم. يعتبر مثالاً على التفاني الديني، والعمل الجاد، والالتزام بقيم المجتمع.