تاريخ التطور
بدأت ريمنجتون في تطوير هذه الخرطوشة في أواخر الستينيات، بهدف تلبية الطلب المتزايد على خراطيش ريمفاير ذات أداء أعلى. كان المهندسون في ريمنجتون يأملون في إنشاء خرطوشة يمكنها منافسة بعض خراطيش سنتر فاير الأصغر حجمًا من حيث المسافة والدقة. اختاروا تصميم عنق الزجاجة لزيادة كفاءة الاحتراق وتحسين الأداء الباليستي.
تم تقديم الخرطوشة رسميًا في عام 1969، جنبًا إلى جنب مع بندقية bolt-action جديدة، ريمنجتون موديل 591 و 592، المصممة خصيصًا لإطلاق هذه الذخيرة. تميزت هذه البنادق بآليات عمل مصممة خصيصًا للتعامل مع ضغوط الخرطوشة الجديدة. كان من المتوقع أن تجذب الخرطوشة الجديدة الصيادين والرامين الذين يبحثون عن أداء أفضل من خراطيش ريمفاير التقليدية.
تصميم الخرطوشة
كان تصميم 5 ملم RFM فريدًا في وقته. كان للخرطوشة عنق زجاجة، مما يعني أن جسم الخرطوشة كان أوسع من عنقها. سمح هذا التصميم بزيادة حجم مسحوق الدفع، مما أدى إلى زيادة السرعة والطاقة عند المقارنة بخراطيش ريمفاير الأخرى. استخدمت الرصاصات عيار 5 ملم (0.22 بوصة)، والتي كانت أصغر من الرصاصات المستخدمة في معظم خراطيش ريمفاير الأخرى، مما ساعد على تقليل مقاومة الهواء وتحسين المسار الباليستي. يتراوح وزن الرصاصات عادة بين 30 و 40 حبة.
كانت الخرطوشة مصممة لتحقيق سرعات عالية. يمكن أن تصل سرعة الرصاصة عند الخروج من فوهة البندقية إلى ما يقرب من 2400 قدم في الثانية (حوالي 730 مترًا في الثانية)، وهذا أسرع بكثير من خراطيش ريمفاير الأخرى مثل .22 Long Rifle. أدت هذه السرعة العالية إلى مسار مسطح للرصاصة وزيادة المسافة الفعالة.
الأداء والميزات
قدمت 5 ملم RFM أداءً جيدًا نسبيًا. كانت الخرطوشة قادرة على توفير مسافة فعالة أطول من معظم خراطيش ريمفاير الأخرى، مما يجعلها مناسبة للصيد على مسافات أبعد. كانت دقتها جيدة أيضًا، مما سمح للرامين بتسجيل أهداف بدقة على مسافات معقولة. كانت قوة الإيقاف الخاصة بها أفضل من خراطيش ريمفاير الأخرى، مما يجعلها فعالة في صيد الحيوانات الصغيرة والمتوسطة الحجم.
ومع ذلك، كانت هناك بعض العيوب. كانت الخرطوشة أكثر تكلفة من خراطيش ريمفاير الأخرى، مما قد يثني بعض المستهلكين عن شرائها. كان اختيار الأسلحة التي تطلق هذه الخرطوشة محدودًا أيضًا، حيث كانت ريمنجتون هي الشركة المصنعة الرئيسية الوحيدة للبنادق التي صممت خصيصًا لهذه الخرطوشة. هذا الحد من خيارات الأسلحة أثر على شعبيتها.
أسباب عدم الانتشار
على الرغم من أدائها الجيد، لم تحقق 5 ملم RFM النجاح التجاري الذي كانت تأمله ريمنجتون. هناك عدة أسباب لذلك:
- المنافسة: واجهت الخرطوشة منافسة شديدة من خراطيش سنتر فاير الأصغر حجمًا مثل .22 Hornet، والتي قدمت أداءً مماثلاً ولكن مع مجموعة واسعة من الأسلحة المتاحة.
- السعر: كانت الخرطوشة أكثر تكلفة من خراطيش ريمفاير الأخرى، مما جعلها أقل جاذبية للمستهلكين المهتمين بالتكلفة.
- الحد من الخيارات: كان هناك عدد قليل من البنادق المتاحة لإطلاق هذه الخرطوشة، مما حد من جاذبيتها للمشترين المحتملين.
- التسويق: ربما لم تكن جهود التسويق كافية للترويج للخرطوشة ومميزاتها.
بسبب هذه العوامل، قررت ريمنجتون في النهاية إيقاف إنتاج الخرطوشة في أواخر السبعينيات.
الخراطيش البديلة
بينما لم تنجح 5 ملم RFM على المدى الطويل، إلا أنها أثرت في تطوير خراطيش ريمفاير الأخرى. في السنوات التي تلت إيقاف إنتاجها، ظهرت خراطيش ريمفاير أخرى عالية الأداء، مثل .17 HMR و .17 WSM. تستخدم هذه الخراطيش رصاصات أصغر وأخف وزنًا بسرعات عالية، مما يوفر أداءً مشابهًا لـ 5 ملم RFM. قدمت هذه الخراطيش تحسينات في التصميم والأداء، مستفيدة من الدروس المستفادة من تجربة 5 ملم RFM.
إحياء محتمل
في السنوات الأخيرة، كان هناك بعض الاهتمام المتجدد بـ 5 ملم RFM من قبل هواة جمع الأسلحة والمهتمين بالتاريخ. على الرغم من أن الخرطوشة الأصلية لم تعد قيد الإنتاج، إلا أن بعض الشركات المصنعة لا تزال تصنع الذخيرة لهذه الخرطوشة، بناءً على الطلب أو بكميات محدودة. هذا يسمح لمالكي الأسلحة التي تطلق هذه الذخيرة بالاستمرار في استخدامها وتقديرها. يشير هذا الاهتمام المتجدد إلى أن 5 ملم RFM قد تحتل مكانة معينة في تاريخ صناعة الأسلحة النارية، حتى لو لم تحقق النجاح التجاري الذي كان متوقعًا لها في الأصل.
خاتمة
كانت 5 ملم ريمنجتون ريمفاير ماغنوم تصميمًا طموحًا من ريمنجتون يهدف إلى توفير أداء ريمفاير فائق. على الرغم من أنها قدمت أداءً جيدًا نسبيًا، إلا أنها لم تتمكن من تحقيق النجاح التجاري بسبب المنافسة، والسعر المرتفع، والخيارات المحدودة من الأسلحة، وجهود التسويق غير الكافية. على الرغم من ذلك، تركت الخرطوشة بصمة في تاريخ صناعة الأسلحة النارية وأثرت في تطوير الخراطيش اللاحقة عالية الأداء. لا تزال الخرطوشة تحظى بتقدير هواة جمع الأسلحة، مما يدل على أهميتها التاريخية.