<![CDATA[
نشأتها وحياتها المبكرة
ولدت هانا ماريا بيكوفا في 29 يناير 1916 في براغ، التي كانت آنذاك جزءًا من الإمبراطورية النمساوية المجرية. كانت والدتها معلمة، ووالدها محامياً. تلقت تعليمًا جيدًا وتحدثت عدة لغات بطلاقة، بما في ذلك التشيكية والألمانية والإنجليزية والفرنسية.
بدأت هانا مسيرتها الفنية في سن مبكرة، حيث ظهرت في مسرحيات مدرسية وعروض هواة. بعد الانتهاء من دراستها، التحقت بأكاديمية براغ للفنون المسرحية، حيث درست التمثيل والإخراج. تخرجت في عام 1937 وبدأت العمل كممثلة محترفة في مسارح مختلفة في جميع أنحاء تشيكوسلوفاكيا.
الحياة المهنية
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية واحتلال ألمانيا النازية لتشيكوسلوفاكيا، فرت هانا ماريا برافدا إلى بريطانيا العظمى في عام 1939. وهناك، بدأت مسيرة مهنية جديدة في السينما والتلفزيون. كان أول دور سينمائي لها في فيلم “الذهب من السماء” (Gold from the Sky) عام 1938، لكنها لم تذكر في شارة الفيلم. عملت برافدا خلال الحرب كمترجمة لصالح وزارة الحرب البريطانية.
ظهرت برافدا في العديد من الأفلام البريطانية خلال الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، وغالبًا ما لعبت أدوارًا صغيرة كلاجئة أو مهاجرة أوروبية شرقية. بعض أفلامها البارزة في هذه الفترة تشمل “المنقذ” (The Demi-Paradise) عام 1943، و “الرجل الثالث” (The Third Man) عام 1949، و “مولي فلاندرز” (Moll Flanders) عام 1975.
في الخمسينيات من القرن الماضي، بدأت برافدا أيضًا في الظهور في التلفزيون، حيث لعبت أدوارًا في العديد من المسلسلات والمسرحيات التلفزيونية. استمرت في العمل في السينما والتلفزيون طوال الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وظهرت في مجموعة واسعة من الأدوار. بعض أعمالها التلفزيونية البارزة تشمل “ذا سينتس” (The Saint)، و “المحترفون” (The Professionals) و “ميفيس” (Mavis) عام 1982.
في عام 1983، لعبت دور ماريا في فيلم “يِنتل” (Yentl) مع باربرا سترايسند. أحد آخر أدوارها السينمائية كان دور الجدة تشيك في فيلم “حكاية الشتاء” (Winter’s Tale) عام 1992.
الحياة الشخصية
تزوجت هانا ماريا برافدا ثلاث مرات. تزوجت من أول زوج لها، وهو طبيب تشيكي، قبل الحرب العالمية الثانية. انتهى الزواج بالطلاق بعد وصولها إلى بريطانيا. تزوجت لاحقًا من الممثل جورج برافدا، الذي توفي في عام 1969. تزوجت للمرة الثالثة من جون نايت في عام 1983. توفي نايت عام 1995.
لم تنجب هانا ماريا برافدا أي أطفال. كانت معروفة بلطفها وكرمها، وكانت صديقة مقربة للعديد من زملائها في الصناعة. كانت أيضًا متحدثة بارعة بعدة لغات، وكانت مهتمة جدًا بالثقافة والأدب.
وفاتها
توفيت هانا ماريا برافدا في 22 مايو 2008 في لندن عن عمر يناهز 92 عامًا. تم الإشادة بها على نطاق واسع لمساهماتها في السينما والتلفزيون البريطانيين. تركت وراءها إرثًا غنيًا من الأعمال، ولا تزال تُذكر كواحدة من أكثر الممثلات المحبوبات والمحترمات في جيلها.
أعمالها البارزة
- أفلام
- المنقذ (The Demi-Paradise) (1943)
- الرجل الثالث (The Third Man) (1949)
- مولي فلاندرز (Moll Flanders) (1975)
- يِنتل (Yentl) (1983)
- حكاية الشتاء (Winter’s Tale) (1992)
- مسلسلات تلفزيونية
- ذا سينتس (The Saint)
- المحترفون (The Professionals)
- ميفيس (Mavis) (1982)
أسلوبها التمثيلي
اشتهرت هانا ماريا برافدا بقدرتها على لعب مجموعة واسعة من الأدوار. كانت قادرة على تجسيد شخصيات كوميدية ودرامية على حد سواء، وغالبًا ما كانت تجلب العمق والأصالة إلى أدوارها. كان لديها حضور قوي على الشاشة، وكانت معروفة بصوتها المميز ولهجتها الأوروبية.
كانت برافدا أيضًا ممثلة ملتزمة للغاية، وكانت دائمًا مستعدة لبذل جهد إضافي لفهم شخصياتها. كانت تبحث بدقة عن أدوارها، وكانت تعمل عن كثب مع المخرجين والكتاب لتطوير شخصياتها. كانت أيضًا ممثلة سخية وداعمة، وكانت دائمًا على استعداد لمساعدة زملائها الممثلين.
إرثها
تعتبر هانا ماريا برافدا واحدة من أهم الممثلات التشيكيات اللاتي عملن في السينما والتلفزيون البريطانيين. لعبت دورًا مهمًا في تعريف الجمهور البريطاني بالثقافات الأوروبية الشرقية، وساعدت في كسر الحواجز بين الثقافات المختلفة. كانت أيضًا مصدر إلهام للعديد من الممثلين والممثلات الشباب، ولا يزال عملها يُدرس ويُحتفى به اليوم.
الجوائز والتكريمات
على الرغم من أنها لم تفز بالعديد من الجوائز الكبرى خلال حياتها المهنية، إلا أن هانا ماريا برافدا حظيت بتقدير كبير من قبل زملائها ونقاد السينما. تم ترشيحها لجائزة بافتا (BAFTA) لأفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم “يِنتل” (Yentl) عام 1983.
خاتمة
هانا ماريا برافدا كانت ممثلة موهوبة ومتعددة الاستخدامات تركت بصمة لا تُمحى في السينما والتلفزيون البريطانيين. بفضل مسيرتها المهنية التي امتدت لأكثر من 50 عامًا، ظهرت في مجموعة واسعة من الأدوار، واشتهرت بقدرتها على تجسيد شخصيات أوروبية شرقية بعمق وأصالة. كانت أيضًا شخصية محبوبة ومحترمة في الصناعة، ولا تزال تُذكر اليوم كواحدة من أعظم الممثلات في جيلها.