ماري تيريز فيجور (Marie-Thérèse Figueur) (1774–1861)
كانت ماري تيريز فيجور جندية فرنسية خدمت في الجيش الفرنسي خلال الثورة الفرنسية والحروب النابليونية. ولدت في عام 1774، وانخرطت في الجيش متنكرة كذكر تحت اسم “جان فيجور”. تميزت بشجاعتها وبراعتها القتالية، وحازت على احترام زملائها وقادتها. كانت قصتها مثالًا على المرأة التي تحدت الأعراف الاجتماعية السائدة في ذلك الوقت، وسعت لتحقيق مساواتها مع الرجال في ساحة المعركة.
انضمت فيجور إلى فوج الفرسان، وشاركت في العديد من المعارك والعمليات العسكرية. لم تكن مجرد جندية عادية، بل أظهرت مهارات قيادية، مما أدى إلى ترقيتها عدة مرات. كانت تحظى بشعبية كبيرة بين زملائها، الذين أطلقوا عليها لقب “جان” تكريمًا لشخصيتها القوية وشجاعتها.
كشفت فيجور عن هويتها الحقيقية كمرأة في وقت لاحق من حياتها، لكنها لم تواجه أي عقوبات على أفعالها. بدلاً من ذلك، تم تكريمها على شجاعتها وتفانيها في خدمة فرنسا. تقاعدت من الجيش وحصلت على معاش تقاعدي، وعاشت حياة هادئة بعد سنوات طويلة من الخدمة العسكرية. تُعتبر فيجور رمزًا للمرأة القوية والمستقلة، التي تحدت التوقعات الاجتماعية لتحقيق أهدافها.
كاثرين هوبشر (Catherine Hübscher) (1753–1835)
كانت كاثرين هوبشر، المعروفة أيضًا باسم “مدام سان جين”، زوجة المارشال الفرنسي فرنسوا جوزيف لوفيفر، دوق دانزيج. ولدت في عام 1753، وكانت في الأصل فتاة فقر، عملت في مهنة غسيل الملابس. تزوجت من لوفيفر قبل الثورة الفرنسية، وعندما صعد زوجها في الرتب العسكرية، أصبحت جزءًا من الدوائر الاجتماعية الراقية في فرنسا.
اشتهرت كاثرين بشخصيتها القوية ولسانها السليط، وعدم اكتراثها بالتقاليد الاجتماعية الصارمة. كانت صريحة في آرائها، ولم تخف أبدًا من التعبير عن رأيها بصراحة، حتى لو كان ذلك يعني تحدي الأرستقراطيين والنبلاء. كان لديها حس فكاهي فطرى، واستخدمته غالبًا لنقد الوضع السياسي والاجتماعي في فرنسا.
أثناء صعود زوجها في الجيش، اكتسبت كاثرين مكانة اجتماعية مرموقة. على الرغم من ذلك، حافظت على بساطتها وأسلوب حياتها الأصيل. كانت معروفة بمعاملتها الودية للطعام، وبقدرتها على التحدث مع أي شخص بغض النظر عن طبقته الاجتماعية. أطلق عليها لقب “مدام سان جين” بسبب طبيعتها الصريحة وغير الرسمية، والتي تميزت بها عن نساء المجتمع الراقي في ذلك الوقت.
عندما أصبح نابليون بونابرت إمبراطورًا، قام بتعيين زوجها كمارشال للإمبراطورية، مما أدى إلى ارتقاء كاثرين إلى طبقة النبلاء. على الرغم من ذلك، بقيت كاثرين وفية لنفسها، ورفضت تبني التقاليد الصارمة للطبقة الأرستقراطية. استمرت في التحدث بصراحة، والانتقاد، وحتى السخرية من الإمبراطور والمسؤولين الحكوميين. كان نابليون، على الرغم من أنه لم يكن دائمًا مسرورًا بسلوكها، يحترمها في النهاية لشجاعتها وروحها المرحة.
تُظهر قصتا ماري تيريز فيجور وكاثرين هوبشر جوانب مختلفة من معنى “مدام سان جين”. فيجور تجسد الجرأة والشجاعة في ساحة المعركة، وتحدي الأدوار التقليدية للجنسين. هوبشر، من ناحية أخرى، تجسد الاستقلالية والصدق، ورفض الخضوع للقيود الاجتماعية. كلا المرأتين تركتا بصمة دائمة في التاريخ الفرنسي، وأصبحتا رمزًا للمرأة القوية والمستقلة.
أوجه التشابه والاختلاف
على الرغم من أن ماري تيريز فيجور وكاثرين هوبشر كانتا شخصيتين مختلفتين في جوانب عديدة، إلا أنهما تشتركان في صفات مشتركة. كلاهما كانتا جريئتين وشجاعتين، ولم تخافا من تحدي الأعراف الاجتماعية السائدة. كلاهما كانتا أيضًا مستقلتين، وقادرين على اتخاذ قراراتهن الخاصة والعيش وفقًا لقيمهن الخاصة.
ومع ذلك، كان هناك أيضًا اختلافات كبيرة بين المرأتين. فيجور كانت جندية، وكانت شجاعتها موجهة نحو خدمة بلدها في ساحة المعركة. هوبشر، من ناحية أخرى، كانت زوجة أرستقراطية، وكانت شجاعتها موجهة نحو تحدي التقاليد الاجتماعية والحفاظ على نزاهتها. على الرغم من هذه الاختلافات، فإن كلتا المرأتين كانتا مثالًا للمرأة القوية والمستقلة التي تركت بصمة دائمة في التاريخ.
الإرث
لا تزال قصص ماري تيريز فيجور وكاثرين هوبشر تلهم الناس حتى اليوم. إنهما يمثلان قدرة المرأة على التغلب على العقبات وتحقيق أهدافها، بغض النظر عن التحديات التي تواجهها. تُذكر كلتا المرأتين كرمز للشجاعة والاستقلالية، وتعتبران مثالًا يحتذى به للنساء في جميع أنحاء العالم.
خاتمة
تمثل “مدام سان جين” شخصيتين فرنسيتين بارزتين، هما ماري تيريز فيجور وكاثرين هوبشر. تجسد كلتا المرأتين صفات مثل الجرأة والشجاعة والاستقلالية، وتحدتا التوقعات الاجتماعية في عصرهما. فيجور، الجندية، أظهرت شجاعتها في ساحة المعركة، بينما تحدت هوبشر، زوجة المارشال، التقاليد الاجتماعية. قصصهم تُلهمنا حتى اليوم، وتذكرنا بقوة الإرادة الإنسانية.