<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد طارق الهاشمي في بغداد عام 1942. تلقى تعليمه في العراق، وحصل على شهادة في الاقتصاد والإدارة. انخرط في العمل السياسي في وقت مبكر من حياته، وأصبح عضوًا نشطًا في الحركة الإسلامية في العراق.
الحزب الإسلامي العراقي
انضم الهاشمي إلى الحزب الإسلامي العراقي، وهو حزب سياسي سني بارز في العراق. لعب دورًا قياديًا في الحزب، وتولى منصب الأمين العام للحزب في عام 2003. تحت قيادته، أصبح الحزب الإسلامي العراقي قوة سياسية مؤثرة في العراق، وشارك في العديد من الحكومات الائتلافية بعد عام 2003.
نائب رئيس جمهورية العراق
في عام 2006، تم انتخاب طارق الهاشمي نائبًا لرئيس جمهورية العراق، وهو منصب رمزي إلى حد كبير ولكنه يمنح صاحبه نفوذًا سياسيًا كبيرًا. شغل هذا المنصب حتى عام 2012. خلال فترة ولايته كنائب للرئيس، سعى الهاشمي إلى تعزيز المصالحة الوطنية بين مختلف الطوائف العراقية، وحاول لعب دور الوسيط بين الأطراف السياسية المتنازعة.
اتهامات بالإرهاب ومغادرة العراق
في ديسمبر 2011، أصدرت الحكومة العراقية مذكرة اعتقال بحق طارق الهاشمي بتهمة التورط في أعمال إرهابية. نفت الهاشمي هذه الاتهامات بشدة، واعتبرها ذات دوافع سياسية. غادر العراق إلى إقليم كردستان العراق، ثم انتقل إلى تركيا. في عام 2012، حكمت عليه محكمة عراقية غيابيًا بالإعدام بتهمة الإرهاب. أثارت هذه القضية جدلاً واسعًا، وانتقدتها العديد من المنظمات الحقوقية الدولية، معتبرةً أن المحاكمة كانت غير عادلة.
موقفه من العملية السياسية في العراق
لطالما انتقد طارق الهاشمي العملية السياسية في العراق بعد عام 2003، واعتبرها طائفية وإقصائية. اتهم الحكومة العراقية بتهميش السنة، وبالاعتماد على سياسات تمييزية ضدهم. دعا إلى إصلاح العملية السياسية في العراق، وإلى تحقيق مصالحة وطنية حقيقية بين جميع العراقيين.
آراؤه حول الأزمة السورية
أعرب طارق الهاشمي عن دعمه للمعارضة السورية، وانتقد بشدة نظام بشار الأسد. دعا المجتمع الدولي إلى التدخل لحماية المدنيين السوريين، وإلى دعم جهود المعارضة السورية لإسقاط النظام.
قضايا مثيرة للجدل
تعتبر شخصية طارق الهاشمي مثيرة للجدل في السياسة العراقية. يرى فيه البعض مدافعًا عن حقوق السنة، بينما يعتبره آخرون متورطًا في أعمال عنف وإرهاب. أدت الاتهامات الموجهة إليه بالإرهاب، ومحاكمته غيابيًا، إلى تفاقم الجدل حوله، وإلى تقسيم الآراء بشأنه في العراق وخارجه.
جهوده في المصالحة الوطنية
على الرغم من الجدل المحيط به، سعى طارق الهاشمي إلى لعب دور في المصالحة الوطنية في العراق. دعا إلى الحوار بين مختلف الطوائف العراقية، وحاول تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة. ومع ذلك، فإن الاتهامات الموجهة إليه بالإرهاب قد قوضت جهوده في هذا المجال، وجعلت من الصعب عليه لعب دور فعال في المصالحة الوطنية.
تأثيره على المشهد السياسي العراقي
ترك طارق الهاشمي بصمة واضحة على المشهد السياسي العراقي. كان له دور هام في تشكيل السياسة العراقية بعد عام 2003، وكان له تأثير كبير على الحزب الإسلامي العراقي. على الرغم من مغادرته العراق، إلا أنه لا يزال شخصية مؤثرة في السياسة العراقية، ولا تزال آراؤه ومواقفه تحظى باهتمام كبير في العراق وخارجه.
وضعه الحالي
يقيم طارق الهاشمي حاليًا في تركيا. لا يزال يدافع عن براءته من الاتهامات الموجهة إليه بالإرهاب، ويواصل انتقاد العملية السياسية في العراق. يظل شخصية مثيرة للجدل في السياسة العراقية، ولا تزال آراؤه تحظى باهتمام كبير في العراق وخارجه.
مؤلفاته
ألف طارق الهاشمي عددًا من الكتب والمقالات حول السياسة العراقية، وقضايا المصالحة الوطنية، والعلاقات بين السنة والشيعة. تعكس كتاباته آراءه حول هذه القضايا، وتدعو إلى إصلاح العملية السياسية في العراق، وإلى تحقيق مصالحة وطنية حقيقية بين جميع العراقيين.
الجدل حول المحاكمة الغيابية
أثارت المحاكمة الغيابية التي أجريت لطارق الهاشمي جدلاً واسعًا. انتقدت العديد من المنظمات الحقوقية الدولية هذه المحاكمة، معتبرةً أنها كانت غير عادلة، وأنها لم تستوف المعايير الدولية للمحاكمة العادلة. استندت هذه الانتقادات إلى حقيقة أن الهاشمي لم يتمكن من الدفاع عن نفسه بشكل كامل، وأنه لم يتمكن من استجواب الشهود ضده. كما أثيرت تساؤلات حول مدى نزاهة واستقلالية القضاء العراقي في هذه القضية.
تأثير القضية على العلاقات العراقية التركية
أدت قضية طارق الهاشمي إلى توتر العلاقات بين العراق وتركيا. استضافت تركيا الهاشمي بعد مغادرته العراق، ورفضت تسليمه إلى السلطات العراقية. أثار هذا الموقف غضب الحكومة العراقية، وأدى إلى تدهور العلاقات بين البلدين. اتهمت الحكومة العراقية تركيا بالتدخل في شؤونها الداخلية، ودعم الإرهاب. نفت تركيا هذه الاتهامات، وأكدت أنها تحترم سيادة العراق واستقلاله.
مستقبل طارق الهاشمي السياسي
يبقى مستقبل طارق الهاشمي السياسي غير واضح. من الصعب عليه العودة إلى العراق في ظل وجود مذكرة اعتقال بحقه، والحكم الصادر بإعدامه. ومع ذلك، فإنه لا يزال يتمتع بنفوذ سياسي كبير في العراق، ولا تزال آراؤه تحظى باهتمام كبير. من الممكن أن يلعب دورًا في المستقبل السياسي للعراق، إذا تم التوصل إلى تسوية سياسية شاملة، وتم إلغاء الاتهامات الموجهة إليه.
خاتمة
طارق الهاشمي شخصية بارزة ومثيرة للجدل في تاريخ العراق الحديث. لعب دورًا محوريًا في السياسة العراقية بعد عام 2003، سواء كنائب للرئيس أو كزعيم للحزب الإسلامي العراقي. الاتهامات الموجهة إليه بالإرهاب، ومغادرته البلاد، أثارت جدلاً واسعًا وأثرت بشكل كبير على المشهد السياسي العراقي. يبقى تأثيره على السياسة العراقية موضوع نقاش مستمر، ومستقبله السياسي غير مؤكد.