نشأتها وتعليمها
ولدت روز ماري بيتي ميندل في تشاتام، كِنت، وتلقت تعليمها في مدرسة سانت تيريزا، إيرنلي، بالقرب من تشيتشيستر. ثم درست الأدب الإنجليزي في كلية ريدينغ الجامعية، حيث طورت اهتمامًا عميقًا بالفنون والتاريخ. لم تكن البستنة جزءًا من خلفيتها المبكرة، لكن شغفها بالطبيعة والجمال قادها في هذا الاتجاه لاحقًا في حياتها.
بداية مسيرتها المهنية
بعد زواجها من ديفيد فيري، انتقلت إلى بارنْزْلي هاوس في غلوسترشير في عام 1940. بارنزلي هاوس، وهو منزل ريفي يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر، سيصبح لاحقًا محور حياتها المهنية. في البداية، لم يكن لديها أي تدريب رسمي في البستنة، لكنها بدأت في تعلم أساسيات تصميم الحدائق من خلال التجربة والخطأ، والقراءة المكثفة، وزيارة الحدائق الأخرى.
خلال سنوات الحرب العالمية الثانية، انخرطت روز ماري في العمل الزراعي، مما عزز فهمها للتربة والنباتات. بعد الحرب، بدأت في تحويل حديقة بارنزلي هاوس إلى تحفة فنية. استوحت أفكارها من مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك الحدائق الإيطالية في عصر النهضة، والحدائق الإنجليزية التقليدية، وأعمال مصممي الحدائق المشهورين مثل جيرترود جيكل.
حديقة بارنزلي هاوس
أصبحت حديقة بارنزلي هاوس واحدة من أشهر الحدائق الخاصة في إنجلترا، وجذبت الزوار من جميع أنحاء العالم. تميزت بتصميمها المبتكر، واستخدامها الذكي للمساحات، ومجموعة متنوعة من النباتات. شملت الحديقة عناصر مختلفة، مثل:
- حديقة المطبخ: وهي حديقة نباتية مزروعة بالخضروات والفواكه والأعشاب.
- حديقة العقدة: وهي حديقة مزينة بنماذج هندسية معقدة مصنوعة من النباتات القصيرة.
- الممرات العشبية: التي تربط بين أجزاء مختلفة من الحديقة.
- بركة المياه: التي تعكس جمال السماء والنباتات المحيطة بها.
كانت روز ماري فيري تؤمن بأهمية التناغم بين المباني والحديقة، وحرصت على أن يكون تصميم الحديقة مكملاً للطابع التاريخي لبارنزلي هاوس. كما كانت تولي اهتمامًا كبيرًا بالتفاصيل، من اختيار النباتات المناسبة إلى تصميم المقاعد والممرات.
كتاباتها ومحاضراتها
بالإضافة إلى تصميم الحدائق، كانت روز ماري فيري كاتبة غزيرة الإنتاج ومحاضرة مطلوبة. ألفت العديد من الكتب حول تصميم الحدائق، بما في ذلك:
- “The Englishwoman’s Garden” (حديقة المرأة الإنجليزية)
- “Classic Garden Design” (تصميم الحدائق الكلاسيكي)
- “The Secret Garden” (الحديقة السرية)
- “A Country Woman’s Notes” (ملاحظات امرأة ريفية)
تميزت كتابات روز ماري فيري بأسلوبها الواضح والمباشر، ومعرفتها العميقة بالنباتات وتصميم الحدائق. كانت قادرة على إلهام القراء وتشجيعهم على إنشاء حدائق جميلة ومستدامة. كما كانت محاضرة جذابة، وسافرت على نطاق واسع لتقديم محاضرات وورش عمل حول تصميم الحدائق.
أثرت روز ماري فيري في جيل كامل من مصممي الحدائق وهواة البستنة. ألهمت الكثيرين لتقدير جمال الطبيعة وأهمية إنشاء مساحات خضراء مستدامة. كانت تؤمن بأن الحدائق يجب أن تكون أماكن للاسترخاء والاستمتاع، وأنها يجب أن تعكس شخصية صاحبها.
أسلوبها في تصميم الحدائق
تميز أسلوب روز ماري فيري في تصميم الحدائق بعدة عناصر رئيسية:
- التناغم بين المباني والحديقة: كانت تؤمن بأن تصميم الحديقة يجب أن يكون مكملاً للطابع المعماري للمبنى.
- استخدام النباتات المحلية: كانت تفضل استخدام النباتات المحلية التي تتكيف مع الظروف المناخية المحلية.
- التنوع في النباتات: كانت تحب إضافة مجموعة متنوعة من النباتات لخلق اهتمام بصري طوال العام.
- الاهتمام بالتفاصيل: كانت تولي اهتمامًا كبيرًا بالتفاصيل، من اختيار النباتات المناسبة إلى تصميم المقاعد والممرات.
- الاستدامة: كانت تؤمن بأهمية إنشاء حدائق مستدامة صديقة للبيئة.
كانت روز ماري فيري رائدة في مجال تصميم الحدائق، وساهمت في تطوير أساليب جديدة ومبتكرة. كانت تؤمن بأن الحدائق يجب أن تكون أماكن للجمال والهدوء والاسترخاء، وأنها يجب أن تكون في متناول الجميع.
تأثيرها وإرثها
تركت روز ماري فيري إرثًا دائمًا في عالم البستنة. ألهمت العديد من مصممي الحدائق وهواة البستنة لتقدير جمال الطبيعة وأهمية إنشاء مساحات خضراء مستدامة. لا تزال حديقة بارنزلي هاوس تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، وتشهد على رؤيتها الإبداعية وموهبتها الاستثنائية.
بالإضافة إلى ذلك، تواصل كتبها ومحاضراتها إلهام الناس في جميع أنحاء العالم. تعتبر روز ماري فيري واحدة من أهم مصممي الحدائق في القرن العشرين، وستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.
من بين أبرز إنجازاتها:
- تصميم حديقة بارنزلي هاوس، التي أصبحت نموذجًا للحدائق الإنجليزية الحديثة.
- تأليف العديد من الكتب حول تصميم الحدائق، التي ترجمت إلى لغات عديدة.
- تقديم محاضرات وورش عمل حول تصميم الحدائق في جميع أنحاء العالم.
- إلهام جيل كامل من مصممي الحدائق وهواة البستنة.
حياتها الشخصية
تزوجت روز ماري ميندل من ديفيد فيري عام 1940 وأنجبت منه أربعة أطفال. بعد وفاة زوجها في عام 1994، استمرت في إدارة حديقة بارنزلي هاوس حتى وفاتها في عام 2001.
الجوائز والتكريمات
حصلت روز ماري فيري على العديد من الجوائز والتكريمات خلال حياتها المهنية، بما في ذلك:
- وسام الإمبراطورية البريطانية (OBE) لخدماتها في مجال البستنة.
- جائزة Veitch Memorial Medal من الجمعية الملكية للبستنة.
- الدكتوراه الفخرية من جامعة ريدينغ.
خاتمة
كانت روز ماري فيري شخصية بارزة في عالم تصميم الحدائق، حيث جمعت بين الإبداع والمعرفة والقدرة على التواصل مع الآخرين. تركت بصمة لا تُمحى على الحدائق في جميع أنحاء العالم، وستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة من مصممي الحدائق وهواة البستنة.