الحياة المبكرة والتعليم
ولد راندولف فريدريك باوش في بالتيمور، ماريلاند، في 23 أكتوبر 1960. حصل على درجة البكالوريوس في علوم الكمبيوتر من جامعة براون عام 1982، ثم حصل على درجة الدكتوراه في علوم الكمبيوتر من جامعة كارنيجي ميلون عام 1988.
المسيرة المهنية
بدأ باوش مسيرته المهنية كأستاذ في جامعة فرجينيا. ثم عاد إلى جامعة كارنيجي ميلون، حيث عمل كأستاذ في علوم الكمبيوتر والتفاعل بين الإنسان والحاسوب والتصميم الهندسي. كان باحثًا غزير الإنتاج، ونشر العديد من الأوراق البحثية في مجالات مثل الرسوم المتحركة، والواقع الافتراضي، وتعليم علوم الكمبيوتر.
ساهم باوش بشكل كبير في تطوير تقنيات الواقع الافتراضي. قاد فريقًا بحثيًا ابتكر نظامًا للواقع الافتراضي يُعرف باسم “الرؤية الافتراضية لثلاثة أبعاد” (Virtual Reality over Three Dimensions)، والذي سمح للمستخدمين بالتفاعل مع البيئات الافتراضية بطرق جديدة ومبتكرة.
الرحلة الأخيرة
في عام 2007، تم تشخيص إصابة باوش بسرطان البنكرياس في مرحلة متأخرة. قرر أن يلقي محاضرة أخيرة لطلاب جامعة كارنيجي ميلون، والتي أصبحت تعرف باسم “الرحلة الأخيرة: تحقيق أحلام طفولتك حقًا”. ألقيت المحاضرة في 18 سبتمبر 2007، وحضرتها حشود كبيرة من الطلاب والزملاء والأصدقاء وعائلة باوش.
ركزت المحاضرة على تحقيق الأحلام، والتعامل مع التحديات، وإيجاد السعادة في الحياة. شارك باوش قصصًا من حياته، بما في ذلك طفولته، وحياته المهنية، وزواجه، وأبوته. استخدم الفكاهة والروح المرحة لإلهام الجمهور.
أصبحت “الرحلة الأخيرة” ظاهرة عالمية. تم نشر المحاضرة على الإنترنت، وشاهدها الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم. تم تحويلها إلى كتاب بنفس العنوان، والذي أصبح من أكثر الكتب مبيعًا على مستوى العالم. أشاد النقاد بصدق باوش، وإيجابيته، وقدرته على التواصل مع الآخرين.
إرث راندي باوش
توفي راندي باوش في 25 يوليو 2008، عن عمر يناهز 47 عامًا. على الرغم من وفاته، لا يزال إرثه مستمرًا. ألهمت أفكاره وعمله الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم. ألهمته قصته الناس لتحقيق أحلامهم والعيش حياة كاملة.
أسس باوش وزوجته، جايا، مؤسسة راندي باوش، والتي تدعم المشاريع التي تهدف إلى إلهام الآخرين، وخاصة الأطفال. تواصل المؤسسة العمل على نشر رسالة باوش حول أهمية الإيجابية، والمثابرة، وتحقيق الأحلام.
أعمال أخرى
بالإضافة إلى محاضرته وكتابه “الرحلة الأخيرة”، كتب باوش أيضًا كتابًا بعنوان “رأس المال الإبداعي” (The Creative Capital)، والذي شارك في تأليفه مع جيفري زيفر. تناول الكتاب موضوع الإبداع وكيف يمكن تطويره.
الجوائز والتكريمات
حصل راندي باوش على العديد من الجوائز والتكريمات خلال حياته المهنية. وشملت هذه الجوائز جائزة الأستاذ المميز من جامعة كارنيجي ميلون، وجائزة التميز في التعليم من جمعية آلات الحوسبة (ACM). حصل أيضًا على العديد من شهادات الدكتوراه الفخرية.
خاتمة
كان راندي باوش عالم كمبيوتر موهوبًا، ومحاضرًا ملهمًا، وإنسانًا رائعًا. تركت “الرحلة الأخيرة” أثرًا دائمًا على العالم. استمرت كلماته وأفعاله في إلهام الناس لتحقيق أحلامهم، والتعامل مع التحديات، وإيجاد السعادة في الحياة. أثرى باوش حياة الكثيرين، وسيظل تذكره لسنوات قادمة.