نشأته وبداياته
ولد جاري جراي في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، في عام 1936. بدأ مسيرته الفنية في سن مبكرة جدًا، حيث ظهر في الإعلانات التجارية والإذاعية. سرعان ما لفت انتباه هوليوود، وحصل على أول دور سينمائي له في فيلم “نشاطركم الأسى” عام 1942، وهو في السادسة من عمره فقط. أدى جراي دور الطفل الصغير بيتر ماكميلان، الذي يفقد والدته في حادث سيارة. كان الفيلم ناجحًا للغاية، وأشاد النقاد بأداء جراي، مما جعله نجمًا صاعدًا في سماء هوليوود.
بعد نجاح فيلم “نشاطركم الأسى”، تلقى جراي العديد من العروض التمثيلية. في عام 1943، لعب دور البطولة في فيلم “المهر الأحمر”، وهو فيلم درامي مؤثر عن صبي يعيش في مزرعة والده. لعب جراي دور توم تيفلين، وهو صبي يتعلم دروسًا قيمة عن الحياة والموت من خلال علاقته مع المهر الأحمر. حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، وأشاد النقاد بأداء جراي، مما عزز مكانته كنجم طفل موهوب.
استمر جراي في الظهور في العديد من الأفلام الناجحة خلال الأربعينيات والخمسينيات، بما في ذلك “الشبح والسيدة موير” (1947) و “السماء الزرقاء” (1946) و “أغنية الجنوب” (1946). أظهر جراي تنوعًا كبيرًا في أدواره، حيث لعب شخصيات مختلفة، من الأطفال الأبرياء إلى الشباب المتمردين. لقد عمل مع بعض من أكبر نجوم هوليوود في ذلك الوقت، مثل جين تيرني، وركس هاريسون، وجوزيف كوتين.
أدواره البارزة
من بين الأدوار البارزة التي قدمها جاري جراي:
- نشاطركم الأسى (1942): دور بيتر ماكميلان، الطفل الذي يفقد والدته.
- المهر الأحمر (1943): دور توم تيفلين، الصبي الذي يتعلم عن الحياة والموت.
- الشبح والسيدة موير (1947): دور جولي، الابن الأصغر للأرملة لوسي موير.
- السماء الزرقاء (1946): دور مورتون جريلي، الابن الأصغر للكولونيل جريلي.
- أغنية الجنوب (1946): دور جوني، الطفل الذي يستمع إلى حكايات العم ريموس.
انتقاله إلى التلفزيون
مع بداية الخمسينيات، بدأ جراي في الظهور في التلفزيون. لعب أدوارًا في العديد من المسلسلات الشهيرة، بما في ذلك “ذا لون رينجر” و “لافيرن آند شيرلي” و “ذا رايفلمان” و “ذا إلين بيرد”. سمح له التلفزيون بالوصول إلى جمهور أوسع وتجربة أنواع مختلفة من الأدوار. على الرغم من نجاحه في التلفزيون، إلا أن جراي لم يحقق نفس المستوى من الشهرة الذي حققه في الأفلام.
في الستينيات، قرر جراي ترك التمثيل والتركيز على حياته الشخصية. كان يعاني من ضغوط الشهرة، وأراد أن يعيش حياة طبيعية بعيدًا عن الأضواء. انتقل إلى كاليفورنيا وعمل في صناعة البناء. على الرغم من أنه لم يعد يمثل، إلا أنه ظل محبًا للفن والسينما.
حياته الشخصية
تزوج جاري جراي مرتين. تزوج أولاً من مارلين مايلز عام 1957، وانفصلا عام 1960. ثم تزوج من بيليندا بروس عام 1962، وظلا متزوجين حتى وفاته عام 2006. كان لديه أربعة أطفال، من بينهم ممثل واحد، جاري أنتوني ويليامز.
بعيدًا عن مسيرته المهنية، كان جراي معروفًا بأنه شخص متواضع ولطيف. كان يحب قضاء الوقت مع عائلته وأصدقائه، والاستمتاع بالأنشطة الخارجية مثل الصيد وصيد الأسماك. كان أيضًا محبًا للحيوانات، وكان لديه العديد من الحيوانات الأليفة طوال حياته.
وفاته وإرثه
توفي جاري جراي في 4 أبريل 2006، في منزله في ويستلاك فيلاج، كاليفورنيا، عن عمر يناهز 69 عامًا. سبب الوفاة لم يتم الكشف عنه. ترك وراءه زوجته وأطفاله وأحفاده.
على الرغم من أن جاري جراي لم يعد موجودًا بيننا، إلا أن إرثه سيستمر من خلال أفلامه وبرامجه التلفزيونية. سيظل دائمًا في الذاكرة كواحد من أبرز نجوم الأطفال في هوليوود، وممثل موهوب ومتعدد الاستخدامات. لقد ألهم العديد من الممثلين الشباب، وترك بصمة لا تُمحى في تاريخ السينما والتلفزيون.
الجوائز والتكريمات
خلال مسيرته الفنية، تلقى جاري جراي العديد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك:
- جائزة الفنان الصغير الخاصة (1984) – جائزة الإنجاز مدى الحياة
- نجمة على ممشى المشاهير في هوليوود (1960)
خاتمة
كان جاري جراي ممثلاً موهوبًا ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ السينما والتلفزيون. بدأ مسيرته الفنية في سن مبكرة جدًا، وسرعان ما أصبح نجمًا صاعدًا في هوليوود. لعب أدوارًا في العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية الناجحة، وعمل مع بعض من أكبر نجوم هوليوود. على الرغم من أنه ترك التمثيل في الستينيات، إلا أن إرثه سيستمر من خلال أعماله الفنية. سيظل دائمًا في الذاكرة كواحد من أبرز نجوم الأطفال في هوليوود، وممثل موهوب ومتعدد الاستخدامات.