نشأته وحياته المبكرة
ولد إليري سيدجويك في نيويورك، لعائلة سيدجويك المرموقة، التي كان لها تاريخ طويل في الخدمة العامة والإنجازات الفكرية. كان والده، آرثر جورج سيدجويك، محاميًا بارزًا، بينما كانت والدته، جين مينتيرن، من عائلة بارزة في نيويورك. كان لإليري شقيق أكبر، هنري دوايت سيدجويك، الذي أصبح هو الآخر كاتبًا ومؤلفًا معروفًا.
تلقى سيدجويك تعليمه في مدرسة جروتون، وهي مدرسة إعدادية مرموقة في ماساتشوستس، ثم التحق بجامعة هارفارد، حيث تفوق أكاديميًا وشارك في العديد من الأنشطة اللامنهجية. تخرج من هارفارد عام 1894، وحصل على شهادة في الأدب الإنجليزي. خلال فترة وجوده في هارفارد، أظهر سيدجويك شغفًا قويًا بالأدب والكتابة، مما وضعه على طريق مهني متميزة في مجال النشر والتحرير.
مسيرته المهنية في مجلة “ذا أتلانتيك مونثلي”
بدأ إليري سيدجويك حياته المهنية في مجال النشر بعد تخرجه من جامعة هارفارد. عمل لفترة وجيزة في عدة صحف ومجلات قبل أن ينضم إلى مجلة “ذا أتلانتيك مونثلي” في عام 1900. كانت “ذا أتلانتيك مونثلي” في ذلك الوقت مجلة أدبية راسخة ذات تاريخ طويل في نشر أعمال بعض من أبرز الكتاب والمفكرين في أمريكا.
صعد سيدجويك بسرعة في الرتب داخل المجلة، وأثبت نفسه كمحرر موهوب وذكي. في عام 1908، عُين رئيسًا للتحرير، وهو المنصب الذي شغله لمدة ثلاثة عقود تقريبًا، حتى عام 1938. تحت قيادته، ازدهرت مجلة “ذا أتلانتيك مونثلي” واكتسبت سمعة طيبة باعتبارها واحدة من أهم المجلات الأدبية والثقافية في البلاد.
كان سيدجويك يتمتع بحس تحريري قوي وقدرة على اكتشاف ورعاية المواهب الأدبية الجديدة. كان أيضًا بارعًا في فهم اتجاهات القراء المتغيرة وتكييف المجلة وفقًا لذلك. تحت قيادته، نشرت مجلة “ذا أتلانتيك مونثلي” أعمال عدد كبير من الكتاب البارزين، بما في ذلك روبرت فروست، وإديث وارتون، وإرنست همنغواي، ووالاس ستيفنز، وجون دوس باسوس، وغيرهم الكثير.
بالإضافة إلى عمله التحريري، كتب سيدجويك أيضًا مقالات وافتتاحيات للمجلة، وغالبًا ما يعلق على الأحداث الجارية والقضايا الثقافية. كانت كتاباته تتميز بذكائها وبصيرتها وعمقها، واكتسب احترامًا واسعًا كمعلق مثقف ومستنير.
مساهماته الأخرى
بصرف النظر عن عمله في مجلة “ذا أتلانتيك مونثلي”، كان إليري سيدجويك أيضًا شخصية بارزة في المجتمع الأدبي والثقافي الأوسع. شغل مناصب مختلفة في العديد من المنظمات والجمعيات، ولعب دورًا نشطًا في تعزيز الأدب والفنون.
كان سيدجويك عضوًا في الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب، وعمل أمينًا لصندوق مكتبة بوسطن العامة. كان أيضًا عضوًا في مجلس أمناء كلية ويلزلي، وهي كلية مرموقة للفنون الحرة للنساء. بالإضافة إلى ذلك، كان سيدجويك عضوًا مؤسسًا في مجلس العلاقات الخارجية، وهي منظمة غير حزبية مكرسة لتعزيز الفهم الأفضل للعلاقات الدولية والسياسة الخارجية الأمريكية.
كان لسيدجويك اهتمام كبير بالتعليم، وعمل في العديد من اللجان والمجالس المتعلقة بالتعليم. كان يعتقد اعتقادًا راسخًا بأهمية التعليم الليبرالي ودوره في تشكيل المواطنين المستنيرين والمفكرين النقديين. غالبًا ما كان يكتب ويتحدث عن التعليم، ويدعو إلى مناهج أكثر صرامة وتركيزًا على الفنون والعلوم الإنسانية.
حياته الشخصية
تزوج إليري سيدجويك من مابل كابوت في عام 1904. كانت مابل كاتبة ومحررة موهوبة، ولعبت دورًا داعمًا في مسيرته المهنية. كان للزوجين ثلاثة أطفال: إليري سيدجويك الابن، وروبرت مينتيرن سيدجويك، وكريستينا سيدجويك.
كان سيدجويك يتمتع بسمعة طيبة باعتباره رجلاً مثقفًا ومهذبًا يتمتع بشخصية دافئة وجذابة. كان يحظى باحترام وإعجاب زملائه وكتابه وقرائه. كان معروفًا أيضًا بحس الفكاهة لديه وحبه للحياة.
سنواته اللاحقة ووفاته
تقاعد إليري سيدجويك من مجلة “ذا أتلانتيك مونثلي” في عام 1938، لكنه ظل نشطًا في المجتمع الأدبي والثقافي. واصل الكتابة وإلقاء المحاضرات، وشارك في العديد من المشاريع الخيرية. في عام 1946، نشر مذكراته بعنوان “The Happy Profession”، والتي لاقت استحسان النقاد وأعطت نظرة ثاقبة على حياته المهنية وعصره.
توفي إليري سيدجويك في 21 أبريل 1960، في منزله في بوسطن، ماساتشوستس. كان عمره 88 عامًا. ترك وراءه إرثًا كبيرًا كمحرر وكاتب ومثقف لعب دورًا مهمًا في تشكيل المشهد الأدبي والثقافي الأمريكي في القرن العشرين.
إرثه وتأثيره
لا يزال إليري سيدجويك يُذكر ويُحتفى به لعمله الرائد كمحرر ورئيس تحرير لمجلة “ذا أتلانتيك مونثلي”. تحت قيادته، أصبحت المجلة منبرًا حيويًا للكتاب والمفكرين الأمريكيين، وساعدت في تشكيل الخطاب العام حول مجموعة واسعة من القضايا. كان سيدجويك يتمتع بموهبة فريدة في اكتشاف ورعاية المواهب الأدبية الجديدة، ولعب دورًا حاسمًا في إطلاق مسيرة العديد من الكتاب البارزين.
بالإضافة إلى عمله التحريري، كان سيدجويك أيضًا كاتبًا ومفكرًا محترمًا. تعكس كتاباته التزامه بالتعليم الليبرالي، وأهمية الفنون والعلوم الإنسانية، ودور الأدب في تشكيل مجتمع أفضل. كان سيدجويك شخصية مؤثرة في المجتمع الأدبي والثقافي الأمريكي، وسيظل إرثه يلهم ويؤثر على الأجيال القادمة.
خاتمة
كان إليري سيدجويك شخصية بارزة في المشهد الأدبي والثقافي الأمريكي في أوائل ومنتصف القرن العشرين. بصفته محررًا ورئيس تحرير لمجلة “ذا أتلانتيك مونثلي”، لعب دورًا حاسمًا في تعزيز المواهب الأدبية وتشكيل الخطاب العام. كان لسيدجويك أيضًا مساهمات كبيرة في التعليم والخدمة العامة، وسيظل إرثه يلهم ويؤثر على الأجيال القادمة.