نشأته وتعليمه
ولد عاموس تاك في بارسونفيلد، مين، وهو ابن جوزيف تاك وريبيكا بايرلي. تلقى تعليمه المبكر في أكاديمية فرايبورغ، ثم التحق بكلية دارتموث، حيث تفوق أكاديميًا وتخرج عام 1835. بعد تخرجه، درس القانون وبدأ ممارسته في إكستر، نيو هامبشاير.
مسيرته السياسية المبكرة
بدأ تاك مسيرته السياسية كعضو في الحزب الديمقراطي. انتُخب لعضوية الهيئة التشريعية لولاية نيو هامبشاير في عام 1842، حيث خدم لعدة فترات. خلال فترة وجوده في الهيئة التشريعية، أصبح منتقدًا صريحًا للرئيس جيمس ك. بولك وسياساته، وخاصة فيما يتعلق بمسألة العبودية وتوسعها.
الانتقال إلى حزب الأرض الحرة
بسبب معارضته الشديدة للعبودية، انشق تاك عن الحزب الديمقراطي وانضم إلى حزب الأرض الحرة، وهو حزب سياسي قصير الأجل عارض توسع العبودية في الأراضي الجديدة التي اكتسبتها الولايات المتحدة بعد الحرب المكسيكية الأمريكية. أصبح تاك شخصية بارزة في حزب الأرض الحرة في نيو هامبشاير ولعب دورًا حاسمًا في تنظيم الحزب وتعبئة الدعم له.
الكونغرس الأمريكي
في عام 1847، انتُخب تاك لعضوية مجلس النواب الأمريكي عن حزب الأرض الحرة. خدم في الكونغرس من عام 1847 إلى عام 1853. خلال فترة وجوده في الكونغرس، كان مدافعًا قويًا عن مناهضة العبودية وقدم العديد من مشاريع القوانين التي تهدف إلى تقييد توسع العبودية. كما كان مدافعًا صريحًا عن الحقوق المدنية للأمريكيين الأفارقة.
تأسيس الحزب الجمهوري
في أوائل خمسينيات القرن التاسع عشر، مع تزايد الانقسام حول قضية العبودية، أدرك تاك الحاجة إلى حزب سياسي جديد يمكنه توحيد معارضة العبودية من جميع أنحاء البلاد. لعب دورًا رئيسيًا في تأسيس الحزب الجمهوري، الذي تأسس رسميًا في عام 1854. يُعتبر تاك على نطاق واسع أحد الآباء المؤسسين للحزب الجمهوري.
يُذكر أن اجتماعًا حاسمًا عُقد في إكستر، نيو هامبشاير، في 12 أكتوبر 1853، برئاسة عاموس تاك، دعا إلى تشكيل حزب جديد مناهض للعبودية. كان هذا الاجتماع نقطة تحول في الحركة المناهضة للعبودية ومهد الطريق لتشكيل الحزب الجمهوري.
دوره في الحزب الجمهوري
بعد تأسيسه، أصبح تاك شخصية بارزة في الحزب الجمهوري. عمل في اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري ولعب دورًا حاسمًا في الحملات الرئاسية للحزب في عامي 1856 و 1860. كان تاك صديقًا ومستشارًا مقربًا لإبراهيم لنكولن وكان له دور فعال في ترشيح لنكولن للرئاسة في عام 1860.
دعم إبراهام لنكولن
خلال الحرب الأهلية الأمريكية، كان تاك مؤيدًا قويًا للرئيس لنكولن وسياساته. عمل بلا كلل لدعم جهود الحرب الاتحادية وجمع الأموال والجنود للقضية الاتحادية. بعد الحرب، كان تاك مدافعًا قويًا عن إعادة الإعمار وحقوق الأمريكيين الأفارقة.
حياته بعد الحرب الأهلية
بعد الحرب الأهلية، واصل تاك نشاطه في السياسة. شغل منصب رئيس اللجنة الجمهورية لولاية نيو هامبشاير لعدة سنوات. كما عمل في العديد من اللجان والمجالس الحكومية الأخرى. بقي تاك شخصية مؤثرة في السياسة في نيو هامبشاير حتى وفاته في عام 1879.
إرثه
يُذكر عاموس تاك لمساهماته الكبيرة في الحركة المناهضة للعبودية وتأسيس الحزب الجمهوري. كان محاميًا وسياسيًا موهوبًا كرس حياته لقضية العدالة والمساواة. لا يزال إرث تاك يلهم الناس حتى اليوم.
تبرع عاموس تاك أيضًا بمبلغ كبير من المال لكلية دارتموث، جامعته الأم، مما ساهم في نموها وتطورها. تقديرًا لكرمه، سميت كلية إدارة الأعمال في دارتموث باسم “كلية تاك للأعمال” (Tuck School of Business)، وهي واحدة من أقدم وأعرق كليات إدارة الأعمال في العالم.
كلية تاك للأعمال
تأسست كلية تاك للأعمال في عام 1900، وهي أول كلية دراسات عليا في إدارة الأعمال في العالم. تقع في حرم كلية دارتموث في هانوفر، نيو هامبشاير. تقدم الكلية برنامج ماجستير إدارة الأعمال (MBA) بدوام كامل، بالإضافة إلى برامج تنفيذية وشهادات أخرى. تشتهر كلية تاك بتركيزها على القيادة والتعاون والتجربة الشخصية. لقد تخرج منها العديد من قادة الأعمال البارزين على مر السنين.
- برنامج ماجستير إدارة الأعمال (MBA): برنامج بدوام كامل لمدة عامين يركز على تطوير قادة الأعمال الذين يمكنهم إحداث تأثير إيجابي في العالم.
- برامج تنفيذية: مجموعة متنوعة من البرامج المصممة للمهنيين في منتصف حياتهم المهنية والمديرين التنفيذيين الذين يتطلعون إلى تطوير مهاراتهم ومعارفهم.
- الشهادات: تقدم كلية تاك أيضًا عددًا من الشهادات في مجالات مثل التحليلات وإدارة الابتكار.
تعتبر كلية تاك للأعمال جزءًا لا يتجزأ من إرث عاموس تاك، حيث تعكس التزامه بالتعليم والقيادة والتقدم.
خاتمة
كان عاموس تاك شخصية بارزة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث لعب دورًا حاسمًا في الحركة المناهضة للعبودية وتأسيس الحزب الجمهوري. كان محاميًا وسياسيًا ماهرًا كرس حياته لقضية العدالة والمساواة. كما كان فاعل خير قدم مساهمات كبيرة لكلية دارتموث، مما ساهم في نموها وتطورها. لا يزال إرث تاك يلهم الناس حتى اليوم، وكلية تاك للأعمال هي شهادة حية على رؤيته وتفانيه.