الاكتشاف والتسمية
اكتشفت أحافير إستيسيا لأول مرة في منغوليا، وتحديدًا في تكوين نميغيت في صحراء جوبي. يعود تاريخ هذه الأحافير إلى أواخر العصر الطباشيري، مما يشير إلى أن إستيسيا عاشت خلال فترة زمنية شهدت تغيرات بيئية كبيرة وزوال الديناصورات. تم وصف الجنس وتسميته في عام 1982 من قبل العالمين أندري ك. روزهديستفينسكي و أ.ك. رزميتسين.
الوصف والتشريح
تُعرف إستيسيا بشكل رئيسي من خلال الأحافير الجزئية، بما في ذلك الجمجمة والفك والأسنان. على الرغم من أن الهيكل العظمي الكامل لم يتم العثور عليه بعد، إلا أن الدراسات التشريحية قدمت رؤى حول شكلها وحجمها. تشير التقديرات إلى أن إستيسيا كانت سحلية متوسطة الحجم، ربما بطول يتراوح بين 30 و 60 سم. كان لديها رأس ضيق وجسم ممدود، مما يوحي بأنها ربما كانت سحلية رشاقة.
الجمجمة: كانت جمجمة إستيسيا طويلة نسبيًا وضيقة، مع فتحات كبيرة للعينين. كانت الأسنان حادة ومدببة، مما يشير إلى نظام غذائي آكل للحوم.
الأسنان: تميزت إستيسيا بأسنان متخصصة. كانت الأسنان الأمامية طويلة ورقيقة، بينما كانت الأسنان الخلفية أقصر وأكثر سمكًا. يشير هذا التخصص إلى أنها ربما استخدمت أسنانها الأمامية للإمساك بالفريسة وأسنانها الخلفية لتقطيعها.
السلوك والنظام الغذائي
بناءً على التشريح وتكوين الأسنان، يُعتقد أن إستيسيا كانت حيوانًا مفترسًا. كان نظامها الغذائي على الأرجح يتكون من اللافقاريات الصغيرة والفقاريات الأخرى، مثل الحشرات والسحالي الصغيرة والثدييات. من المحتمل أنها كانت صيادة نشطة، ربما تكمن في انتظار الفريسة قبل الهجوم عليها.
البيئة والموطن
عاشت إستيسيا في بيئة صحراوية خلال العصر الطباشيري المتأخر. توفر الأحافير المكتشفة في صحراء جوبي معلومات حول المناخ والغطاء النباتي السائد في ذلك الوقت. يبدو أن البيئة كانت دافئة وجافة، مع وجود نباتات متفرقة. كان هناك أيضًا تنوع كبير في الحيوانات، بما في ذلك الديناصورات والثدييات والطيور.
تكوين نميغيت: يعتبر تكوين نميغيت في صحراء جوبي من أهم المواقع لاكتشاف الأحافير في العالم. قدم هذا التكوين عددًا كبيرًا من الأحافير، بما في ذلك الديناصورات والطيور والثدييات والسحالي مثل إستيسيا. ساعدت دراسة هذه الأحافير العلماء على فهم التنوع البيولوجي في العصر الطباشيري المتأخر.
الأهمية العلمية
تعتبر إستيسيا ذات أهمية كبيرة في علم الأحافير لعدة أسباب:
- التنوع البيولوجي: تساهم أحافير إستيسيا في فهمنا للتنوع البيولوجي خلال العصر الطباشيري المتأخر. تساعدنا دراسة هذه السحالي المنقرضة على إعادة بناء الشبكات الغذائية والعلاقات البيئية في ذلك الوقت.
- التطور: تساعد دراسة إستيسيا في فهم تطور السحالي الأنجيمورفية، وتقديم رؤى حول العلاقات التطورية بين الأنواع المختلفة.
- البيئة القديمة: توفر أحافير إستيسيا أدلة قيمة حول البيئة والمناخ في العصر الطباشيري المتأخر، مما يسمح للعلماء بإعادة بناء الظروف البيئية التي سادت في ذلك الوقت.
العلاقات التطورية
تُصنف إستيسيا ضمن السحالي الأنجيمورفية، وهي مجموعة من الزواحف التي تشمل سحالي الشاشة والسموريات والسحالي المقيدة. لا تزال العلاقات التطورية الدقيقة لإستيسيا موضع نقاش، ولكن يعتقد أنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالسحالي الشبيهة بالثعبان. المزيد من الاكتشافات الأحفورية والتحليلات الجينية يمكن أن توفر فهمًا أفضل لعلاقاتها التطورية.
الحفظ
بما أن إستيسيا منقرضة، فإن الحفاظ عليها ليس مسألة ذات صلة. ومع ذلك، فإن دراسة أحافيرها أمر بالغ الأهمية للحفاظ على معرفتنا بالتنوع البيولوجي القديم والظروف البيئية التي سادت في العصر الطباشيري المتأخر. يجب على العلماء الاستمرار في دراسة الأحافير المكتشفة وحمايتها للحفاظ على هذا التراث العلمي.
خاتمة
إستيسيا هي جنس من السحالي الأنجيمورفية المنقرضة التي عاشت في العصر الطباشيري المتأخر في منغوليا. توفر أحافيرها معلومات قيمة حول التنوع البيولوجي القديم، والسلوك، والنظام الغذائي، والبيئة في ذلك الوقت. تساهم دراسة إستيسيا في فهمنا لتطور السحالي الأنجيمورفية والعلاقات التطورية بين الأنواع المختلفة. على الرغم من انقراضها، فإن إرث إستيسيا مستمر من خلال الدراسة العلمية لأحافيرها.