آلية العطس
تتضمن آلية العطس سلسلة معقدة من الأحداث. عندما يواجه الأنف مهيجات مثل الغبار أو حبوب اللقاح أو المواد المسببة للحساسية أو الفيروسات، يتم تنشيط المستقبلات الحسية الموجودة في الغشاء المخاطي الأنفي. هذه المستقبلات، والمعروفة باسم مستقبلات الألم أو مستقبلات TRP (القناة المحتملة الانتقالية)، ترسل إشارات إلى الدماغ، وتحديداً إلى منطقة معينة في جذع الدماغ المسؤولة عن تنسيق الاستجابة للعطس.
عندما يتلقى الدماغ هذه الإشارات، فإنه يبدأ سلسلة من الإجراءات. أولاً، يتسبب في تقلص العضلات في الصدر، مما يزيد الضغط داخل الرئتين. في الوقت نفسه، يتوقف التنفس مؤقتًا، ويفتح الحنك، ويغلق اللسان الحنجرة. ثم ينقبض الحجاب الحاجز والعضلات البطنية بشكل قوي، مما يؤدي إلى زيادة الضغط الهوائي داخل الجهاز التنفسي. يتم إطلاق هذا الضغط المتزايد فجأة من خلال الأنف، مما يؤدي إلى العطس.
أسباب العطس
هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى العطس. تشمل هذه الأسباب:
- المهيجات البيئية: مثل الغبار والدخان وحبوب اللقاح. يمكن أن تهيج هذه المواد الغشاء المخاطي للأنف، مما يؤدي إلى إطلاق العطس.
- الحساسية: يمكن أن تسبب الحساسية، مثل تلك التي تسببها عث الغبار أو وبر الحيوانات الأليفة أو العفن، العطس.
- التهابات الجهاز التنفسي: يمكن أن تسبب نزلات البرد والإنفلونزا والتهابات الجهاز التنفسي الأخرى العطس.
- المهيجات الكيميائية: يمكن أن تهيج بعض المواد الكيميائية، مثل العطور والمواد الكيميائية الموجودة في بعض المنظفات، الأنف وتؤدي إلى العطس.
- التغيرات في درجة الحرارة: يمكن أن يؤدي التعرض المفاجئ لدرجات الحرارة الباردة أو الدافئة إلى العطس لدى بعض الأشخاص.
- الأدوية: بعض الأدوية، مثل قطرات الأنف ومضادات الاكتئاب، يمكن أن تسبب العطس كأثر جانبي.
العطس والوظائف الفسيولوجية
يلعب العطس دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة الجهاز التنفسي. فهو يساعد على إزالة المهيجات والمخاط والجزيئات الأخرى من الأنف. من خلال إزالة هذه المواد، يساعد العطس على منع الالتهابات وتسهيل التنفس السليم.
بالإضافة إلى دوره في الحفاظ على نظافة الأنف، يمكن أن يوفر العطس أيضًا معلومات حول صحة الشخص. على سبيل المثال، قد يشير العطس المتكرر إلى وجود حساسية أو عدوى في الجهاز التنفسي. وبالمثل، قد يشير العطس المصحوب بأعراض أخرى، مثل الحمى أو السعال، إلى حالة طبية أكثر خطورة.
العطس وعلاقته بالحساسية
الحساسية هي استجابة مبالغ فيها من الجهاز المناعي لمادة معينة، تُعرف بالمادة المسببة للحساسية. عندما يستنشق شخص مصاب بالحساسية مادة مسببة للحساسية، مثل حبوب اللقاح أو وبر الحيوانات الأليفة، فإن الجهاز المناعي يتعرف على هذه المادة كتهديد ويبدأ في إنتاج الأجسام المضادة، وهي بروتينات تهدف إلى مهاجمة المادة المسببة للحساسية. يؤدي هذا إلى إطلاق مواد كيميائية، مثل الهيستامين، في الجسم. يسبب الهيستامين أعراض الحساسية، بما في ذلك العطس.
غالبًا ما يكون العطس أحد الأعراض الرئيسية للحساسية. في الواقع، يمكن أن يكون العطس المتكرر هو العلامة الأولى على أن الشخص مصاب بالحساسية. يمكن أن يظهر العطس أيضًا مع أعراض أخرى، مثل سيلان الأنف، واحتقان الأنف، وحكة في العينين، وسيلان الدموع.
العطس وعلاقته بالعدوى
يمكن أن يكون العطس أيضًا أحد أعراض العدوى في الجهاز التنفسي، مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا. عندما يصاب الشخص بعدوى في الجهاز التنفسي، يحاول الجسم التخلص من الفيروسات أو البكتيريا التي تسبب العدوى. العطس هو إحدى الطرق التي يستخدمها الجسم لتحقيق ذلك. فهو يساعد على إزالة الفيروسات أو البكتيريا من الأنف والحلق.
غالبًا ما يصاحب العطس أعراض أخرى للعدوى، مثل الحمى والسعال والتهاب الحلق والصداع. إذا كنت تعاني من هذه الأعراض، فمن المهم مراجعة الطبيب لتشخيص وعلاج العدوى.
الوقاية من العطس
على الرغم من أن العطس هو رد فعل طبيعي، إلا أن هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها للمساعدة في الوقاية منه. تشمل هذه:
- تجنب المهيجات: إذا كنت تعلم أنك حساس لشيء ما، مثل الغبار أو حبوب اللقاح، فحاول تجنب التعرض له.
- غسل اليدين: اغسل يديك بانتظام بالماء والصابون للمساعدة في إزالة الجراثيم.
- استخدام جهاز تنقية الهواء: يمكن أن يساعد جهاز تنقية الهواء في إزالة المهيجات من الهواء، مثل الغبار وحبوب اللقاح.
- استشارة الطبيب: إذا كنت تعاني من العطس المتكرر، فاستشر الطبيب لتحديد السبب المحتمل والحصول على العلاج المناسب.
العلاج من العطس
في معظم الحالات، لا يتطلب العطس علاجًا. ومع ذلك، إذا كان العطس ناتجًا عن حساسية أو عدوى، فقد تحتاج إلى علاج الأعراض. تشمل خيارات العلاج:
- مضادات الهيستامين: يمكن أن تساعد مضادات الهيستامين في تخفيف أعراض الحساسية، مثل العطس وسيلان الأنف.
- مزيلات الاحتقان: يمكن أن تساعد مزيلات الاحتقان في تخفيف احتقان الأنف.
- بخاخات الأنف الستيرويدية: يمكن أن تساعد بخاخات الأنف الستيرويدية في تقليل الالتهاب في الأنف.
- المضادات الحيوية: إذا كان العطس ناتجًا عن عدوى بكتيرية، فقد يصف الطبيب المضادات الحيوية.
الفرق بين العطس و “Sniffle”
يختلف العطس عن “Sniffle” على الرغم من ارتباطهما الوثيق. بينما يشير العطس إلى الإطلاق القسري للهواء من الأنف والفم، فإن “Sniffle” هو استنشاق سريع للأنف مصمم لمنع المخاط من الخروج. كلاهما آليات دفاعية، لكنهما يخدمان أغراضًا مختلفة. يهدف العطس إلى طرد المهيجات، في حين أن “Sniffle” يهدف إلى منع المزيد من التهيج.
خاتمة
العطس هو رد فعل جسدي طبيعي يساعد على حماية الجهاز التنفسي. يمكن أن يكون سببه مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك المهيجات البيئية والحساسية والتهابات الجهاز التنفسي. في حين أن العطس عادة ما يكون غير ضار، إلا أنه قد يكون علامة على حالة طبية كامنة. إذا كنت تعاني من العطس المتكرر، فمن المهم استشارة الطبيب لتشخيص وعلاج السبب الأساسي.