<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد والتر هاميلتون موبيرلي في هونيتون، ديفون، في إنجلترا. كان والده، روبرت كامبل موبيرلي، أستاذًا للاهوت، مما أثر بشكل كبير على نشأته الفكرية والدينية. تلقى موبيرلي تعليمه في كلية وينشستر، ثم درس الكلاسيكيات في كلية نيو كوليج، أكسفورد. حصل على مرتبة الشرف الأولى في الكلاسيكيات، مما يدل على قدراته الأكاديمية المتميزة في وقت مبكر.
الحياة المهنية
بدأ موبيرلي حياته المهنية كمحاضر في الفلسفة في جامعة سانت أندروز في عام 1904. ثم انتقل إلى جامعة برمنغهام في عام 1911، حيث أصبح أستاذًا للفلسفة. خلال الحرب العالمية الأولى، خدم في الجيش البريطاني، مما أثر على وجهات نظره حول المجتمع والأخلاق والقيادة. بعد الحرب، عاد إلى جامعة برمنغهام واستأنف عمله الأكاديمي.
في عام 1924، عُين موبيرلي نائبًا لرئيس جامعة ريدينغ، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1926. ثم أصبح نائبًا لرئيس جامعة مانشستر من عام 1926 إلى عام 1934. خلال فترة وجوده في مانشستر، قاد الجامعة خلال فترة من التوسع والتطور الكبيرين. في عام 1935، تم تعيينه رئيسًا لمجلس الكليات الجامعية، وهو منصب شغله حتى عام 1947.
لعب موبيرلي دورًا بارزًا في تطوير التعليم العالي في بريطانيا. كان له تأثير كبير على السياسات التعليمية الحكومية وشارك في العديد من اللجان والهيئات التعليمية. حصل على لقب فارس في عام 1946 لخدماته في مجال التعليم.
مساهماته الفكرية
كان والتر هاميلتون موبيرلي مفكرًا بارزًا في مجال فلسفة التعليم. أكد على أهمية القيم الأخلاقية والدينية في التعليم الجامعي. جادل بأن التعليم لا ينبغي أن يكون مجرد اكتساب للمعرفة والمهارات، بل يجب أن يهدف أيضًا إلى تطوير الشخصية الأخلاقية والروحية للطلاب.
أحد أهم أعمال موبيرلي هو كتابه “الجامعة الحديثة: دراسة في وظيفتها ومشاكلها” (The Crisis in the University)، الذي نُشر في عام 1949. في هذا الكتاب، انتقد موبيرلي ما اعتبره علمنة متزايدة للتعليم الجامعي وتجاهل القيم الدينية والأخلاقية. جادل بأن الجامعات يجب أن تلعب دورًا في تشكيل الشخصية الأخلاقية للطلاب وغرس القيم الأساسية فيهم.
دعا موبيرلي إلى دمج القيم المسيحية في التعليم الجامعي. اعتقد أن الإيمان المسيحي يمكن أن يوفر أساسًا قويًا للأخلاق والمعنى في الحياة. ومع ذلك، لم يكن يدعو إلى فرض عقيدة دينية على الطلاب، بل كان يدعو إلى خلق بيئة يتم فيها تشجيع الطلاب على استكشاف الأسئلة الدينية والأخلاقية بجدية.
كما اهتم موبيرلي بالعلاقة بين التعليم والمجتمع. اعتقد أن التعليم يجب أن يهدف إلى إعداد الطلاب للمشاركة الفعالة والمسؤولة في المجتمع. شدد على أهمية تنمية التفكير النقدي والمهارات القيادية لدى الطلاب.
- أهم أفكاره:
- أهمية القيم الأخلاقية والدينية في التعليم.
- دور الجامعات في تشكيل الشخصية الأخلاقية للطلاب.
- دمج القيم المسيحية في التعليم الجامعي.
- العلاقة بين التعليم والمجتمع.
أعماله الرئيسية
تشمل أعمال والتر هاميلتون موبيرلي الرئيسية:
- “العقل والإدراك” (Mind and Perception) (1904)
- “التكفير” (Atonement and Personality) (1922)
- “الجامعة الحديثة: دراسة في وظيفتها ومشاكلها” (The Crisis in the University) (1949)
- “السيادة من خلال الخدمة” (Sovereignty through Service) (1945)
- “الواقع والسبب” (Responsibility) (1951)
تأثيره وإرثه
كان لوالتر هاميلتون موبيرلي تأثير كبير على تطوير الفكر التربوي في القرن العشرين. أثرت أفكاره على العديد من المعلمين والباحثين وصناع السياسات. لا تزال كتاباته تُقرأ وتُدرس حتى اليوم، ولا يزال إرثه كواحد من أبرز المفكرين التربويين في بريطانيا حيًا.
ساهم موبيرلي في تطوير فلسفة التعليم التي تشدد على أهمية القيم الأخلاقية والدينية. كان له دور فعال في تعزيز الحوار بين الإيمان والعقل في التعليم العالي. بالإضافة إلى ذلك، لعب دورًا مهمًا في تطوير السياسات التعليمية الحكومية في بريطانيا.
على الرغم من أن أفكار موبيرلي قد تعرضت للانتقاد من قبل البعض، إلا أن مساهماته في مجال التعليم لا يمكن إنكارها. لقد ترك إرثًا دائمًا سيستمر في التأثير على التعليم للأجيال القادمة.
حياته الشخصية
تزوج والتر هاميلتون موبيرلي من إيفلين كورنفورد في عام 1906. كان لديهم ثلاثة أطفال. توفي في عام 1974 عن عمر يناهز 92 عامًا.
خاتمة
كان السير والتر هاميلتون موبيرلي شخصية بارزة في تاريخ التعليم البريطاني. بصفته أكاديميًا وإداريًا ومفكرًا، قدم مساهمات كبيرة في تطوير التعليم العالي. أكد على أهمية القيم الأخلاقية والدينية في التعليم ودعا إلى دمجها في المناهج الدراسية الجامعية. لا يزال إرثه يلهم المعلمين والباحثين وصناع السياسات حتى اليوم.