<![CDATA[
نشأته وبداياته
ولد ألكسيس كورنر في باريس، فرنسا، لأب نمساوي وأم يونانية. نشأ في بيئة متعددة الثقافات أثرت بشكل كبير على ذوقه الموسيقي. انتقلت عائلته إلى إنجلترا في عام 1940 هربًا من الحرب العالمية الثانية. خلال سنوات مراهقته، اكتشف شغفه بموسيقى البلوز، متأثرًا بفنانين مثل ليدبلي، ومادي واترز، وبيغ بيل برونزى.
في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن الماضي، بدأ كورنر مسيرته الموسيقية بالعزف على البيانو والجيتار في نوادي الجاز والبلوز في لندن. سرعان ما اكتسب سمعة طيبة كعازف موهوب ومتحمس لموسيقى البلوز الأصيلة.
تأسيس نادي البلوز الأول
في عام 1955، أسس كورنر مع عازف الهارمونيكا سيريل ديفيز “نادي لندن للبلوز والريذم” (London Blues and Rhythm Club)، والذي يعتبر أول نادي بلوز مخصص في بريطانيا. أصبح النادي مركزًا حيويًا لعشاق موسيقى البلوز، حيث استضاف عروضًا لفنانين أمريكيين مشهورين مثل مادي واترز، وجودي وذرهيد، وساني تيري، وبراوني ماكغي. بالإضافة إلى ذلك، قدم النادي منصة للفنانين البريطانيين الناشئين لتطوير مهاراتهم وعرض مواهبهم.
تشكيل فرقة بلوز إنكوربوريتد
في عام 1961، شكل كورنر وديفيز فرقة “بلوز إنكوربوريتد” (Blues Incorporated)، وهي فرقة رائدة جمعت بين موسيقى البلوز التقليدية وعناصر من الجاز والروك آند رول. ضمت الفرقة في صفوفها العديد من الموسيقيين الشباب الذين سيصبحون فيما بعد من بين الأسماء الأكثر شهرة في موسيقى الروك البريطانية، بما في ذلك:
- ميك جاغر: الذي انضم إلى الفرقة كعازف ضيف قبل أن يؤسس لاحقًا فرقة “رولينج ستونز”.
- كيث ريتشاردز: عازف الجيتار الأسطوري في فرقة “رولينج ستونز”، والذي بدأ مسيرته الموسيقية أيضًا مع “بلوز إنكوربوريتد”.
- تشارلي واتس: عازف الطبول الشهير في فرقة “رولينج ستونز”، الذي كان عضوًا أساسيًا في “بلوز إنكوربوريتد” قبل انضمامه إلى “رولينج ستونز”.
- جاك بروس: عازف قيثارة موهوب، انضم لاحقًا إلى فرقة “كريم”.
- جينجر بيكر: عازف طبول أسطوري، اشتهر بعمله مع فرقة “كريم”.
كانت “بلوز إنكوربوريتد” فرقة مؤثرة للغاية، حيث ساهمت في تعريف الجمهور البريطاني بموسيقى البلوز ومهدت الطريق لظهور جيل جديد من موسيقيي الروك البريطانيين.
برنامج R&B في التلفزيون
في عام 1964، استضاف كورنر برنامجًا تلفزيونيًا بعنوان “R&B at the Marquee” على قناة آي تي في (ITV). كان البرنامج أحد أولى البرامج التلفزيونية البريطانية المخصصة لموسيقى البلوز والريذم آند بلوز، وساهم في زيادة شعبية هذا النوع الموسيقي في جميع أنحاء البلاد. استضاف البرنامج فنانين مثل ذا ياردبيردز (The Yardbirds) وذا هو (The Who).
مسيرته الفردية والمشاريع اللاحقة
بعد تفكك “بلوز إنكوربوريتد” في منتصف الستينيات، واصل كورنر مسيرته الموسيقية كموسيقي منفرد وقائد فرقة. شكل عدة فرق مختلفة، بما في ذلك “نيو تشيرش” (New Church) و”سي سي إس” (C.C.S)، والتي حققت نجاحًا تجاريًا مع أغنيتها “ووكين” (Walking). واصل كورنر أيضًا التعاون مع العديد من الفنانين الآخرين، بما في ذلك بي بي كينج وإريك كلابتون.
بالإضافة إلى مسيرته الموسيقية، كان كورنر أيضًا مقدمًا إذاعيًا ناجحًا، حيث قدم برامج عن موسيقى البلوز والجاز على إذاعة بي بي سي. كان معروفًا بمعرفته الواسعة وشغفه بالموسيقى، وقدرته على التواصل مع المستمعين.
تأثيره وإرثه
يُعتبر ألكسيس كورنر شخصية محورية في تاريخ موسيقى البلوز البريطانية والروك البريطاني. لعب دورًا أساسيًا في تقديم هذا النوع الموسيقي إلى جمهور أوسع وساهم في إطلاق مسيرة العديد من الفنانين الذين أصبحوا فيما بعد نجومًا عالميين. لقد كان معلمًا ومرشدًا للعديد من الموسيقيين الشباب، وكان له تأثير عميق على تطور موسيقى الروك البريطانية.
غالبًا ما يُشار إليه بـ “أبو البلوز البريطاني” (The Father of British Blues)، وهو لقب يعكس مساهماته الهائلة في هذا النوع الموسيقي. حتى بعد وفاته، استمر إرثه في التأثير على الموسيقيين وعشاق الموسيقى في جميع أنحاء العالم.
حياته الشخصية ووفاته
تزوج كورنر مرتين ولديه طفلان. توفي في 1 يناير 1984، بسبب سرطان الرئة عن عمر يناهز 55 عامًا.
تكريمًا له
بعد وفاته تم تكريم الكسيس كورنر بعدة طرق منها:
- تمثال نصفي له في ساحة هامرسميث لندن.
- في عام 1995 تم إدخاله في قاعة مشاهير البلوز.
خاتمة
ألكسيس كورنر، رائد موسيقى البلوز البريطانية، كان شخصية مؤثرة ساهمت في نشر هذا النوع الموسيقي وتعزيزه. من خلال ناديه الرائد “نادي لندن للبلوز والريذم” وفرقته “بلوز إنكوربوريتد”، اكتشف ودعم العديد من الفنانين الذين أصبحوا فيما بعد نجوم الروك. سيظل كورنر في الذاكرة كأحد أهم الشخصيات في تاريخ الموسيقى البريطانية، ومصدر إلهام للأجيال القادمة من الموسيقيين.