نشأته وحياته المبكرة
ولد ألبرت سيدني جونستون في 2 فبراير 1803، في مقاطعة ماسون، كنتاكي. كان والده، الدكتور جون وارن جونستون، خريجًا من جامعة بنسلفانيا، وعمل جراحًا خلال حرب الاستقلال الأمريكية. كانت والدته، أبيجيل نيغلي، تنتمي إلى عائلة بارزة في المنطقة. تلقى جونستون تعليمه الأولي في المنزل ثم التحق بأكاديمية ترانسيلفانيا في ليكسينغتون، كنتاكي.
في عام 1822، دخل الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت. تخرج في عام 1826، وحصل على الترتيب الثامن من بين 41 طالبًا في فصله. بعد تخرجه، حصل على رتبة ملازم ثانٍ في الفوج الثاني من مشاة الولايات المتحدة.
حياته العسكرية المبكرة
بعد تخرجه من ويست بوينت، خدم جونستون في مواقع مختلفة. قضى عدة سنوات في خدمة حامية في نيويورك وميسوري. في عام 1832، استقال من الجيش الأمريكي للاهتمام بشؤون عائلته بعد وفاة زوجته الأولى، هينريتا بريستون.
انتقل جونستون إلى تكساس في عام 1836، وانضم إلى جيش تكساس خلال حرب الاستقلال التكساسية. سرعان ما صعد في الرتب، وفي غضون أشهر قليلة، تم تعيينه برتبة عميد وعُيّن قائدًا للجيش التكساسي. واجهت فترة ولايته كقائد تحديات كبيرة، بما في ذلك نقص الإمدادات والانضباط. في فبراير 1837، أصيب جونستون بجروح خطيرة في مبارزة مع الجنرال فيليكس هيوستن، مما أدى إلى تعطيله لفترة من الوقت.
بعد فترة وجيزة من الخدمة كوزير للحرب في جمهورية تكساس، استقال جونستون وعاد إلى الولايات المتحدة.
العودة إلى الجيش الأمريكي
مع اندلاع الحرب المكسيكية الأمريكية في عام 1846، عاد جونستون إلى الخدمة العسكرية. تم تعيينه عقيدًا في فوج المتطوعين الأول من تكساس. ومع ذلك، لم يشهد الكثير من القتال خلال هذه الحرب. بعد الحرب، بقي في الجيش وتم تعيينه في قسم الرواتب.
في عام 1855، تمت ترقية جونستون إلى رتبة عقيد في الفوج الثاني من سلاح الفرسان. لعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على السلام في إقليم يوتا خلال حرب يوتا في عامي 1857 و 1858. وقد اكتسب سمعة طيبة كقائد كفء وعادل خلال هذه الفترة.
الحرب الأهلية الأمريكية
مع اندلاع الحرب الأهلية الأمريكية في عام 1861، استقال جونستون من الجيش الأمريكي وانضم إلى جيش الولايات الكونفدرالية. نظرًا لخبرته وسمعته، فقد حصل على رتبة جنرال، وهي واحدة من أعلى الرتب في الجيش الكونفدرالي.
تم تكليف جونستون بقيادة الدائرة الغربية للجيش الكونفدرالي، والتي كانت مسؤولة عن الدفاع عن مساحة شاسعة من الأراضي، بما في ذلك تينيسي وكنتاكي وأجزاء من ميسيسيبي وألاباما.
معركة شيلوه وموته
كانت معركة شيلوه، التي وقعت في 6-7 أبريل 1862، نقطة تحول حاسمة في الحرب الأهلية الأمريكية. قاد جونستون القوات الكونفدرالية في هجوم مفاجئ على جيش الاتحاد بقيادة الجنرال يوليسيس إس. غرانت في شيلوه، تينيسي. في البداية، حقق الكونفدراليون نجاحًا، ودفعوا قوات الاتحاد إلى الوراء. ومع ذلك، خلال اليوم الأول من المعركة، أصيب جونستون بجروح قاتلة.
أثناء قيادته لهجوم، أصابته رصاصة في ساقه. لم يدرك جونستون في البداية خطورة الإصابة، معتقدًا أنها مجرد كدمة. ومع ذلك، قطعت الرصاصة شريانًا رئيسيًا، وسرعان ما نزف جونستون حتى الموت. كان موته ضربة كبيرة للكونفدرالية، حيث كان يعتبر أحد أفضل جنرالاتها.
مات جونستون في 6 أبريل 1862، في ساحة معركة شيلوه. دفن في البداية في نيو أورلينز، لويزيانا، ولكن تم نقل رفاته لاحقًا إلى مقبرة ولاية تكساس في أوستن.
تأثيره وإرثه
كان لموت ألبرت سيدني جونستون في شيلوه تأثير عميق على الحرب الأهلية. فقدت الكونفدرالية قائدًا موهوبًا، وتعرضت معنويات الجيش الكونفدرالي لضربة قوية. ومع ذلك، ظل إرث جونستون باقياً. يعتبره الكثيرون أحد أفضل جنرالات الكونفدرالية، ويتم تذكره لشجاعته وقيادته ومهاراته العسكرية.
تشمل جوانب إرث جونستون ما يلي:
- القيادة العسكرية: كان جونستون قائدًا عسكريًا ماهرًا اكتسب احترام مرؤوسيه وأقرانه. كان قادرًا على تنظيم وتدريب القوات الكونفدرالية بشكل فعال، وقادهم إلى عدة انتصارات مبكرة في الحرب.
- الكفاءة الاستراتيجية: أظهر جونستون كفاءة استراتيجية في تخطيط وتنفيذ العمليات العسكرية. سعى إلى الاستفادة من نقاط القوة الكونفدرالية واستغلال نقاط ضعف الاتحاد.
- الشجاعة الشخصية: عُرف جونستون بشجاعته الشخصية في ساحة المعركة. غالبًا ما كان يقود من الخطوط الأمامية، ويلهم قواته بأفعاله.
- الجدل: على الرغم من سمعته الطيبة كقائد، كان جونستون أيضًا شخصية مثيرة للجدل. تعرض لانتقادات بسبب قراراته التكتيكية في معركة شيلوه، ويرى البعض أن موته كان نتيجة لتهوره.
تكريمات:
- تم تسمية العديد من الأماكن والمعالم الأثرية تكريما لألبرت سيدني جونستون، بما في ذلك حصن جونستون في ألاباما.
- تمثال لجونستون يقع في أوستن، تكساس.
- تم تصوير جونستون في العديد من الأعمال الخيالية وغير الخيالية المتعلقة بالحرب الأهلية الأمريكية.
خاتمة
ألبرت سيدني جونستون كان جنرالًا بارزًا خدم في ثلاثة جيوش مختلفة وكان له دور فعال في كل من تاريخ تكساس والحرب الأهلية الأمريكية. على الرغم من أن حياته انتهت بشكل مأساوي في معركة شيلوه، إلا أن إرثه كقائد عسكري شجاع وموهوب لا يزال قائمًا. يظل شخصية مهمة في تاريخ الولايات المتحدة، ومساهماته في المجال العسكري لا تزال قيد الدراسة والتقدير حتى اليوم.