التأسيس والخلفية
في أعقاب انهيار حزب الديمقراطية المسيحية (DC) في عام 1994، ظهرت عدة فصائل تسعى إلى وراثة إرثه السياسي. كان من بين هذه الفصائل حزب الشعب الإيطالي (PPI) الذي سعى إلى إعادة بناء الديمقراطية المسيحية في شكل أكثر حداثة وعلمانية، والمسيحيون الديمقراطيون المتحدون (CDU) الذين تمسكوا بقيم ومبادئ الديمقراطية المسيحية التقليدية بشكل أكثر صرامة.
تأسس حزب المسيحيون الديمقراطيون المتحدون في يوليو 1995 بقيادة ريكاردو ميسياغليا وروكو بوتيليوني. كان بوتيليوني شخصية بارزة في الديمقراطية المسيحية لسنوات عديدة وشغل مناصب وزارية مختلفة في الحكومات الإيطالية السابقة. كان الهدف من تأسيس الحزب هو الحفاظ على الوحدة السياسية للديمقراطيين المسيحيين وتوفير بديل للناخبين الذين لم يكونوا راضين عن التوجه العلماني لحزب الشعب الإيطالي.
الأيديولوجية والبرنامج السياسي
استندت أيديولوجية المسيحيين الديمقراطيين المتحدين إلى قيم الديمقراطية المسيحية، والتي تشمل:
- التركيز على الكرامة الإنسانية: الإيمان بأن لكل فرد قيمة جوهرية وحقوق غير قابلة للتصرف.
- العدالة الاجتماعية: السعي إلى مجتمع عادل ومنصف يوفر فرصًا متساوية للجميع.
- التضامن: دعم المحتاجين والضعفاء في المجتمع.
- الأسرة: اعتبار الأسرة الوحدة الأساسية للمجتمع والدفاع عن قيمها.
- المسؤولية الاجتماعية: تشجيع المواطنين على المشاركة في الحياة العامة والمساهمة في الصالح العام.
- التكامل الأوروبي: دعم الوحدة الأوروبية والتعاون بين الدول الأوروبية.
تضمن برنامج الحزب السياسي مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك:
- الاقتصاد: دعم اقتصاد السوق الاجتماعي الذي يوازن بين الكفاءة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية.
- التعليم: تعزيز التعليم الجيد والمتاح للجميع.
- الرعاية الصحية: ضمان نظام رعاية صحية شامل وعالي الجودة.
- البيئة: حماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة.
- القانون والنظام: مكافحة الجريمة وتعزيز الأمن العام.
المشاركة في الائتلافات الحكومية
خلال فترة وجوده، شارك المسيحيون الديمقراطيون المتحدون في عدة ائتلافات حكومية. في عام 1996، انضم الحزب إلى تحالف “بول أو الزيتون” بقيادة رومانو برودي، والذي فاز في الانتخابات العامة. شغل بوتيليوني منصب وزير الشؤون الأوروبية في حكومة برودي.
في عام 1998، انسحب المسيحيون الديمقراطيون المتحدون من ائتلاف “بول أو الزيتون” بسبب خلافات حول السياسات الاقتصادية والاجتماعية. انضم الحزب بعد ذلك إلى تحالف “بيت الحريات” بقيادة سيلفيو برلسكوني.
فاز “بيت الحريات” في الانتخابات العامة عام 2001، وأصبح برلسكوني رئيسًا للوزراء. شغل بوتيليوني منصب وزير الثقافة في حكومة برلسكوني.
الاندماج في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والديمقراطيين المسيحيين
في عام 2002، اندمج المسيحيون الديمقراطيون المتحدون مع حزب الديمقراطيين المسيحيين من أجل الحكم الذاتي وحزب الديمقراطية الأوروبية لتشكيل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والديمقراطيين المسيحيين (UDC). كان الهدف من الاندماج هو توحيد القوى الديمقراطية المسيحية في إيطاليا في حزب واحد قوي.
كان الاتحاد الديمقراطي المسيحي والديمقراطيين المسيحيين (UDC) قوة سياسية مهمة في إيطاليا لعدة سنوات، لكنه شهد تراجعًا في الدعم في السنوات الأخيرة. في عام 2017، انقسم الحزب إلى عدة فصائل.
الشخصيات البارزة
تضمنت الشخصيات البارزة في المسيحيين الديمقراطيين المتحدين:
- روكو بوتيليوني: مؤسس الحزب وزعيمه، وشغل مناصب وزارية مختلفة.
- ريكاردو ميسياغليا: أحد مؤسسي الحزب.
الإرث
على الرغم من فترة وجوده القصيرة، لعب المسيحيون الديمقراطيون المتحدون دورًا مهمًا في السياسة الإيطالية. ساهم الحزب في الحفاظ على التقاليد الديمقراطية المسيحية في إيطاليا بعد انهيار حزب الديمقراطية المسيحية (DC). كما لعب الحزب دورًا في تشكيل الائتلافات الحكومية وتنفيذ السياسات العامة.
يعتبر المسيحيون الديمقراطيون المتحدون جزءًا من تاريخ الديمقراطية المسيحية في إيطاليا، ويعكس محاولات الحفاظ على هذا التيار السياسي بعد التغييرات الكبيرة التي شهدتها البلاد في التسعينيات.
خاتمة
كان المسيحيون الديمقراطيون المتحدون حزبًا سياسيًا إيطاليًا ديمقراطيًا مسيحيًا تأسس في عام 1995 واندمج في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والديمقراطيين المسيحيين في عام 2002. لعب الحزب دورًا في السياسة الإيطالية من خلال المشاركة في الائتلافات الحكومية وتعزيز قيم الديمقراطية المسيحية. على الرغم من فترة وجوده القصيرة، إلا أن الحزب ترك بصمة في تاريخ الديمقراطية المسيحية في إيطاليا.