الوصف والمظهر
تتميز سحلية بلاتيسورس المفصصة بمظهرها المميز الذي يميزها عن أنواع السحالي الأخرى. يمتلك الذكور ألوانًا زاهية، بما في ذلك الألوان الزرقاء والخضراء والبرتقالية، وغالبًا ما تكون رؤوسهم برتقالية زاهية. هذه الألوان الزاهية تجذب الإناث خلال موسم التكاثر. الإناث، على العكس، تكون ذات ألوان أكثر هدوءًا، وغالبًا ما تكون بنية أو رمادية اللون، مما يساعدها على الاندماج في بيئتها. يبلغ طول هذه السحالي حوالي 15-20 سم، بما في ذلك الذيل. جلدها سميك ومغطى بحراشف درعية تحميها من الحيوانات المفترسة والظروف البيئية القاسية.
السمة المميزة لسحلية بلاتيسورس المفصصة هي وجود “البقع” أو “العيون” (ocelli) على ظهرها وجوانبها، خاصةً عند الذكور. هذه البقع هي بقع ملونة تساعد في التعرف على الأنواع وتحديد الهوية الجنسية. بالإضافة إلى ذلك، تساعد هذه البقع في عملية التمويه عن طريق كسر شكل الجسم، مما يجعل من الصعب على الحيوانات المفترسة تحديد موقعها بدقة.
الموطن والبيئة
تفضل سحلية بلاتيسورس المفصصة العيش في بيئات صخرية، حيث يمكنها الاختباء في الشقوق والتشققات. غالبًا ما توجد في المناطق الجبلية والتلال، وتعتمد على الصخور لتنظيم درجة حرارة الجسم. تتواجد بشكل رئيسي في المناطق التي تتميز بمناخ معتدل إلى دافئ، مع توفر أشعة الشمس المباشرة التي تحتاجها لتنظيم درجة حرارة الجسم. هذه السحالي قادرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة، مما يجعلها مناسبة للعيش في المناطق المشمسة. تعتبر هذه الأنواع من السحالي شديدة التكيف مع بيئتها، وقادرة على البقاء في بيئات مختلفة طالما توفرت فيها الصخور والمأوى والموارد الغذائية.
السلوك والتغذية
سحلية بلاتيسورس المفصصة نشطة خلال النهار، وتقضي معظم وقتها في البحث عن الطعام والتشمس. تتغذى هذه السحالي بشكل رئيسي على الحشرات، بما في ذلك النمل والنمل الأبيض والخنافس وغيرها من اللافقاريات الصغيرة. تستخدم ألسنتها اللزجة لالتقاط فرائسها بكفاءة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتغذى على بعض النباتات الصغيرة. هذا التنوع في النظام الغذائي يسمح لها بالبقاء على قيد الحياة في بيئات مختلفة.
تتميز سحلية بلاتيسورس المفصصة بسلوك اجتماعي معين. غالبًا ما تعيش الذكور في مناطق صغيرة وتحميها من الذكور الآخرين. خلال موسم التكاثر، يظهر الذكور سلوكيات عدوانية لإثبات السيطرة وجذب الإناث. تتنافس الذكور على الإناث من خلال القتال والمواجهة الجسدية، وأكثر الذكور قوة يحصل على فرصة التزاوج. تقوم الإناث بوضع البيض في الشقوق الصخرية أو تحت الصخور، وتحرص على حماية بيضها حتى يفقس.
التكاثر
يحدث التكاثر عادة خلال موسم الأمطار عندما تكون الظروف البيئية مواتية. بعد التزاوج، تضع الأنثى عددًا من البيض يتراوح بين 2 إلى 5 بيضات في شقوق الصخور أو تحتها. تحمي الأنثى البيض حتى الفقس، والذي يستغرق عدة أسابيع. بعد الفقس، تكون السحالي الصغيرة مستقلة وتعتني بنفسها. تظهر السحالي الصغيرة ألوانًا باهتة نسبيًا مقارنة بالذكور البالغين، وتبدأ في تطوير ألوانها الزاهية مع تقدمها في العمر.
تعتبر سحلية بلاتيسورس المفصصة من الأنواع التي تعيش لفترة طويلة نسبيًا، حيث يمكن أن تعيش في البرية لمدة تصل إلى 10 سنوات. هذا العمر الطويل يساهم في استقرار السكان في بيئتها الطبيعية. ومع ذلك، فهي تواجه بعض التهديدات، مثل فقدان الموائل وتغير المناخ، مما يستدعي الحفاظ عليها.
الحفاظ على الأنواع
تواجه سحلية بلاتيسورس المفصصة بعض التهديدات، بما في ذلك فقدان الموائل بسبب التوسع الزراعي والرعي الجائر، وتغير المناخ الذي يؤثر على بيئتها الطبيعية، والاتجار غير المشروع بها كحيوانات أليفة. نظرًا لهذه التهديدات، تتخذ بعض الجهود للحفاظ على هذه الأنواع، مثل:
- حماية الموائل: إنشاء مناطق محمية للحفاظ على المناطق الصخرية التي تعيش فيها السحالي.
- إدارة الموارد: وضع قيود على الرعي الجائر والزراعة في المناطق التي تعيش فيها السحالي.
- التوعية: زيادة الوعي بأهمية هذه الأنواع وأهمية الحفاظ عليها.
- البحث: إجراء المزيد من الدراسات حول سلوك السحالي وبيئتها للمساهمة في جهود الحماية.
خاتمة
سحلية بلاتيسورس المفصصة هي نوع فريد من السحالي يتميز بألوانه الزاهية وموطنه الصخري في جنوب شرق أفريقيا. على الرغم من قدرتها على التكيف، إلا أنها تواجه تهديدات متزايدة تتطلب جهودًا للحفاظ عليها. من خلال حماية موائلها وزيادة الوعي، يمكننا ضمان بقاء هذه السحالي الجميلة للأجيال القادمة.