تاريخ السلالة
يرجع تاريخ الدوار الألماني القديم ذو العقعق إلى ألمانيا في منتصف القرن التاسع عشر. تم تطوير هذه السلالة من خلال تهجين سلالات مختلفة من الحمام، بهدف الحصول على مظهر فريد وسلوك مميز. كان المربون الألمان الأوائل لهذه السلالة يركزون على تطوير الألوان المميزة، وخاصة الألوان التي تشبه ألوان طائر العقعق. ساهمت جهودهم في إنشاء سلالة تتميز بمظهرها الجذاب وسلوكها المثير للاهتمام.
في البداية، لم يكن هناك معيار موحد لهذه السلالة، وكان المربون يركزون على الصفات التي يرونها مهمة. مع مرور الوقت، تم وضع معايير محددة تحدد شكل وحجم وألوان السلالة. ساعدت هذه المعايير في الحفاظ على نقاء السلالة وتعزيز انتشارها. خلال الحربين العالميتين، عانت العديد من سلالات الحمام من الانقراض، ولكن الدوار الألماني القديم ذو العقعق تمكن من البقاء، مما يدل على قوته وقدرته على التكيف.
المظهر والسلوك
تتميز هذه السلالة بمظهرها الجذاب. يمتلك الدوار الألماني القديم ذو العقعق جسمًا مدمجًا وأنيقًا. يكون الرأس مستديرًا والعينان واسعتين. أهم ما يميز هذه السلالة هو ألوانها. يتكون الريش من مزيج من الألوان، بما في ذلك الأبيض والأسود والأزرق والأحمر والأصفر. تتركز الألوان الداكنة (عادة الأسود) في منطقة الرأس والرقبة والظهر والذيل، بينما يكون الجزء السفلي من الجسم أبيضًا. هذا النمط يعطيها مظهرًا يشبه طائر العقعق.
أما من حيث السلوك، فهي طيور ودودة وهادئة نسبيًا. وهي معروفة بقدرتها على الطيران بشكل جيد. يشتهر هذا الحمام بالقيام بحركات بهلوانية في الجو، مثل الدوران والتقلب. هذا السلوك هو السبب الرئيسي وراء تسمية السلالة بـ “الدوار”. إنها طيور ذكية وسهلة التدريب، مما يجعلها مناسبة للمربين من جميع المستويات. تتطلب هذه الطيور رعاية جيدة، بما في ذلك التغذية السليمة والمأوى النظيف والاهتمام بالصحة العامة.
الرعاية والتربية
تتطلب العناية بالدوار الألماني القديم ذو العقعق بعض الاهتمام والالتزام. من الضروري توفير بيئة نظيفة وصحية لهم. يجب أن يكون القفص أو المسكن نظيفًا وجيد التهوية. يجب أن يتضمن نظامهم الغذائي مزيجًا متوازنًا من البذور والحبوب والخضروات والفواكه. توفير المياه النظيفة والعذبة أمر ضروري دائمًا.
تشمل الرعاية الصحية المنتظمة فحص الطيور بحثًا عن علامات المرض، مثل تغيرات في السلوك أو الشهية، أو علامات خارجية مثل الإسهال أو إفرازات الأنف. يجب أيضًا توفير الرعاية البيطرية اللازمة عند الحاجة. يجب على المربين أيضًا توفير مواد التعشيش المناسبة، مثل القش أو الأوراق الجافة. تتكاثر هذه الطيور بشكل جيد في الأسر، وعادة ما تضع الأنثى بيضتين في كل مرة.
التربية الانتقائية تلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على نقاء السلالة وتحسين الصفات المرغوبة. يجب على المربين اختيار الأزواج بعناية، مع التركيز على الصفات الجيدة، مثل الألوان المميزة، والشكل الجيد، والصحة الجيدة. يمكن للمربين أيضًا المشاركة في المعارض والمسابقات لعرض طيورهم والحصول على تقييم من الخبراء. هذا يساعد على تحسين السلالة ويساهم في الحفاظ عليها.
الأمراض الشائعة
مثل جميع أنواع الطيور، يمكن أن يكون الدوار الألماني القديم ذو العقعق عرضة لبعض الأمراض. من بين الأمراض الشائعة التي قد تصيب هذه السلالة:
- الكُوكسيدِيَّات (Coccidiosis): مرض طفيلي يصيب الجهاز الهضمي.
- داء السَّلْمُونِيَّات (Salmonellosis): عدوى بكتيرية يمكن أن تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي.
- التهابات الجهاز التنفسي: يمكن أن تكون ناجمة عن البكتيريا أو الفيروسات.
- الطفيليات الخارجية: مثل القمل والعث.
للوقاية من هذه الأمراض، يجب على المربين اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، مثل الحفاظ على نظافة المسكن، وتوفير نظام غذائي صحي، وتوفير الرعاية البيطرية المنتظمة. يجب عزل الطيور المريضة على الفور لمنع انتشار العدوى.
أهمية الحفاظ على السلالة
يعد الحفاظ على الدوار الألماني القديم ذو العقعق أمرًا مهمًا لأسباب عديدة. أولاً، هذه السلالة تمثل جزءًا من التراث الثقافي والتاريخي لألمانيا. الحفاظ عليها يساهم في الحفاظ على هذا التراث للأجيال القادمة. ثانيًا، تساهم هذه السلالة في التنوع البيولوجي. كل سلالة من الحمام لها خصائصها الوراثية الفريدة، وفقدان السلالات يقلل من التنوع الوراثي.
ثالثًا، يمكن أن يوفر الحفاظ على هذه السلالة فرصًا للبحث العلمي. يمكن للعلماء دراسة هذه السلالة لفهم الجينات والصفات الوراثية، مما قد يفيد في تطوير سلالات أخرى من الحمام أو حتى الطيور الأخرى. رابعًا، توفر هذه السلالة متعة وترفيهًا للمربين وهواة تربية الحمام. إن رؤية هذه الطيور الجميلة وهي تطير وتقوم بحركاتها البهلوانية أمر ممتع ومثير للاهتمام.
خاتمة
الدوار الألماني القديم ذو العقعق هو سلالة فريدة من الحمام تتميز بمظهرها الجذاب وسلوكها المميز. يعود تاريخها إلى ألمانيا في القرن التاسع عشر، وقد تم تطويرها من خلال التربية الانتقائية. تتطلب هذه السلالة رعاية خاصة لضمان صحتها وسعادتها. الحفاظ على هذه السلالة يمثل أهمية كبيرة من الناحية الثقافية والبيولوجية والعلمية. من خلال العناية الجيدة والتربية المسؤولة، يمكن للمربين الاستمتاع بجمال هذه الطيور الرائعة والمساهمة في الحفاظ عليها للأجيال القادمة.