تاريخ المستعمرة
بدأت قصة مستعمرة قطط تل البرلمان في سبعينيات القرن الماضي، عندما لاحظ بعض موظفي الحكومة وجود قطط ضالة تتجول في المنطقة المحيطة بمباني البرلمان. بدافع التعاطف، بدأ هؤلاء الموظفون في إطعام القطط، مما أدى إلى تجمع المزيد من القطط تدريجياً. مع مرور الوقت، تحولت هذه التجمعات العفوية إلى مستعمرة حقيقية، حيث تكاثرت القطط وتزايدت أعدادها بشكل ملحوظ.
في البداية، لم يكن هناك أي تنظيم رسمي لرعاية القطط. كان الأمر يعتمد بشكل كامل على جهود الموظفين المتطوعين الذين كانوا يقدمون الطعام والماء للقطط بشكل منتظم. ومع ازدياد أعداد القطط، بدأت تظهر بعض التحديات، مثل الحاجة إلى توفير الرعاية الصحية للقطط والسيطرة على تكاثرها.
في عام 1994، تأسست جمعية “أصدقاء قطط تل البرلمان” (Friends of the Parliament Hill Cats) بهدف توفير رعاية أفضل للقطط وتنظيم جهود المتطوعين. كانت هذه الجمعية غير ربحية تعتمد على التبرعات والجهود التطوعية بشكل كامل. عملت الجمعية على توفير الطعام والماء والرعاية البيطرية للقطط، بالإضافة إلى تنفيذ برنامج للقبض على القطط وتعقيمها وإعادتها إلى المستعمرة (TNR – Trap-Neuter-Return). كان الهدف من هذا البرنامج هو السيطرة على أعداد القطط بشكل إنساني ومنع تكاثرها العشوائي.
على مر السنين، أصبحت مستعمرة قطط تل البرلمان جزءًا من المشهد المحلي في أوتاوا. اعتاد السكان المحليون والسياح على رؤية القطط تتجول في المنطقة، وأصبح وجودها مألوفًا ومحببًا للكثيرين. ومع ذلك، استمرت الجمعية في مواجهة تحديات مختلفة، مثل نقص التمويل والحاجة إلى متطوعين إضافيين.
الجدل والإغلاق
على الرغم من الشعبية التي حظيت بها مستعمرة قطط تل البرلمان، إلا أنها لم تخلُ من الجدل. كان هناك بعض المخاوف بشأن تأثير القطط على البيئة المحلية، بالإضافة إلى المخاطر المحتملة على الصحة العامة. أثيرت مخاوف بشأن انتشار الأمراض والبراغيث، بالإضافة إلى إمكانية تسبب القطط في إزعاج الموظفين والزوار.
في عام 2013، اتخذت الحكومة الكندية قرارًا بإغلاق مستعمرة قطط تل البرلمان. كان هذا القرار مثيرًا للجدل وأثار ردود فعل متباينة. دافع البعض عن القرار بحجة أنه ضروري لحماية البيئة والصحة العامة، بينما انتقد آخرون القرار واعتبروه غير إنساني.
تم تنفيذ عملية إغلاق المستعمرة تدريجيًا على مدار عدة أشهر. تم القبض على القطط المتبقية في المستعمرة ونقلها إلى ملاجئ للحيوانات أو تبنيها من قبل عائلات. تم بذل جهود كبيرة للعثور على منازل مناسبة للقطط والتأكد من حصولها على الرعاية اللازمة.
أثار إغلاق مستعمرة قطط تل البرلمان نقاشًا أوسع حول إدارة الحيوانات الضالة في المدن. سلطت القضية الضوء على التحديات التي تواجهها الحكومات والمنظمات غير الربحية في التعامل مع هذه المشكلة، بالإضافة إلى أهمية إيجاد حلول إنسانية ومستدامة.
جمعية “أصدقاء قطط تل البرلمان”
لعبت جمعية “أصدقاء قطط تل البرلمان” دورًا حاسمًا في رعاية القطط وتنظيم جهود المتطوعين. تأسست الجمعية في عام 1994 بهدف توفير رعاية أفضل للقطط وتنظيم جهود المتطوعين. كانت الجمعية غير ربحية تعتمد على التبرعات والجهود التطوعية بشكل كامل.
كانت مهام الجمعية الرئيسية تتضمن توفير الطعام والماء والرعاية البيطرية للقطط. كانت الجمعية تنظم حملات لجمع التبرعات لشراء الطعام والأدوية والمستلزمات الأخرى اللازمة لرعاية القطط. بالإضافة إلى ذلك، كانت الجمعية تعمل على توفير المأوى للقطط خلال فصل الشتاء، وذلك من خلال بناء بيوت صغيرة للقطط وتوزيعها في أنحاء المستعمرة.
نفذت الجمعية برنامجًا للقبض على القطط وتعقيمها وإعادتها إلى المستعمرة (TNR – Trap-Neuter-Return). كان الهدف من هذا البرنامج هو السيطرة على أعداد القطط بشكل إنساني ومنع تكاثرها العشوائي. كانت الجمعية تستخدم فخاخًا خاصة للقبض على القطط، ثم يتم نقلها إلى عيادة بيطرية لتعقيمها. بعد التعقيم، يتم إطلاق القطط مرة أخرى في المستعمرة.
اعتمدت الجمعية بشكل كبير على المتطوعين في جميع أنشطتها. كان المتطوعون يقومون بإطعام القطط وتنظيف المنطقة المحيطة بالمستعمرة وتوفير الرعاية الطبية للقطط المريضة أو المصابة. كانت الجمعية تنظم فعاليات لتدريب المتطوعين على كيفية التعامل مع القطط وتوفير الرعاية اللازمة لها.
على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها الجمعية، إلا أنها واجهت العديد من التحديات. كان نقص التمويل أحد أكبر التحديات التي واجهت الجمعية. كانت الجمعية تعتمد على التبرعات بشكل كامل، وكانت تواجه صعوبة في جمع ما يكفي من المال لتغطية جميع نفقاتها. بالإضافة إلى ذلك، كانت الجمعية تواجه صعوبة في العثور على متطوعين كافيين للمساعدة في رعاية القطط.
برنامج التعقيم والإعادة (TNR)
كان برنامج التعقيم والإعادة (TNR – Trap-Neuter-Return) جزءًا أساسيًا من جهود جمعية “أصدقاء قطط تل البرلمان” للسيطرة على أعداد القطط بشكل إنساني. يعتبر برنامج التعقيم والإعادة من أكثر الطرق فعالية للحد من تكاثر القطط الضالة وتقليل أعدادها على المدى الطويل.
يتضمن برنامج التعقيم والإعادة الخطوات التالية:
- القبض على القطط: يتم استخدام فخاخ خاصة للقبض على القطط الضالة. يتم وضع الطعام داخل الفخاخ لجذب القطط، وعندما تدخل القطة إلى الفخ، يتم إغلاق الباب عليها بشكل آمن.
- التعقيم: يتم نقل القطط التي تم القبض عليها إلى عيادة بيطرية لتعقيمها. يتم إجراء عملية التعقيم تحت التخدير العام، وتستغرق العملية بضع دقائق فقط.
- التطعيم: يتم تطعيم القطط ضد الأمراض الشائعة، مثل داء الكلب والتهاب الجهاز التنفسي العلوي.
- وضع علامة: يتم وضع علامة مميزة على أذن القطط التي تم تعقيمها، وذلك لتحديدها بسهولة في المستقبل.
- الإعادة: يتم إطلاق القطط التي تم تعقيمها وتطعيمها ووضع علامة عليها مرة أخرى في المنطقة التي تم القبض عليها فيها.
يعتبر برنامج التعقيم والإعادة أكثر فعالية من القتل الرحيم في السيطرة على أعداد القطط الضالة. يمنع التعقيم القطط من التكاثر، وبالتالي يقلل من أعداد القطط الجديدة التي تضاف إلى المستعمرة. بالإضافة إلى ذلك، يساعد التعقيم في تحسين صحة القطط وسلوكها. تميل القطط المعقمة إلى أن تكون أقل عدوانية وأقل عرضة للإصابة بالأمراض.
يعتبر برنامج التعقيم والإعادة أيضًا أكثر إنسانية من القتل الرحيم. بدلاً من قتل القطط، يتم توفير الرعاية الطبية لها وإعادتها إلى بيئتها الطبيعية. يسمح هذا للقطط بالعيش حياة طبيعية وصحية دون التسبب في مشاكل للمجتمع.
التأثير على السياحة
كانت مستعمرة قطط تل البرلمان وجهة سياحية شهيرة في أوتاوا. اعتاد السياح على زيارة تل البرلمان لمشاهدة القطط والتقاط الصور معها. كان وجود القطط يضيف لمسة من السحر والبهجة إلى المنطقة، وكان يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
كانت القطط جزءًا من المشهد المحلي في أوتاوا لسنوات عديدة، وأصبح وجودها مألوفًا ومحببًا للكثيرين. كان السكان المحليون والسياح يستمتعون بمشاهدة القطط تتجول في المنطقة، وكانت القطط تعتبر جزءًا من تراث المدينة.
ساهمت مستعمرة قطط تل البرلمان في تعزيز السياحة في أوتاوا. كانت القطط تجذب الزوار إلى المنطقة، وكان الزوار ينفقون المال في المطاعم والمتاجر والفنادق المحلية. ساعد هذا في دعم الاقتصاد المحلي وتوفير فرص العمل.
أثار إغلاق مستعمرة قطط تل البرلمان خيبة أمل الكثير من السياح والسكان المحليين. شعر الكثيرون بالحزن لفقدان القطط، واعتبروا أن إغلاق المستعمرة كان خسارة لتراث المدينة.
بدائل لإدارة القطط الضالة
هناك العديد من البدائل لإدارة القطط الضالة بدلاً من القتل الرحيم أو الإغلاق الكامل للمستعمرات. تعتبر برامج التعقيم والإعادة (TNR) من أكثر الطرق فعالية وإنسانية للسيطرة على أعداد القطط الضالة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن اتخاذ تدابير أخرى لتحسين رفاهية القطط وتقليل المشاكل التي تسببها.
تشمل بعض البدائل الأخرى لإدارة القطط الضالة ما يلي:
- توفير المأوى: يمكن توفير المأوى للقطط الضالة خلال فصل الشتاء، وذلك من خلال بناء بيوت صغيرة للقطط وتوزيعها في أنحاء المنطقة.
- توفير الطعام والماء: يجب توفير الطعام والماء للقطط الضالة بشكل منتظم، وذلك لضمان حصولها على التغذية الكافية.
- توفير الرعاية الطبية: يجب توفير الرعاية الطبية للقطط المريضة أو المصابة، وذلك لتحسين صحتها وتقليل انتشار الأمراض.
- التوعية: يجب توعية الجمهور بأهمية رعاية القطط الضالة وتشجيعهم على تبني القطط بدلاً من شرائها.
- التعاون: يجب التعاون بين الحكومات والمنظمات غير الربحية والمجتمع المحلي لإيجاد حلول مستدامة لإدارة القطط الضالة.
من خلال اتخاذ هذه التدابير، يمكن تحسين رفاهية القطط الضالة وتقليل المشاكل التي تسببها، مع الحفاظ على التوازن البيئي وحماية الصحة العامة.
خاتمة
كانت مستعمرة قطط تل البرلمان جزءًا من تاريخ أوتاوا لسنوات عديدة. على الرغم من إغلاق المستعمرة في عام 2013، إلا أن قصة القطط لا تزال حية في ذاكرة الكثيرين. سلطت القضية الضوء على التحديات التي تواجهها الحكومات والمنظمات غير الربحية في إدارة الحيوانات الضالة، وأكدت على أهمية إيجاد حلول إنسانية ومستدامة. تبقى مستعمرة قطط تل البرلمان مثالًا على كيفية تأثير الحيوانات على مجتمعاتنا وكيف يمكننا العمل معًا لإيجاد طرق لرعاية هذه الحيوانات وحمايتها.