نشأته وتعليمه
ولد مايكل براونغارت في عام 1958 في ألمانيا. درس الكيمياء وهندسة العمليات في جامعة كونستانز، وحصل على الدكتوراه في الكيمياء من جامعة هانوفر في عام 1985. خلال فترة دراسته، انخرط براونغارت في حركات بيئية مختلفة، مما أدى إلى تطوير رؤيته الفريدة للاستدامة.
مفهوم “من المهد إلى المهد” (Cradle to Cradle)
يعتبر مفهوم “من المهد إلى المهد” (Cradle to Cradle) حجر الزاوية في فلسفة براونغارت. يتحدى هذا المفهوم النموذج الخطي التقليدي “من المهد إلى اللحد” (Cradle to Grave) الذي يتم فيه استخراج المواد، وتصنيع المنتجات، ثم التخلص منها كنفايات. بدلاً من ذلك، يدعو براونغارت إلى تصميم المنتجات بحيث يمكن إعادة استخدامها أو إعادة تدويرها بشكل مستمر، مما يخلق حلقة مغلقة تمنع تراكم النفايات وتحافظ على الموارد.
الركائز الأساسية لمفهوم “من المهد إلى المهد”:
- التخلص من مفهوم النفايات: تصميم المنتجات بحيث لا توجد نفايات، بل مغذيات يمكن استخدامها في دورات صناعية أو بيولوجية.
- استخدام الطاقة المتجددة: الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة لتشغيل عمليات الإنتاج.
- الاحتفاء بالتنوع: تصميم المنتجات لتكون متنوعة وقابلة للتكيف مع الاحتياجات المختلفة.
تطبيقات مفهوم “من المهد إلى المهد”
تم تطبيق مفهوم “من المهد إلى المهد” في مجموعة واسعة من الصناعات، بما في ذلك:
- الأزياء: تصميم الملابس والأحذية التي يمكن إعادة تدويرها أو تحويلها إلى مواد جديدة.
- البناء: استخدام مواد بناء مستدامة وقابلة لإعادة التدوير.
- التعبئة والتغليف: تطوير عبوات قابلة للتحلل أو إعادة الاستخدام.
- المنسوجات: إنتاج أقمشة صديقة للبيئة وخالية من المواد الكيميائية الضارة.
من خلال تطبيق مبادئ “من المهد إلى المهد”، يمكن للشركات تقليل تأثيرها البيئي، وخفض التكاليف، وتحسين جودة منتجاتها.
الابتكارات والمساهمات الأخرى
بالإضافة إلى مفهوم “من المهد إلى المهد”، ساهم براونغارت في تطوير العديد من الابتكارات والمبادرات الأخرى في مجال الاستدامة، بما في ذلك:
- وكالة حماية البيئة (EPEA): أسس براونغارت وكالة حماية البيئة (EPEA) وهي شركة استشارات بيئية تقدم خدمات التصميم المستدام والتقييم البيئي.
- معهد الابتكار من المهد إلى المهد (Cradle to Cradle Products Innovation Institute): شارك براونغارت في تأسيس معهد الابتكار من المهد إلى المهد، وهي منظمة غير ربحية تدير برنامج شهادات المنتجات “من المهد إلى المهد”.
- التعاون مع الشركات والحكومات: عمل براونغارت مع العديد من الشركات والحكومات في جميع أنحاء العالم لتطبيق مبادئ الاستدامة في عملياتها وسياساتها.
انتقادات
على الرغم من الاعتراف الواسع بمساهمات براونغارت في مجال الاستدامة، إلا أن عمله واجه أيضًا بعض الانتقادات. يرى بعض النقاد أن مفهوم “من المهد إلى المهد” قد يكون مكلفًا جدًا للتنفيذ على نطاق واسع، وأنه قد لا يكون قابلاً للتطبيق في جميع الصناعات. بالإضافة إلى ذلك، يجادل البعض بأن برنامج شهادات المنتجات “من المهد إلى المهد” قد يكون معقدًا للغاية ويصعب فهمه.
ومع ذلك، يظل براونغارت مدافعًا قويًا عن الاستدامة ومؤمنًا بإمكانية إحداث تغيير إيجابي من خلال التصميم المبتكر والمسؤول.
الجوائز والتكريمات
حصل مايكل براونغارت على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لعمله في مجال الاستدامة، بما في ذلك:
- جائزة البيئة الألمانية (Deutscher Umweltpreis).
- جائزة “بطل الأرض” من برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP).
- عضوية الأكاديمية الدولية للعلوم (International Academy of Science).
مؤلفاته
ألف مايكل براونغارت العديد من الكتب والمقالات حول الاستدامة والتصميم المستدام، بما في ذلك:
- “من المهد إلى المهد: إعادة صياغة الطريقة التي نصنع بها الأشياء” (Cradle to Cradle: Remaking the Way We Make Things) بالاشتراك مع ويليام ماكدونو.
- “الذكاء من أجل التصميم: إعادة صياغة المنتجات من أجل الازدهار” (The Upcycle: Beyond Sustainability – Designing for Abundance) بالاشتراك مع ويليام ماكدونو.
إرثه وتأثيره
يعد مايكل براونغارت شخصية مؤثرة في مجال الاستدامة، وقد ساهم عمله في تغيير طريقة تفكيرنا في التصميم والإنتاج. لقد ألهم مفهوم “من المهد إلى المهد” الشركات والحكومات والأفراد في جميع أنحاء العالم لتبني ممارسات أكثر استدامة.
من خلال رؤيته المبتكرة والتزامه الثابت بالاستدامة، يواصل مايكل براونغارت إلهام الآخرين لإحداث تغيير إيجابي في العالم.
خاتمة
مايكل براونغارت هو كيميائي ألماني رائد في مجال الاستدامة، اشتهر بتطويره لمفهوم “من المهد إلى المهد”. يدعو براونغارت إلى تصميم المنتجات بحيث يمكن إعادة تدويرها أو إعادة استخدامها بشكل مستمر، مما يخلق حلقة مغلقة تمنع تراكم النفايات وتحافظ على الموارد. لقد ألهم عمله الشركات والحكومات والأفراد في جميع أنحاء العالم لتبني ممارسات أكثر استدامة، ويواصل إلهام الآخرين لإحداث تغيير إيجابي في العالم.