<![CDATA[
تاريخ أبل II
بدأ تطوير أبل II في عام 1976 على يد ستيف وزنياك، أحد مؤسسي شركة أبل. كان وزنياك يحضر اجتماعات نادي Homebrew Computer Club، حيث كان الهواة يتشاركون تصميماتهم الخاصة بالحواسيب. كان وزنياك معجبًا بمعالج MOS Technology 6502 الرخيص نسبيًا، وقرر بناء حاسوب حوله. كان هدفه هو تصميم حاسوب سهل الاستخدام وبسعر معقول يمكن لأي شخص شراؤه واستخدامه.
كان أول حاسوب صنعه وزنياك هو أبل I، والذي كان عبارة عن لوحة دوائر مجردة. أقنع ستيف جوبز، الشريك الآخر المؤسس لشركة أبل، وزنياك بأنهم يجب أن يحاولوا بيع الحاسوب. قام جوبز بترتيب صفقة مع متجر كمبيوتر محلي لبيع أبل I، وتم بيع حوالي 200 وحدة.
بعد نجاح أبل I، بدأ وزنياك في تصميم أبل II. كان أبل II تحسينًا كبيرًا عن أبل I، حيث كان يتميز بلوحة مفاتيح مدمجة، وإمكانات عرض ملونة، وفتحات توسعة داخلية. تم تقديم أبل II لأول مرة في معرض West Coast Computer Faire في أبريل 1977، وسرعان ما حقق نجاحًا كبيرًا.
ميزات أبل II
تمتع أبل II بعدة ميزات جعلته جذابًا للمستخدمين. وشملت هذه الميزات:
- معالج MOS Technology 6502: كان هذا المعالج رخيصًا نسبيًا ولكنه كان يتمتع بقوة كافية لتشغيل مجموعة متنوعة من البرامج.
- ذاكرة الوصول العشوائي (RAM): جاء أبل II مزودًا بـ 4 كيلوبايت من ذاكرة الوصول العشوائي، والتي يمكن توسيعها إلى 48 كيلوبايت.
- عرض ملون: كان أبل II أحد أوائل الحواسيب التي تدعم عرض الألوان.
- فتحات التوسعة: سمحت فتحات التوسعة للمستخدمين بإضافة أجهزة وبرامج جديدة إلى الحاسوب.
- لغة البرمجة بيسك (BASIC): جاء أبل II مزودًا بلغة البرمجة بيسك، مما سمح للمستخدمين بكتابة برامجهم الخاصة.
برامج أبل II
توفر مجموعة واسعة من البرامج لأبل II، بما في ذلك:
- معالجات النصوص: مثل Apple Writer وWordStar.
- جداول البيانات: مثل VisiCalc وAppleWorks.
- قواعد البيانات: مثل dBase II.
- الألعاب: مثل Oregon Trail وPrince of Persia.
- برامج تعليمية: مثل MECC’s Oregon Trail.
كانت VisiCalc، وهي أول برنامج جداول بيانات ناجح تجاريًا، واحدة من أهم أسباب نجاح أبل II. حولت VisiCalc الحاسوب الشخصي من أداة للهواة إلى أداة عمل جادة.
نماذج أبل II المختلفة
تم إصدار عدة نماذج مختلفة من أبل II على مر السنين، بما في ذلك:
- أبل II (1977): النموذج الأصلي.
- أبل II Plus (1979): أضاف دعمًا للغة البرمجة Applesoft BASIC.
- أبل IIe (1983): نموذج محسن يتميز بتصميم جديد ولوحة مفاتيح أفضل.
- أبل IIc (1984): نموذج محمول يتميز بتصميم مدمج.
- أبل IIGS (1986): نموذج متطور يتميز بمعالج 16 بت ورسومات وصوت محسّنين.
- أبل IIe Enhanced (1985): نسخة محدثة من Apple IIe.
- أبل IIc Plus (1988): نسخة محسنة من Apple IIc مع محرك أقراص مرنة مدمج 3.5 بوصة.
تأثير أبل II
كان لأبل II تأثير كبير على صناعة الحوسبة. لقد ساعد في إضفاء الطابع الديمقراطي على الحوسبة من خلال جعلها في متناول المستهلكين العاديين. لقد ساعد أيضًا في إنشاء سوق لبرامج الحاسوب الشخصي. لعب أبل II دورًا حاسمًا في تحويل الحوسبة من هواية إلى صناعة رئيسية.
كان أبل II ناجحًا بشكل خاص في المدارس، حيث تم استخدامه لتعليم الطلاب البرمجة ومهارات الكمبيوتر الأخرى. ساعد في إعداد جيل جديد من المبرمجين وعلماء الكمبيوتر.
على الرغم من توقف إنتاجه منذ فترة طويلة، لا يزال أبل II يتمتع بمتابعة قوية من الهواة وجامعي التحف. يعتبره الكثيرون أحد أهم الحواسيب في التاريخ.
مقارنة بين أبل II و المنافسين
في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، واجه أبل II منافسة من العديد من الحواسيب المنزلية الأخرى، بما في ذلك:
- كومودور PET: كان كومودور PET أحد أوائل الحواسيب المنزلية، وكان يتميز بتصميم بسيط وسعر منخفض.
- تاندي راديو شاك TRS-80: كان تاندي راديو شاك TRS-80 حاسوبًا منزليًا شائعًا آخر، وكان يتميز بمجموعة واسعة من البرامج.
- أتاري 400/800: كانت أتاري 400/800 حواسيب منزلية مصممة للألعاب، وكانت تتميز برسومات وصوت متفوقين.
- آي بي إم بي سي (IBM PC): ظهر آي بي إم بي سي لاحقًا، لكنه سرعان ما أصبح معيارًا صناعيًا، متجاوزًا العديد من الحواسيب المنزلية القديمة.
على الرغم من المنافسة، تمكن أبل II من الحفاظ على مكانته كواحد من أكثر الحواسيب المنزلية شعبية ونجاحًا. كان يتميز بتصميم سهل الاستخدام، ومجموعة واسعة من البرامج، ودعم قوي من شركة أبل.
استخدامات أخرى لأبل II
بالإضافة إلى استخدامه في المنازل والمدارس، تم استخدام أبل II أيضًا في مجموعة متنوعة من التطبيقات الأخرى، بما في ذلك:
- الأعمال: تم استخدام أبل II لتطبيقات الأعمال مثل معالجة النصوص وجداول البيانات وإدارة قواعد البيانات.
- العلوم: تم استخدام أبل II للبحث العلمي وجمع البيانات وتحليلها.
- الهندسة: تم استخدام أبل II للتصميم بمساعدة الحاسوب (CAD) والمحاكاة.
- الطب: تم استخدام أبل II لإدارة سجلات المرضى والمراقبة والتشخيص.
توضح هذه الاستخدامات المتنوعة مرونة أبل II وقدرته على التكيف مع مجموعة واسعة من الاحتياجات.
تأثير أبل II على شركة أبل
كان أبل II هو المنتج الذي جعل شركة أبل شركة ناجحة. لقد وفر الإيرادات والأرباح اللازمة لتمويل تطوير منتجات جديدة، مثل Apple Macintosh. ساعد أيضًا في بناء علامة تجارية قوية لشركة أبل.
بدون أبل II، ربما لم تكن شركة أبل موجودة اليوم. لقد كان حجر الزاوية في نجاح الشركة المبكر ولعب دورًا حاسمًا في تشكيل صناعة الحوسبة.
خاتمة
كان أبل II حاسوبًا رائدًا كان له تأثير عميق على صناعة الحوسبة. لقد ساعد في إضفاء الطابع الديمقراطي على الحوسبة، وإنشاء سوق لبرامج الحاسوب الشخصي، وإعداد جيل جديد من المبرمجين وعلماء الكمبيوتر. على الرغم من توقف إنتاجه منذ فترة طويلة، إلا أن أبل II لا يزال يعتبر أحد أهم الحواسيب في التاريخ.