<![CDATA[
حياته المبكرة وتعليمه
ولد موشيه ليفينغر في القدس عام 1935. درس في مدرسة “حيشون” الدينية الثانوية ثم التحق بميركاز هاراف يشيفا، وهي مؤسسة دينية صهيونية بارزة. خلال فترة وجوده في يشيفا، أصبح ليفينغر منخرطًا بعمق في الأيديولوجية الصهيونية الدينية، التي تؤكد على أهمية أرض إسرائيل للشعب اليهودي.
نشاطه الاستيطاني
بدأ نشاط ليفينغر الاستيطاني بشكل جدي في عام 1967، بعد حرب الأيام الستة واحتلال إسرائيل للضفة الغربية. رأى ليفينغر في الاحتلال فرصة تاريخية لتوسيع الوجود اليهودي في المناطق التي يعتبرها جزءًا لا يتجزأ من أرض إسرائيل. كان يعتقد أن الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية هو ضرورة دينية وأمنية.
قاد ليفينغر المجموعة الأولى من المستوطنين اليهود إلى الخليل في عام 1968. استأجرت المجموعة فندقًا في المدينة، وبعد فترة رفضت المغادرة. أدى ذلك إلى مواجهة مع الحكومة الإسرائيلية، التي كانت مترددة في البداية في دعم الاستيطان اليهودي في الخليل. في نهاية المطاف، سمحت الحكومة للمجموعة بالبقاء، وأنشأت أول مستوطنة يهودية في المدينة.
لم يقتصر نشاط ليفينغر على الخليل. شارك في تأسيس العديد من المستوطنات الأخرى في الضفة الغربية، بما في ذلك كريات أربع وعوفرا. كان يعتبر شخصية مركزية في حركة “غوش إيمونيم”، وهي حركة استيطانية دينية لعبت دورًا رئيسيًا في توسيع الوجود اليهودي في الضفة الغربية خلال السبعينيات والثمانينيات.
آراؤه ومواقفه
كان ليفينغر مدافعًا قويًا عن ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل. كان يعتقد أن الضفة الغربية جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل، وأن للشعب اليهودي الحق في العيش في أي مكان فيها. رفض بشدة أي فكرة عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
كما كان ليفينغر معروفًا بآرائه المتشددة تجاه الفلسطينيين. كان يعتقد أن الفلسطينيين يشكلون تهديدًا أمنيًا لإسرائيل، وأنه يجب التعامل معهم بحزم. دعا في كثير من الأحيان إلى اتخاذ إجراءات قاسية ضد الفلسطينيين الذين يشاركون في أعمال عنف.
أثارت آراء ليفينغر ومواقفه جدلاً واسعاً. أشاد به بعض الإسرائيليين باعتباره بطلاً قومياً يدافع عن أرض إسرائيل، بينما انتقده آخرون باعتباره متطرفاً دينياً يعرقل عملية السلام.
تورطه في أعمال عنف
تورط ليفينغر في عدة حوادث عنف خلال حياته. في عام 1988، أطلق النار على فلسطيني وقتله في الخليل. أدين بتهمة القتل غير العمد وحكم عليه بالسجن لمدة خمسة أشهر.
أثار الحادث غضبًا واسع النطاق، وأدى إلى تجدد الجدل حول نشاط ليفينغر الاستيطاني وآرائه المتطرفة. دافع ليفينغر عن أفعاله، قائلاً إنه كان يتصرف دفاعًا عن النفس.
على الرغم من إدانته، استمر ليفينغر في نشاطه الاستيطاني. ظل شخصية بارزة في حركة الاستيطان الإسرائيلية حتى وفاته في عام 2015.
ردود الفعل على وفاته
أثارت وفاة ليفينغر ردود فعل متباينة. نعاه بعض الإسرائيليين باعتباره بطلاً قومياً، بينما أعرب آخرون عن ارتياحهم لرحيله. أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانًا أشاد فيه بليفينغر لـ”تفانيه في أرض إسرائيل”.
في المقابل، انتقدت العديد من المنظمات الفلسطينية ليفينغر ووصفته بأنه “إرهابي” و”مجرم حرب”. قالت حركة حماس إن وفاة ليفينغر “يجب أن تكون بمثابة تذكير للعالم بجرائم الاحتلال الإسرائيلي”.
إرثه
ترك موشيه ليفينغر إرثًا معقدًا ومثيرًا للجدل. يعتبره البعض بطلاً قومياً ساهم في بناء أرض إسرائيل، بينما يعتبره آخرون متطرفاً دينياً عنيفاً عرقل عملية السلام.
لا شك أن ليفينغر لعب دورًا رئيسيًا في تشكيل الواقع السياسي والاجتماعي في الضفة الغربية. كان شخصية مركزية في حركة الاستيطان الإسرائيلية، التي غيرت بشكل كبير التركيبة السكانية والجغرافية للمنطقة. سواء اعتبر المرء ليفينغر بطلاً أم شريرًا، فمن المستحيل إنكار تأثيره العميق على تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
الانتقادات الموجهة إليه
- العنف والتحريض: اتُهم ليفينغر بالتحريض على العنف ضد الفلسطينيين والتورط في أعمال عنف مباشرة، بما في ذلك إطلاق النار على فلسطيني وقتله.
- الاستيلاء على الأراضي: قاد ليفينغر جهودًا للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات، مما أدى إلى تشريد الفلسطينيين وزيادة التوترات.
- عرقلة السلام: كان ليفينغر معارضًا شرسًا لعملية السلام ودعا إلى ضم الضفة الغربية، مما أدى إلى تقويض الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي للصراع.
- التطرف الديني: تبنى ليفينغر آراء متطرفة حول التفوق اليهودي وحقوق اليهود في أرض إسرائيل، مما أدى إلى تغذية التعصب والكراهية.
المبررات التي قدمها أنصاره
- الحق التاريخي والديني: يرى أنصار ليفينغر أن للشعب اليهودي حقًا تاريخيًا ودينيًا في أرض إسرائيل، بما في ذلك الضفة الغربية.
- الأمن القومي: يزعمون أن المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ضرورية للأمن القومي الإسرائيلي.
- مكافحة الإرهاب: يعتبرون أن ليفينغر كان يدافع عن نفسه وعن شعبه ضد الإرهاب الفلسطيني.
- تعزيز الاستيطان: يرون أن ليفينغر ساهم في تعزيز الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية، مما عزز الوجود اليهودي في المنطقة.
خاتمة
كان موشيه ليفينغر شخصية محورية في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. لعب دورًا رئيسيًا في حركة الاستيطان الإسرائيلية، التي غيرت بشكل كبير الواقع على الأرض في الضفة الغربية. أثارت آراؤه ومواقفه جدلاً واسعاً، ولا يزال إرثه يثير نقاشاً حاداً حتى اليوم. سواء اعتبر المرء ليفينغر بطلاً أم شريرًا، فمن المؤكد أنه ترك بصمة لا تمحى على تاريخ المنطقة.