نشأته وتعليمه
ولد برويز فتاح في مدينة أرومية بإيران. أكمل تعليمه المبكر في مسقط رأسه، ثم التحق بالجامعة وحصل على شهادة في الهندسة المدنية. يُعتقد أنه انضم إلى الحرس الثوري في شبابه، حيث تلقى تدريبًا عسكريًا وسياسيًا مكثفًا.
مسيرته المهنية في الحرس الثوري
لعب فتاح دورًا نشطًا في الحرس الثوري لسنوات عديدة. تولى مناصب قيادية مختلفة، بما في ذلك مسؤوليات في مجال الهندسة والبناء. يُعتقد أنه شارك في مشاريع بنية تحتية كبيرة تابعة للحرس الثوري، مما أكسبه خبرة واسعة في إدارة المشاريع الكبيرة.
رئاسة مؤسسة تعاون الحرس الثوري
قبل توليه رئاسة لجنة الإمام الخميني للإغاثة والمساعدة، شغل فتاح منصب رئيس مؤسسة تعاون الحرس الثوري. تعتبر هذه المؤسسة ذراعًا اقتصاديًا للحرس الثوري، وتشارك في مجموعة واسعة من الأنشطة التجارية والاستثمارية. خلال فترة رئاسته، أشرف فتاح على توسيع أنشطة المؤسسة وتعزيز نفوذها الاقتصادي.
رئاسة لجنة الإمام الخميني للإغاثة والمساعدة
تم تعيين برويز فتاح رئيسًا للجنة الإمام الخميني للإغاثة والمساعدة في عام 2015. تعتبر هذه اللجنة واحدة من أكبر المنظمات الخيرية في إيران، وتهدف إلى تقديم المساعدة للمحتاجين والفقراء. تحت قيادة فتاح، وسعت اللجنة نطاق أنشطتها، وقدمت المساعدات إلى ملايين الإيرانيين المحتاجين.
تشمل أنشطة اللجنة تقديم المساعدات الغذائية، وتوفير الرعاية الصحية، وتقديم الدعم التعليمي، وبناء المساكن، وتوفير فرص العمل. كما تقوم اللجنة بتنفيذ مشاريع تنموية في المناطق الريفية والمحرومة.
انتقادات ومزاعم
تعرض برويز فتاح لانتقادات بسبب دوره في الحرس الثوري وعلاقته بالمؤسسات الاقتصادية التابعة له. اتُهم باستغلال منصبه لتحقيق مكاسب شخصية وتوسيع نفوذ الحرس الثوري في الاقتصاد الإيراني. كما تعرضت لجنة الإمام الخميني للإغاثة والمساعدة لانتقادات بسبب عدم الشفافية في عملياتها المالية.
في عام 2020، أثار فتاح جدلاً كبيرًا عندما كشف عن معلومات حول ممتلكات بعض المسؤولين الإيرانيين الكبار، بمن فيهم المرشد الأعلى علي خامنئي. زعم أن هؤلاء المسؤولين يمتلكون ممتلكات باهظة الثمن بينما يعاني ملايين الإيرانيين من الفقر. أثارت تصريحات فتاح ردود فعل غاضبة من قبل بعض المسؤولين، واعتُبرت محاولة لتقويض سمعة النظام.
موقفه السياسي
يعتبر برويز فتاح شخصية محافظة في السياسة الإيرانية. يؤيد قيم الثورة الإسلامية، ويدعم سياسات المرشد الأعلى علي خامنئي. يُعرف بمواقفه المتشددة تجاه الغرب، ومعارضته لأي تسوية مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
يعتبر فتاح من المقربين إلى التيار المتشدد في السياسة الإيرانية، والذي يضم شخصيات مثل الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. يُعتقد أنه يتمتع بنفوذ كبير داخل الحرس الثوري والمؤسسات التابعة له.
علاقته بالاقتصاد الإيراني
لعب برويز فتاح دورًا مهمًا في الاقتصاد الإيراني من خلال مناصبه في مؤسسة تعاون الحرس الثوري ولجنة الإمام الخميني للإغاثة والمساعدة. تُتهم هاتان المؤسستان بالسيطرة على جزء كبير من الاقتصاد الإيراني، واستغلال نفوذهما لتحقيق مكاسب غير مشروعة.
يقول منتقدون إن فتاح ساهم في تعزيز نفوذ الحرس الثوري في الاقتصاد الإيراني، وتقويض دور القطاع الخاص. كما يتهمونه بالفساد وعدم الشفافية في إدارة الأموال العامة.
مستقبله السياسي
لا يزال مستقبل برويز فتاح السياسي غير واضح. يعتبر شخصية مثيرة للجدل، وله مؤيدون ومعارضون في آن واحد. من الممكن أن يلعب دورًا مهمًا في السياسة الإيرانية في المستقبل، خاصة إذا تمكن التيار المتشدد من تعزيز نفوذه في السلطة.
ومع ذلك، فإن تصريحاته الأخيرة بشأن ممتلكات المسؤولين الكبار قد أضرت بسمعته، وجعلته هدفًا للانتقادات من قبل بعض الفصائل السياسية.
تأثيره على المجتمع الإيراني
بصفته رئيسًا للجنة الإمام الخميني للإغاثة والمساعدة، يتمتع برويز فتاح بتأثير كبير على المجتمع الإيراني. تقوم اللجنة بتقديم المساعدات إلى ملايين الإيرانيين المحتاجين، وتلعب دورًا مهمًا في التخفيف من آثار الفقر والبطالة.
ومع ذلك، فإن أنشطة اللجنة تخضع للرقابة من قبل الحكومة، وتُتهم باستخدام المساعدات كوسيلة للتأثير على الرأي العام وتعزيز أهداف النظام.
جدل تصريحاته حول أملاك المسؤولين
أثارت تصريحات برويز فتاح حول ممتلكات بعض المسؤولين الإيرانيين الكبار جدلاً واسعًا في إيران. اتهمه البعض بمحاولة تقويض سمعة النظام، بينما أشاد به آخرون لشجاعته في كشف الفساد.
أدت هذه التصريحات إلى فتح تحقيق في ممتلكات المسؤولين الذين ذكرهم فتاح، ولكن لم يتم الإعلان عن نتائج التحقيق حتى الآن.
خاتمة
برويز فتاح هو سياسي إيراني محافظ بارز، وعضو سابق في الحرس الثوري. شغل مناصب مهمة في الحكومة والمؤسسات التابعة لها، ويشغل حاليًا منصب رئيس لجنة الإمام الخميني للإغاثة والمساعدة. يعتبر شخصية مثيرة للجدل، وله مؤيدون ومعارضون في آن واحد. يتمتع بتأثير كبير على المجتمع الإيراني، ولكن أنشطته تخضع للرقابة من قبل الحكومة.