<![CDATA[
حياته المبكرة
بدأ سالييري دراسته الموسيقية في سن مبكرة، حيث أظهر موهبة استثنائية. تلقى دروسًا في العزف على الكمان والهاربسكورد، وسرعان ما لفت انتباه النبلاء المحليين الذين دعموا تعليمه. بعد وفاة والديه، انتقل إلى البندقية حيث واصل دراسته الموسيقية تحت إشراف جيوفاني باتيستا بيسيتي.
الانتقال إلى فيينا
في عام 1766، انتقل سالييري إلى فيينا، النمسا، برفقة نبيل من البندقية. هناك، التقى بالإمبراطور جوزيف الثاني، الذي أعجب بموهبته وعينه في منصب مدير الموسيقى الإيطالية في البلاط الإمبراطوري. كان هذا المنصب مرموقًا ومنح سالييري نفوذًا كبيرًا في عالم الموسيقى في فيينا.
مهنة المؤلف الموسيقي
اشتهر سالييري بتأليف الأوبرا، وقدم عددًا كبيرًا من الأعمال الناجحة. من بين أشهر أعماله الأوبرالية:
- “أرميدا” (Armida): عرضت لأول مرة في عام 1771.
- “الأوروبا المعروفة” (Europa riconosciuta): كتبت للاحتفال بافتتاح مسرح لا سكالا في ميلانو عام 1778.
- “تارار” (Tarare): تعتبر من أفضل أعماله وأكثرها طموحًا، وعرضت لأول مرة في باريس عام 1787.
- “أكسور، ملك أورموس” (Axur, re d’Ormus): نسخة إيطالية من “تارار”، حققت نجاحًا كبيرًا في فيينا.
بالإضافة إلى الأوبرا، ألف سالييري أيضًا عددًا من الأعمال السمفونية والكونشيرتو والموسيقى الكنسية.
سالييري والمعلم
كان سالييري معلمًا غزير الإنتاج ومؤثرًا للغاية. من بين طلابه الأكثر شهرة:
- لودفيج فان بيتهوفن
- فرانز شوبرت
- كارل تشيرني
- فرانز ليست
- فرانز زافر فولف
يُظهر هذا العدد الكبير من الطلاب الموهوبين مدى تأثير سالييري كمعلم موسيقي. لقد كان قادرًا على غرس شغف الموسيقى والمعرفة التقنية في طلابه، مما ساهم في تطوير الموسيقى الكلاسيكية في فيينا.
الشائعات حول علاقته بموزارت
أثيرت الكثير من الجدل والشائعات حول علاقة سالييري بفولفغانغ أماديوس موتسارت. ادعت الشائعات أن سالييري كان يشعر بالغيرة من موهبة موتسارت وأنه كان مسؤولاً عن وفاته المبكرة. تم تخليد هذه الشائعات في مسرحية “أمديوس” لبيتر شافير، والتي تم تحويلها لاحقًا إلى فيلم حائز على جوائز.
ومع ذلك، لا يوجد دليل قاطع يدعم هذه الشائعات. في الواقع، تشير الأدلة التاريخية إلى أن سالييري وموتسارت كانا يتمتعان بعلاقة مهنية محترمة. عمل كلاهما في فيينا في نفس الوقت، وكانا يتنافسان على نفس الفرص، لكن لا يوجد دليل على وجود عداء شخصي بينهما. بالإضافة إلى ذلك، قام سالييري بتدريس ابن موتسارت الأكبر، مما يشير إلى علاقة ودية.
على الرغم من عدم وجود دليل على تورط سالييري في وفاة موتسارت، إلا أن الشائعات استمرت في الانتشار وأثرت سلبًا على سمعة سالييري بعد وفاته. غالبًا ما يُنظر إليه على أنه الشرير في قصة موتسارت، على الرغم من موهبته الموسيقية وإنجازاته.
سنواته الأخيرة ووفاته
في سنواته الأخيرة، عانى سالييري من مشاكل صحية وعصبية. تقاعد من منصبه كمدير موسيقي في البلاط الإمبراطوري في عام 1824 وتوفي في العام التالي عن عمر يناهز 74 عامًا. دفن في مقبرة فيينا المركزية.
إرثه الموسيقي
على الرغم من الشائعات التي طاردته، يظل أنطونيو سالييري شخصية مهمة في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية. لقد كان مؤلفًا غزير الإنتاج ومدرسًا مؤثرًا ساهم في تطوير الموسيقى في فيينا. أعماله الأوبرالية تحظى بالتقدير لابتكارها ودراميتها، وتلاميذه أصبحوا من بين أعظم الموسيقيين في التاريخ.
في السنوات الأخيرة، كان هناك اهتمام متزايد بإعادة تقييم موسيقى سالييري. يتم تسجيل وعرض أعماله بشكل متزايد، مما يسمح للجمهور بتقدير موهبته وإسهاماته في الموسيقى الكلاسيكية بشكل كامل.
أعماله البارزة
- الأعمال الأوبرالية: “أرميدا”، “الأوروبا المعروفة”، “تارار”، “أكسور، ملك أورموس”.
- الأعمال السمفونية: عدد من السمفونيات والكونشيرتو.
- الموسيقى الكنسية: قداس، وغيرها من الأعمال الدينية.
خاتمة
كان أنطونيو سالييري مؤلفًا موسيقيًا ومعلمًا إيطاليًا بارزًا في العصر الكلاسيكي. على الرغم من الشائعات التي طاردته بشأن علاقته بموتسارت، إلا أنه يظل شخصية مهمة في تاريخ الموسيقى. لقد كان مؤلفًا غزير الإنتاج ومدرسًا مؤثرًا، وتلاميذه أصبحوا من بين أعظم الموسيقيين في التاريخ. يتم تسجيل وعرض أعماله بشكل متزايد، مما يسمح للجمهور بتقدير موهبته وإسهاماته في الموسيقى الكلاسيكية بشكل كامل.