خلفية الانتخابات
في السنوات التي سبقت انتخابات عام 1836، كانت تشيلي تمر بفترة من الاضطرابات السياسية وعدم الاستقرار الاقتصادي. بعد حرب الاستقلال التشيلية، كافحت البلاد لبناء مؤسسات سياسية قوية وتوحيد الأمة المنقسمة. تميزت السنوات الأولى من الجمهورية التشيلية بصراعات بين الفصائل السياسية المختلفة، ومحاولات انقلاب عسكرية، وفترات متكررة من عدم الاستقرار الحكومي.
وصل خوسيه خواكين برييتو فيال إلى السلطة في عام 1830 بعد انتصاره في الحرب الأهلية التشيلية عام 1829-1830. كان برييتو جنرالاً محافظاً يحظى بدعم قوي من الأرستقراطية التشيلية والكنيسة الكاثوليكية. خلال فترة ولايته الأولى، سعى برييتو إلى استعادة النظام والاستقرار في البلاد من خلال سياسات محافظة قوية. قام بتقييد الحريات المدنية، وقمع المعارضة السياسية، وعزز السلطة المركزية للحكومة.
على الرغم من سياساته الاستبدادية، حقق برييتو أيضًا بعض النجاح في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والنمو. شجع التجارة والاستثمار الأجنبي، وقام بتحديث البنية التحتية للبلاد، وقام بتعزيز الجيش التشيلي. بحلول عام 1836، كان برييتو قد رسخ نفسه كزعيم قوي يحظى بدعم واسع النطاق في أوساط النخب التشيلية.
النظام الانتخابي
لم تكن انتخابات الرئاسة التشيلية عام 1836 انتخابات شعبية مباشرة. بدلاً من ذلك، تم انتخاب الرئيس من قبل هيئة انتخابية مؤلفة من الناخبين الذين تم اختيارهم من قبل المقاطعات المختلفة في تشيلي. كان هذا النظام الانتخابي شائعًا في العديد من دول أمريكا اللاتينية في ذلك الوقت، وكان يهدف إلى ضمان انتخاب الرئيس من قبل نخبة متعلمة ومستنيرة، بدلاً من الحشود غير المتعلمة.
تم اختيار الناخبين من خلال عملية معقدة تضمنت انتخابات أولية في كل مقاطعة. كان يحق فقط لعدد قليل من السكان التصويت في هذه الانتخابات الأولية، وعادة ما يكونون من الذكور البالغين الذين يمتلكون ممتلكات معينة أو يستوفون متطلبات تعليمية معينة. ثم يجتمع الناخبون المنتخبون في هيئة انتخابية لاختيار الرئيس.
كان هذا النظام الانتخابي يميل بشكل كبير لصالح النخب المحافظة التي سيطرت على السياسة التشيلية في ذلك الوقت. كان من الصعب على المرشحين من خلفيات أكثر تواضعًا أو الذين يمثلون مصالح الطبقات الدنيا أن يحصلوا على دعم كافٍ للوصول إلى السلطة.
المرشحون
كان خوسيه خواكين برييتو فيال هو المرشح الأوفر حظًا في انتخابات عام 1836. كان يتمتع بدعم واسع النطاق من الأرستقراطية التشيلية والكنيسة الكاثوليكية والجيش. كان يُنظر إليه على أنه زعيم قوي ومستقر يمكنه الحفاظ على النظام والاستقرار في البلاد.
لم يكن لدى برييتو منافسًا رئيسيًا في الانتخابات. كانت المعارضة منقسمة وضعيفة، وغير قادرة على الاتفاق على مرشح واحد لمواجهة برييتو. ومع ذلك، كان هناك عدد قليل من المرشحين المستقلين الذين ترشحوا للرئاسة، لكن لم يكن لديهم فرصة تذكر للفوز.
نتائج الانتخابات
كما كان متوقعًا على نطاق واسع، فاز خوسيه خواكين برييتو فيال بسهولة في انتخابات عام 1836. حصل على غالبية أصوات الهيئة الانتخابية وأعيد انتخابه لولاية ثانية كرئيس لتشيلي. كانت نتائج الانتخابات بمثابة انتصار كبير لحزب المحافظين وعززت سلطة برييتو في البلاد.
تداعيات الانتخابات
كان لانتخابات عام 1836 تداعيات بعيدة المدى على التاريخ السياسي لتشيلي. عززت إعادة انتخاب برييتو سلطة حزب المحافظين وأرست الأساس لعقد من الاستقرار النسبي والتقدم. خلال فترة ولايته الثانية، واصل برييتو سياساته المحافظة، وقام بتقييد الحريات المدنية وقمع المعارضة السياسية. ومع ذلك، حقق أيضًا بعض النجاح في تعزيز النمو الاقتصادي وتحديث البنية التحتية للبلاد.
كانت فترة ولاية برييتو الثانية بمثابة فترة ذهبية للاقتصاد التشيلي. ازدهرت التجارة، وزاد الاستثمار الأجنبي، وتم تطوير صناعات جديدة. قامت الحكومة ببناء طرق ومدارس ومستشفيات جديدة، وقامت بتحسين البنية التحتية للبلاد بشكل عام.
ومع ذلك، لم يكن الجميع سعداء بسياسات برييتو. اشتكى الليبراليون والراديكاليون من قمعه للحريات المدنية وتركيزه على السلطة. في عام 1851، اندلعت ثورة ضد حكومة برييتو، لكن تم قمعها بسرعة.
ترك برييتو منصبه في عام 1841، وخلفه الجنرال مانويل بولنيس، الذي كان أيضًا من حزب المحافظين. واصلت تشيلي في ظل حكم بولنيس في التمتع بفترة من الاستقرار والتقدم، وأصبحت واحدة من أنجح دول أمريكا اللاتينية.
تأثير الانتخابات على التطور السياسي التشيلي
كان لانتخابات الرئاسة التشيلية عام 1836 تأثير كبير على التطور السياسي للبلاد. عززت إعادة انتخاب خوسيه خواكين برييتو سلطة حزب المحافظين وساعدت في إرساء الأساس لعقد من الاستقرار النسبي والتقدم. ومع ذلك، كشفت الانتخابات أيضًا عن الانقسامات العميقة التي لا تزال قائمة في المجتمع التشيلي بين المحافظين والليبراليين والراديكاليين.
أظهرت الانتخابات أن النخب المحافظة لا تزال تسيطر على السياسة التشيلية وأن النظام الانتخابي يميل بشكل كبير لصالحهم. أدى ذلك إلى الإحباط والغضب بين الليبراليين والراديكاليين، الذين شعروا بأنهم مستبعدون من العملية السياسية.
في السنوات التي تلت انتخابات عام 1836، استمرت التوترات بين المحافظين والليبراليين في التزايد. أدى ذلك في النهاية إلى الحرب الأهلية التشيلية عام 1851، والتي كانت صراعًا دمويًا بين الفصائل السياسية المختلفة في البلاد.
على الرغم من هذه الصراعات، مهدت انتخابات عام 1836 الطريق أيضًا لتطور ديمقراطي أكبر في تشيلي. بحلول نهاية القرن التاسع عشر، توسعت حقوق التصويت، وأصبحت السياسة التشيلية أكثر تنافسية وانفتاحًا.
- ترسيخ المحافظين: عززت الانتخابات هيمنة المحافظين على الساحة السياسية التشيلية، مما أدى إلى فترة من الاستقرار النسبي والنمو الاقتصادي.
- إقصاء المعارضة: كشفت الانتخابات عن ضعف المعارضة الليبرالية والراديكالية، مما أدى إلى تفاقم التوترات السياسية والاجتماعية في البلاد.
- نظام انتخابي غير ديمقراطي: سلطت الانتخابات الضوء على الطبيعة غير الديمقراطية للنظام الانتخابي، الذي كان يميل بشدة لصالح النخب المحافظة.
- التمهيد للديمقراطية: على الرغم من عيوبها، مهدت الانتخابات الطريق لتطور ديمقراطي أكبر في تشيلي في العقود اللاحقة.
خاتمة
كانت انتخابات الرئاسة التشيلية عام 1836 حدثًا هامًا في التاريخ السياسي للبلاد. عززت إعادة انتخاب خوسيه خواكين برييتو فيال سلطة حزب المحافظين وأرست الأساس لعقد من الاستقرار النسبي والتقدم. ومع ذلك، كشفت الانتخابات أيضًا عن الانقسامات العميقة التي لا تزال قائمة في المجتمع التشيلي بين المحافظين والليبراليين والراديكاليين. على الرغم من هذه الصراعات، مهدت انتخابات عام 1836 الطريق أيضًا لتطور ديمقراطي أكبر في تشيلي في العقود اللاحقة.