تاريخ الطائرة
تم تصنيع الممفيس بيل في مصنع شركة بوينغ في سياتل، واشنطن. تم تسليمها إلى القوات الجوية الأمريكية في سبتمبر 1942. بعد سلسلة من التعديلات والتدريبات، تم إرسالها إلى قاعدة باسيك في إنجلترا في أكتوبر 1942، لتنضم إلى الوحدة 91 التابعة لمجموعة القصف 324 من الفرقة الثامنة الجوية.
تم اختيار طاقم الممفيس بيل بعناية فائقة، وكان يقوده الكابتن روبرت ك. مورغان. كان الطاقم يضم مجموعة من الشباب المتحمسين الذين تدربوا بجد للقيام بمهامهم على أكمل وجه. أطلق الطاقم على الطائرة اسم “ممفيس بيل” تيمناً بصديقة مورغان، مارغريت بولينغ، التي كانت تعيش في ممفيس، تينيسي.
الخمس وعشرون مهمة
بدأت الممفيس بيل مهامها القتالية في 7 نوفمبر 1942، وكانت مهمتها الأولى قصف أهداف في مدينة ليل الفرنسية المحتلة. على مدار الأشهر التالية، شاركت الطائرة في سلسلة من المهام الخطيرة فوق أوروبا المحتلة، بما في ذلك غارات على مصانع وورش تصليح الغواصات والقواعد العسكرية ومحطات القطارات.
كانت كل مهمة بمثابة اختبار حقيقي لشجاعة الطاقم ومهاراتهم. تعرضت الطائرة لإطلاق نار كثيف من الدفاعات الجوية الألمانية، وغالباً ما كانت تعود إلى قاعدتها وهي مليئة بالثقوب والأضرار. ومع ذلك، تمكن الطاقم من إبقاء الطائرة في الجو وإكمال مهامهم بنجاح.
شملت بعض المهام الأكثر خطورة التي قامت بها الممفيس بيل:
- غارة على رصيف غواصات في بريست، فرنسا (13 يناير 1943)
- غارة على حوض بناء السفن في فيلهلمسهافن، ألمانيا (27 يناير 1943)
- غارة على مصانع الطائرات في أنجيه، فرنسا (3 أبريل 1943)
- غارة على مصانع الصلب في روين، فرنسا (17 أبريل 1943)
- غارة على مصانع المطاط الصناعي في هولز، ألمانيا (1 مايو 1943)
في 17 مايو 1943، أكملت الممفيس بيل مهمتها الخامسة والعشرين، لتصبح واحدة من أوائل قاذفات القنابل التابعة للقوات الجوية الأمريكية التي تحقق هذا الإنجاز. كان هذا بمثابة انتصار كبير للطاقم وللقوات الجوية الأمريكية بأكملها.
العودة إلى الوطن
بعد إكمال مهمتها الخامسة والعشرين، تم إرسال الممفيس بيل وطاقمها إلى الولايات المتحدة في جولة دعائية لرفع الروح المعنوية وبيع سندات الحرب. استقبلهم الجمهور بحفاوة بالغة، واعتبرهم أبطالاً قوميين. زار الطاقم العديد من المدن في جميع أنحاء البلاد، وألقوا خطابات وأجروا مقابلات صحفية.
تم استخدام الممفيس بيل في الجولة الدعائية كرمز للشجاعة والتصميم الأمريكي. كانت الطائرة بمثابة تذكير حي بالتضحيات التي قدمها الجنود الأمريكيون في الخارج، وألهمت الملايين من الأمريكيين لدعم المجهود الحربي.
الفيلمان السينمائيان
ألهمت قصة الممفيس بيل صناعة فيلمين سينمائيين:
- فيلم وثائقي عام 1944: تم تصوير فيلم وثائقي خلال الحرب العالمية الثانية يوثق مهام طاقم الممفيس بيل، ويعرض المخاطر التي واجهوها والتحديات التي تغلبوا عليها. يعتبر هذا الفيلم وثيقة تاريخية هامة توثق واقع الحرب الجوية.
- فيلم روائي طويل عام 1990: فيلم روائي طويل من إخراج مايكل كاتون-جونز، يصور المهمة الخامسة والعشرين والأخيرة لطاقم قاذفة قنابل من طراز B-17 خلال الحرب العالمية الثانية. الفيلم مستوحى من قصة الممفيس بيل، لكنه يركز على طاقم خيالي وتحدياتهم.
الترميم والحفظ
بعد الحرب، تم إيقاف تشغيل الممفيس بيل وبيعها للخردة. تم شراؤها لاحقًا من قبل مدينة ممفيس في عام 1946، وعرضت في الهواء الطلق لسنوات عديدة. ومع ذلك، تدهورت حالة الطائرة تدريجياً بسبب التعرض للعوامل الجوية.
في عام 2005، بدأت عملية ترميم شاملة للممفيس بيل. تم نقل الطائرة إلى قاعدة رايت-باترسون الجوية في أوهايو، حيث تم تفكيكها وتنظيفها وإعادة بنائها. استغرق الترميم عدة سنوات، وتم استخدام قطع غيار أصلية قدر الإمكان.
في عام 2018، تم عرض الممفيس بيل المرممة حديثًا في المتحف الوطني للقوات الجوية الأمريكية في قاعدة رايت-باترسون الجوية. أصبحت الطائرة الآن جزءًا دائمًا من المعرض، وتجذب آلاف الزوار كل عام.
أهمية تاريخية
تعتبر الممفيس بيل رمزًا مهمًا للحرب العالمية الثانية. إنها تمثل شجاعة وتضحية طياري ومشغلي قاذفات القنابل الذين قاتلوا من أجل الحرية في أوروبا. كما أنها ترمز إلى قوة الإرادة الأمريكية والتصميم على تحقيق النصر.
تعتبر قصة الممفيس بيل بمثابة تذكير دائم بأهوال الحرب وأهمية السلام. إنها تلهمنا لتقدير التضحيات التي قدمها أولئك الذين خدموا في الجيش، والعمل من أجل عالم أفضل وأكثر سلامًا.
خاتمة
تظل الممفيس بيل قصة ملهمة عن الشجاعة والإصرار خلال الحرب العالمية الثانية. من مهامها الخطيرة فوق أوروبا إلى عودتها المظفرة إلى الوطن، تجسد الطائرة روح التضحية التي قدمها طاقمها والعديد من الآخرين. ترميمها وعرضها في المتحف الوطني للقوات الجوية الأمريكية يضمن بقاء قصتها حية للأجيال القادمة، كتذكير بأهوال الحرب وأهمية السلام.