خلفية عن حزب الائتمان الاجتماعي الكندي
تأسس حزب الائتمان الاجتماعي في كندا في ثلاثينيات القرن الماضي، واستمد أيديولوجيته من نظريات الائتمان الاجتماعي التي طرحها كليفورد هيو دوغلاس. دعت هذه النظريات إلى إصلاح النظام المالي لضمان توزيع أكثر عدالة للثروة والسلطة. اكتسب الحزب شعبية كبيرة في غرب كندا، خاصة في مقاطعات ألبرتا وساسكاتشوان وكولومبيا البريطانية. على المستوى الفيدرالي، حقق الحزب نجاحاً ملحوظاً في ستينيات القرن الماضي، بقيادة روبرت طومسون، حيث فاز بعدة مقاعد في البرلمان وأصبح قوة مؤثرة في السياسة الكندية.
ومع ذلك، بدأت شعبية الحزب في التراجع في السبعينيات، ويعزى ذلك إلى عدة عوامل، بما في ذلك التغيرات الديموغرافية والاجتماعية، وظهور أحزاب سياسية جديدة، وصعوبة الحفاظ على قاعدة دعم موحدة في جميع أنحاء البلاد. بالإضافة إلى ذلك، عانى الحزب من صراعات داخلية وانقسامات أيديولوجية أضعفت قدرته على المنافسة بفعالية في الانتخابات الفيدرالية.
أداء الحزب في الانتخابات الفيدرالية لعام 1979
في انتخابات عام 1979، رشح حزب الائتمان الاجتماعي مرشحين في معظم الدوائر الانتخابية في جميع أنحاء كندا. ومع ذلك، كانت النتائج مخيبة للآمال إلى حد كبير، حيث فاز الحزب بستة مقاعد فقط، جميعها في مقاطعة كيبيك. يمثل هذا انخفاضاً كبيراً عن الأداء السابق للحزب في الانتخابات الفيدرالية. يعكس هذا التراجع استمرار تآكل قاعدة الدعم الوطنية للحزب، وتزايد صعوبة المنافسة مع الأحزاب السياسية الرئيسية الأخرى.
في كيبيك، تمكن الحزب من الحفاظ على بعض الدعم بفضل شخصية رئيسه، فابيان رويل، الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة في المقاطعة. ومع ذلك، حتى في كيبيك، كان أداء الحزب أقل من المتوقع، حيث خسر العديد من المقاعد التي كان يشغلها سابقاً.
أسباب ضعف أداء الحزب
هناك عدة أسباب محتملة لضعف أداء حزب الائتمان الاجتماعي في انتخابات عام 1979:
- تراجع الأيديولوجية: فقدت أيديولوجية الائتمان الاجتماعي جاذبيتها مع مرور الوقت، حيث أصبحت أقل ملاءمة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه كندا في السبعينيات.
- ظهور أحزاب جديدة: أدى ظهور أحزاب سياسية جديدة، مثل الحزب التقدمي المحافظ بزعامة جو كلارك، إلى تقسيم الأصوات وتقليل الدعم لحزب الائتمان الاجتماعي.
- صراعات داخلية: عانى الحزب من صراعات داخلية وانقسامات أيديولوجية أضعفت قدرته على تقديم رسالة موحدة وفعالة للناخبين.
- تغيرات ديموغرافية: أدت التغيرات الديموغرافية في كندا، مثل زيادة عدد السكان الحضريين وتراجع عدد السكان الريفيين، إلى تقليل قاعدة الدعم التقليدية للحزب.
المرشحون البارزون
على الرغم من النتائج المخيبة للآمال، كان هناك عدد قليل من المرشحين البارزين الذين ترشحوا عن حزب الائتمان الاجتماعي في انتخابات عام 1979:
- فابيان رويل: زعيم الحزب، الذي فاز بمقعد في كيبيك.
- جيل رويل: شقيق فابيان رويل، الذي فاز أيضاً بمقعد في كيبيك.
- أندريه فورتر: مرشح آخر فاز بمقعد في كيبيك.
هؤلاء المرشحون تمكنوا من الحفاظ على بعض الدعم للحزب في كيبيك، لكنهم لم يتمكنوا من وقف التراجع العام في شعبية الحزب على المستوى الوطني.
نتائج الانتخابات وتأثيرها
فاز الحزب التقدمي المحافظ بزعامة جو كلارك في انتخابات عام 1979، وشكل حكومة أقلية. ومع ذلك، لم تدم حكومة كلارك طويلاً، حيث خسرت تصويتًا على الثقة بعد بضعة أشهر فقط. أدت هذه الهزيمة إلى انتخابات مبكرة في عام 1980، والتي فاز بها الحزب الليبرالي بزعامة بيير إليوت ترودو.
كانت نتائج انتخابات عام 1979 بمثابة ضربة قاصمة لحزب الائتمان الاجتماعي. على الرغم من أنه تمكن من الفوز بستة مقاعد، إلا أن هذا كان أقل بكثير من الأداء السابق للحزب، وأكد تراجع شعبيته على المستوى الوطني. بعد انتخابات عام 1979، استمر الحزب في التدهور، ولم يتمكن من استعادة مكانته كقوة سياسية مؤثرة في كندا. في نهاية المطاف، تم حل الحزب في عام 1993.
ميراث حزب الائتمان الاجتماعي
على الرغم من زواله، ترك حزب الائتمان الاجتماعي إرثاً هاماً في السياسة الكندية. لعب الحزب دوراً رئيسياً في تشكيل السياسة في غرب كندا، وساهم في تطوير العديد من السياسات والبرامج التي لا تزال قائمة حتى اليوم. بالإضافة إلى ذلك، ساهم الحزب في تعزيز التعددية السياسية في كندا، وساعد في تمثيل مصالح مجموعات مختلفة من السكان.
يعتبر حزب الائتمان الاجتماعي مثالاً على كيف يمكن لحزب سياسي أن يرتفع ويسقط بناءً على التغيرات في الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. يظل تاريخ الحزب دراسة حالة قيمة للطلاب والباحثين المهتمين بالسياسة الكندية.
خاتمة
كان أداء حزب الائتمان الاجتماعي الكندي في الانتخابات الفيدرالية لعام 1979 مخيبًا للآمال، حيث فاز بستة مقاعد فقط، وجميعها في كيبيك. يعكس هذا التراجع المستمر في شعبية الحزب على المستوى الوطني، والذي يعزى إلى عدة عوامل، بما في ذلك تراجع الأيديولوجية، وظهور أحزاب جديدة، والصراعات الداخلية، والتغيرات الديموغرافية. على الرغم من زواله، ترك حزب الائتمان الاجتماعي إرثاً هاماً في السياسة الكندية، ولا يزال تاريخه ذا أهمية للطلاب والباحثين المهتمين بالسياسة الكندية.