نشأتها وتعليمها
ولدت ساندرا فيلدمان في بروكلين، نيويورك، ونشأت في عائلة تقدّر التعليم. تخرجت من كلية بروكلين بدرجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية، وحصلت لاحقًا على درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي من جامعة كولومبيا. بعد الانتهاء من دراستها، بدأت فيلدمان مسيرتها المهنية كمعلمة في المدارس العامة في مدينة نيويورك، حيث شهدت بشكل مباشر التحديات التي يواجهها المعلمون والطلاب على حد سواء.
بداية المسيرة المهنية في مجال العمل النقابي
لم تمكث ساندرا فيلدمان طويلاً في التدريس قبل أن تنخرط في العمل النقابي. في عام 1966، انضمت إلى اتحاد المعلمين المتحدين (UFT)، وهو نقابة قوية تمثل المعلمين في مدينة نيويورك. سرعان ما صعدت في الرتب، وأظهرت مهارات قيادية استثنائية وقدرة على تنظيم وتعبئة المعلمين. في عام 1986، تم انتخابها رئيسة لاتحاد المعلمين المتحدين، وهو المنصب الذي شغلته حتى عام 1997.
قيادة اتحاد المعلمين المتحدين (UFT)
خلال فترة ولايتها كرئيسة لاتحاد المعلمين المتحدين، لعبت ساندرا فيلدمان دورًا حاسمًا في تحسين ظروف العمل للمعلمين وتعزيز جودة التعليم في مدينة نيويورك. قادت العديد من المفاوضات الناجحة مع المدينة، مما أدى إلى زيادة الرواتب وتحسين المزايا وتوفير المزيد من الموارد للمدارس. كما كانت مدافعة قوية عن إصلاح التعليم، وعملت على تنفيذ برامج جديدة لتحسين أداء الطلاب ودعم المعلمين.
من بين أبرز إنجازات فيلدمان كرئيسة لاتحاد المعلمين المتحدين:
- زيادة رواتب المعلمين: تفاوضت فيلدمان على العديد من العقود التي أدت إلى زيادات كبيرة في رواتب المعلمين، مما ساعد على جذب أفضل الكفاءات والاحتفاظ بها.
- تحسين ظروف العمل: عملت فيلدمان على تحسين ظروف العمل للمعلمين، بما في ذلك تقليل أحجام الفصول الدراسية وتوفير المزيد من وقت الإعداد.
- تعزيز التطوير المهني: أطلقت فيلدمان برامج جديدة للتطوير المهني للمعلمين، مما ساعدهم على تحسين مهاراتهم ومعرفتهم.
- الدفاع عن التعليم العام: كانت فيلدمان مدافعة قوية عن التعليم العام، وعملت على حماية المدارس العامة من التخفيضات في الميزانية.
رئاسة الاتحاد الأمريكي للمعلمين (AFT)
في عام 1997، تم انتخاب ساندرا فيلدمان رئيسة للاتحاد الأمريكي للمعلمين (AFT)، وهو أكبر نقابة للمعلمين في الولايات المتحدة. بصفتها رئيسة الاتحاد الأمريكي للمعلمين، واصلت فيلدمان الدفاع عن حقوق المعلمين وتعزيز جودة التعليم على المستوى الوطني. عملت على تعزيز التعاون بين المعلمين وأولياء الأمور والمجتمعات المحلية لتحسين المدارس وضمان حصول جميع الطلاب على تعليم جيد.
تحت قيادة فيلدمان، ركز الاتحاد الأمريكي للمعلمين على:
- تحسين جودة المعلمين: عمل الاتحاد على تحسين إعداد المعلمين وتطويرهم المهني، بالإضافة إلى توفير الدعم والموارد التي يحتاجونها للنجاح.
- تقليل أحجام الفصول الدراسية: ضغط الاتحاد من أجل تقليل أحجام الفصول الدراسية، مما يسمح للمعلمين بإيلاء المزيد من الاهتمام الفردي لكل طالب.
- زيادة التمويل للتعليم العام: دافع الاتحاد عن زيادة التمويل للتعليم العام، مما يضمن حصول المدارس على الموارد التي تحتاجها لتوفير تعليم جيد لجميع الطلاب.
- تعزيز مشاركة أولياء الأمور: شجع الاتحاد على مشاركة أولياء الأمور في مدارس أطفالهم، مع الاعتراف بأن أولياء الأمور يلعبون دورًا حاسمًا في نجاح الطلاب.
مواقفها وآراؤها
كانت ساندرا فيلدمان شخصية مثيرة للجدل في بعض الأحيان، بسبب مواقفها القوية وآرائها الصريحة بشأن قضايا التعليم والعمل. كانت مؤيدة قوية للنقابات العمالية، معتقدة أن النقابات تلعب دورًا حاسمًا في حماية حقوق العمال وتحسين ظروف العمل. كما كانت مدافعة قوية عن التعليم العام، وعارضت بشدة الخصخصة والمدارس المستقلة.
كانت فيلدمان أيضًا من المؤيدين المتحمسين لإصلاح التعليم، لكنها اعتقدت أن الإصلاح يجب أن يقوده المعلمون، وليس السياسيون أو البيروقراطيون. دعت إلى إعطاء المعلمين المزيد من الاستقلالية في الفصول الدراسية، وتوفير المزيد من الدعم والموارد لهم، وإشراكهم في عملية صنع القرار.
مكافآت وتقدير
حصلت ساندرا فيلدمان على العديد من الجوائز والأوسمة طوال حياتها المهنية، تقديرًا لجهودها في مجال التعليم والدفاع عن حقوق العمال. من بين أبرز هذه الجوائز:
- جائزة ماري ماكلويد بيثون للتعليم: منحتها الرابطة الوطنية للتعليم.
- جائزة إليانور روزفلت لحقوق الإنسان: تقديرًا لعملها في مجال حقوق الإنسان.
- الدكتوراه الفخرية من جامعة مدينة نيويورك: تكريمًا لإنجازاتها في مجال التعليم.
وفاتها وإرثها
توفيت ساندرا فيلدمان في 18 سبتمبر 2005، عن عمر يناهز 65 عامًا، بعد صراع طويل مع سرطان الثدي. تركت وراءها إرثًا دائمًا كمدافعة قوية عن التعليم العام وحقوق المعلمين. كانت شخصية مؤثرة في السياسة التعليمية، ولعبت دورًا حاسمًا في تحسين ظروف العمل للمعلمين وتعزيز جودة التعليم في الولايات المتحدة.
لا تزال ساندرا فيلدمان تُذكر باعتزاز من قبل زملائها وأصدقائها وطلابها. كانت ملهمة للعديد من المعلمين والناشطين، وستظل دائمًا رمزًا للتفاني والالتزام بالتعليم والعدالة الاجتماعية.
خاتمة
كانت ساندرا فيلدمان شخصية بارزة في مجال التعليم والعمل النقابي في الولايات المتحدة. من خلال قيادتها لاتحاد المعلمين المتحدين والاتحاد الأمريكي للمعلمين، أحدثت فرقًا حقيقيًا في حياة المعلمين والطلاب. كانت مدافعة قوية عن التعليم العام وحقوق العمال، وسوف يُذكر إرثها لسنوات قادمة. كانت ساندرا فيلدمان مثالًا للمرأة القيادية التي كرست حياتها لتحسين المجتمع وخدمة الآخرين.