نشأته و شبابه
نشأ جوزيف في كنف والديه في إسبانيا وفرنسا، وتلقى تعليمًا كلاسيكيًا في الفنون والعلوم. بعد وفاة والده في عام 1803، خلفه جوزيف كملك لإتروريا، ولكن بسبب صغر سنه، حكمت والدته ماريا لويزا كوصية عليه. في عام 1807، قامت الإمبراطورية الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت بضم مملكة إتروريا، وأُجبر جوزيف وعائلته على الفرار إلى المنفى. أمضى جوزيف سنوات مراهقته في المنفى، وعاش في أماكن مختلفة في أوروبا، بما في ذلك إسبانيا والنمسا.
عودته إلى السلطة
بعد سقوط نابليون في عام 1814، تم استعادة دوقية بارما وبياتشنزا، وعُيّن جوزيف دوقًا لها في عام 1847 بعد وفاة زوجة نابليون، ماري لويز. لم يتمكن جوزيف من الوصول إلى السلطة الفعلية في بارما حتى عام 1849، بعد انتفاضة في بارما. في عهده القصير نسبيًا، حاول جوزيف تحديث الدوقية وتنفيذ بعض الإصلاحات الليبرالية. ومع ذلك، واجه معارضة من المحافظين، وتعرضت حكمه للتهديد المستمر من قبل القوى السياسية الخارجية.
زواجه و عائلته
تزوج جوزيف من الأميرة ماريا تيريزا من سافوي في 15 أغسطس 1820، في لوكا. أنجب الزوجان عدة أطفال. كان لزواجه أهمية سياسية، حيث عزز العلاقات بين أسرة بوربون-بارما وبيت سافوي.
- إيزابيلا (1822-1898)، تزوجت من إنفانتي إنريكي، دوق سيڤييا.
- لويجي الثالث، دوق بارما (1824-1883)، تزوج من الأميرة صوفي من بافاريا.
- أليسيا (1826-1897)، تزوجت من فرديناند الثاني، الدوق الأكبر لتوسكانا.
- فيرديناندو (1828-1870)، تزوج من لويزا ماريا من فرنسا.
كان جوزيف يعتبر أبًا لأسرته، وكان مقربًا جدًا من أطفاله. لعب دورًا مهمًا في تنشئتهم وتعليمهم، وحاول دائمًا توفير أفضل الفرص لهم.
إصلاحاته و سياساته
خلال فترة حكمه القصيرة، حاول جوزيف تنفيذ عدد من الإصلاحات بهدف تحديث دوقية بارما. ركزت جهوده على عدة مجالات رئيسية:
- الإصلاحات القانونية: سعى جوزيف إلى تحديث القوانين المدنية والجنائية في الدوقية. أدرك الحاجة إلى نظام قانوني واضح وفعال لضمان العدالة والمساواة.
- الإصلاحات الاقتصادية: حاول جوزيف تحسين الوضع الاقتصادي في بارما من خلال تشجيع التجارة والاستثمار. دعم بناء البنية التحتية وتحسين الطرق لتعزيز التنمية الاقتصادية.
- الإصلاحات التعليمية: آمن جوزيف بأهمية التعليم، وعمل على تحسين النظام التعليمي في الدوقية. شجع على تأسيس المدارس وتوفير فرص التعليم لجميع المواطنين.
على الرغم من جهوده، واجه جوزيف معارضة شديدة من المحافظين الذين عارضوا التغيير. كما تعرض حكمه لتهديدات خارجية، مما حد من قدرته على تنفيذ إصلاحاته بشكل كامل.
سقوطه و وفاته
شهد عهد جوزيف اضطرابات سياسية كبيرة في جميع أنحاء أوروبا. في عام 1859، اندلعت الحرب النمساوية الساردينية، والتي أدت إلى فقدان جوزيف لسلطته في بارما. انتفض سكان بارما وأعلنوا ضم الدوقية إلى مملكة سردينيا. اضطر جوزيف إلى الفرار إلى المنفى مرة أخرى. توفي جوزيف في فيلافرانكا فيرونيزي في عام 1869، وهو في المنفى.
إرثه
ترك جوزيف إرثًا معقدًا. على الرغم من فترة حكمه القصيرة نسبيًا، إلا أنه حاول إدخال إصلاحات مهمة في دوقية بارما. يُذكر جوزيف كحاكم حاول تحديث دولته، ولكنه واجه صعوبات كبيرة بسبب الظروف السياسية المعقدة في عصره.
خاتمة
كان جوزيف، دوق بارما، شخصية مهمة في تاريخ إيطاليا. على الرغم من فترة حكمه القصيرة والمضطربة، إلا أنه ترك بصمة في تاريخ دوقية بارما من خلال محاولاته لتحديثها وإصلاحها. يعتبر جوزيف مثالاً على الحاكم الذي سعى لتحسين أحوال شعبه، ولكنه واجه تحديات كبيرة حالت دون تحقيق أهدافه بشكل كامل. يمثل جوزيف شخصية مثيرة للاهتمام في سياق التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها أوروبا في القرن التاسع عشر.