التأسيس والأهداف
تأسست مجتمعات الطوارئ في سبتمبر 2005، بعد وقت قصير من إعصار كاترينا الذي دمر أجزاء كبيرة من ساحل الخليج الأمريكي. رأى المؤسسون، وهم في الغالب من الشباب، الحاجة الملحة إلى توفير الإغاثة الفورية للمجتمعات المتضررة. كان هدفهم الأساسي هو تقديم الدعم اللوجستي، والغذاء، والمأوى، والمساعدة الطبية، وغيرها من الضروريات الأساسية للمتضررين.
تميزت المنظمة منذ البداية بروح التطوع والعمل المباشر. اعتمدت على شبكة واسعة من المتطوعين من جميع أنحاء البلاد، الذين تدفقوا إلى المناطق المتضررة لتقديم المساعدة. لم تكن مجتمعات الطوارئ تابعة لأي منظمة حكومية أو غير حكومية أخرى، مما منحها مرونة وقدرة على الاستجابة السريعة للاحتياجات المتغيرة على الأرض.
الأنشطة والمشاريع
نفذت مجتمعات الطوارئ مجموعة واسعة من الأنشطة والمشاريع في أعقاب الكوارث الطبيعية المختلفة. وشملت هذه الأنشطة:
- توفير الغذاء والمياه النظيفة: قامت المنظمة بتوزيع آلاف الوجبات والمياه المعبأة على المتضررين من الكوارث. كما أنشأت مطابخ مؤقتة لإعداد الطعام في المناطق المتضررة.
- توفير المأوى: قامت مجتمعات الطوارئ بتوفير الخيام والمواد الأخرى اللازمة لإيواء المتضررين الذين فقدوا منازلهم. كما ساعدت في بناء مساكن مؤقتة.
- تقديم المساعدة الطبية: قامت المنظمة بتوفير الرعاية الطبية الطارئة للمتضررين. كما قامت بتوزيع الأدوية والمستلزمات الطبية.
- إزالة الأنقاض: ساعدت مجتمعات الطوارئ في إزالة الأنقاض من المنازل والشوارع المتضررة.
- تقديم الدعم النفسي: قامت المنظمة بتقديم الدعم النفسي للمتضررين الذين عانوا من صدمات نفسية نتيجة الكوارث.
شاركت مجتمعات الطوارئ في جهود الإغاثة في أعقاب العديد من الكوارث الطبيعية الكبرى، بما في ذلك:
- إعصار كاترينا (2005): كانت استجابة مجتمعات الطوارئ لإعصار كاترينا هي الأكبر والأكثر تأثيرًا. قدمت المنظمة الغذاء والمأوى والمساعدة الطبية لآلاف المتضررين في نيو أورلينز والمدن الأخرى المتضررة.
- إعصار ريتا (2005): بعد إعصار ريتا الذي ضرب تكساس ولويزيانا بعد أسابيع قليلة من كاترينا، قدمت مجتمعات الطوارئ الدعم للمتضررين هناك أيضًا.
- زلزال هايتي (2010): استجابت مجتمعات الطوارئ لزلزال هايتي المدمر من خلال إرسال فرق طبية وتوفير الغذاء والمأوى للمتضررين.
- إعصار ساندي (2012): قدمت المنظمة الدعم للمتضررين من إعصار ساندي في نيويورك ونيوجيرسي.
الهيكل التنظيمي
كانت مجتمعات الطوارئ منظمة لا مركزية تعتمد على شبكة واسعة من المتطوعين والمنظمين المحليين. لم يكن لديها هيكل هرمي تقليدي، بل كانت تعتمد على فرق صغيرة تعمل بشكل مستقل في المناطق المتضررة. كان يتم تنسيق جهود هذه الفرق من قبل مجموعة صغيرة من الموظفين المتفرغين.
تميزت المنظمة بالمرونة والقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة. كانت قادرة على الاستجابة بسرعة للكوارث الطبيعية المختلفة لأنها لم تكن مقيدة بالبيروقراطية أو الإجراءات الرسمية.
التمويل
اعتمدت مجتمعات الطوارئ بشكل كامل على التبرعات من الأفراد والمنظمات. لم تتلق أي تمويل حكومي. كانت المنظمة حريصة على الشفافية في استخدام الأموال المتبرع بها، ونشرت تقارير مالية منتظمة على موقعها على الإنترنت.
التقييم والانتقادات
تلقت مجتمعات الطوارئ الثناء على استجابتها السريعة والفعالة للكوارث الطبيعية. أشاد بها الكثيرون لتقديمها المساعدة للمتضررين الذين تم تجاهلهم من قبل المنظمات الأخرى.
ومع ذلك، واجهت المنظمة أيضًا بعض الانتقادات. اتهمها البعض بأنها غير منظمة وغير مسؤولة. كما اتهمها البعض الآخر بأنها تستغل الكوارث الطبيعية لجمع التبرعات.
على الرغم من هذه الانتقادات، يُنظر إلى مجتمعات الطوارئ على نطاق واسع على أنها منظمة فعالة قدمت مساعدة قيمة للمتضررين من الكوارث الطبيعية.
النهاية
انتهت عمليات مجتمعات الطوارئ في عام 2013. على الرغم من قصر عمرها، تركت مجتمعات الطوارئ بصمة واضحة في مجال الإغاثة في حالات الكوارث. أظهرت المنظمة قوة العمل التطوعي والعمل المباشر في الاستجابة للاحتياجات الملحة للمجتمعات المتضررة. كما سلطت الضوء على أوجه القصور في الاستجابة الحكومية للكوارث الطبيعية، وألهمت العديد من الأشخاص للمشاركة في العمل التطوعي.
لقد كانت تجربة مجتمعات الطوارئ بمثابة درس قيم في كيفية الاستجابة الفعالة للكوارث الطبيعية. لقد أظهرت أن مجموعة صغيرة من الأشخاص المتفانين يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في حياة المتضررين.
خاتمة
كانت مجتمعات الطوارئ منظمة تطوعية لعبت دورًا هامًا في تقديم الإغاثة للمتضررين من الكوارث الطبيعية. على الرغم من أنها لم تعد موجودة، إلا أن إرثها لا يزال يلهم العمل التطوعي والتفاني في خدمة الآخرين.