نشأته وحياته المبكرة
ولد دانيال سومر في مقاطعة موري في ولاية تينيسي في 20 سبتمبر 1850. نشأ في بيئة متدينة وكان والده واعظًا. تلقى تعليمه في المدارس المحلية وأظهر اهتمامًا مبكرًا بالدين واللاهوت. في شبابه، تأثر سومر بشدة بتعاليم حركة الاستعادة، وهي حركة دينية أمريكية نشأت في أوائل القرن التاسع عشر، تهدف إلى إعادة المسيحية إلى نقائها الأصلي كما ورد في الكتاب المقدس.
في عام 1872، تزوج سومر من مارثا “مات” يونغ، ورزقا معًا بعشرة أطفال. عمل سومر في الزراعة والتدريس قبل أن يصبح واعظًا متفرغًا في عام 1880. عمل في البداية في ولايتي تينيسي وكنتاكي، وسرعان ما اكتسب سمعة طيبة كواعظ قوي ومؤثر.
دوره في حركة الاستعادة
كانت حركة الاستعادة تسعى إلى توحيد جميع المسيحيين على أساس الكتاب المقدس وحده، ونبذ الطوائف والتقاليد البشرية. دعت الحركة إلى العودة إلى ممارسات الكنيسة المسيحية المبكرة، مع التركيز على المعمودية بالتغطيس الكامل والتناول الأسبوعي. كان دانيال سومر ملتزمًا بشدة بهذه المبادئ وسعى إلى تطبيقها في جميع جوانب حياته وتعليماته.
ومع ذلك، في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، بدأت بعض الكنائس داخل حركة الاستعادة في تبني ممارسات وتفسيرات جديدة للكتاب المقدس، مثل استخدام الآلات الموسيقية في العبادة ودعم جمعيات الإرساليات. رأى سومر هذه التغييرات على أنها انحرافات خطيرة عن المبادئ الأصلية للحركة، وبدأ في معارضتها بشدة.
معارضته للتحديث
أصبح دانيال سومر الصوت الرئيسي للمحافظين داخل حركة الاستعادة. جادل بأن استخدام الآلات الموسيقية في العبادة غير كتابي ويؤدي إلى ترفيه العبادة بدلاً من التركيز على الله. كما اعترض على جمعيات الإرساليات، معتقدًا أنها تقلل من سلطة الكنائس المحلية وتؤدي إلى البيروقراطية.
كتب سومر العديد من المقالات والكتيبات التي تدافع عن وجهات نظره، وشارك في مناظرات عديدة مع قادة آخرين في حركة الاستعادة. كان خطيبًا مفوهًا وكاتبًا مقنعًا، وسرعان ما جمع عددًا كبيرًا من المؤيدين الذين شاركوه قلقه بشأن اتجاه الحركة. من بين أعماله البارزة كتابه “الأصوات العتيقة” (Old Voices)، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات التي تدافع عن المبادئ التقليدية لحركة الاستعادة.
الانفصال في حركة الاستعادة
أدت الخلافات بين المحافظين والليبراليين داخل حركة الاستعادة في النهاية إلى انفصال دائم. في عام 1906، تم إجراء إحصاء رسمي للكنائس المسيحية في الولايات المتحدة، وتم تقسيم حركة الاستعادة رسميًا إلى مجموعتين رئيسيتين: الكنائس المسيحية (Christian Churches) وكنائس المسيح (Churches of Christ). تميل الكنائس المسيحية إلى أن تكون أكثر ليبرالية، بينما حافظت كنائس المسيح على موقف أكثر تحفظًا.
لعب دانيال سومر دورًا حاسمًا في تشكيل كنائس المسيح. سافر على نطاق واسع، وألقى الخطب وكتب المقالات التي تدعو إلى الانفصال عن الكنائس المسيحية. لقد شجع الكنائس التي تشاركه وجهات نظره على الانسحاب من التعاون مع الكنائس المسيحية وتشكيل زمالة منفصلة.
لم يكن سومر سعيدًا بالانفصال، لكنه اعتبره ضروريًا للحفاظ على سلامة الكتاب المقدس. كان يعتقد أن الكنائس المسيحية قد تخلت عن الحقائق الأساسية للكتاب المقدس وأن كنائس المسيح كانت الملجأ الوحيد لأولئك الذين أرادوا التمسك بالتعليم الأصيل للمسيح.
تأثيره وإرثه
ترك دانيال سومر إرثًا دائمًا في كنائس المسيح. يُذكر لكونه مدافعًا قويًا عن المبادئ التقليدية ومقاومًا للتحديث. ساعدت كتاباته وخطاباته في تشكيل هوية كنائس المسيح والتأكيد على التزامها بالكتاب المقدس.
ومع ذلك، فإن إرث سومر مثير للجدل بعض الشيء. يرى البعض أنه بطل للإيمان دافع عن الحقائق الكتابية في وجه التسوية. يرى البعض الآخر أنه شخصية مثيرة للانقسام ساهمت في الانقسام غير الضروري داخل حركة الاستعادة. بغض النظر عن كيفية الحكم عليه، لا يمكن إنكار تأثير دانيال سومر على تاريخ المسيحية الأمريكية.
توفي دانيال سومر في 15 يناير 1940، عن عمر يناهز 89 عامًا. حتى يومنا هذا، لا تزال كنائس المسيح محافظة عمومًا في معتقداتها وممارساتها، ويعود الفضل في ذلك جزئيًا إلى تأثير دانيال سومر.
معتقداته اللاهوتية
كان دانيال سومر مؤمنًا راسخًا بالكتاب المقدس باعتباره السلطة الوحيدة للمعتقد والممارسة. لقد آمن بالإله الواحد الأزلي، وبألوهية يسوع المسيح، وبأهمية الروح القدس. كما آمن بضرورة التوبة والإيمان بالمسيح للخلاص.
كان سومر معارضًا قويًا للكالفينية، التي تؤكد على السيادة المطلقة لله في الخلاص. لقد آمن بأن الله قد عرض الخلاص على جميع الناس وأن الأفراد أحرار في قبوله أو رفضه. كما آمن بأهمية المعمودية بالتغطيس الكامل لأجل مغفرة الخطايا.
كان سومر أيضًا معارضًا قويًا لللاهوت الليبرالي، الذي يسعى إلى تفسير الكتاب المقدس في ضوء المعرفة والعقل الحديثين. لقد آمن بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله الموحى بها وأن تعاليمه يجب أن تُفهم حرفيًا قدر الإمكان.
كتاباته
كتب دانيال سومر العديد من المقالات والكتيبات والكتب طوال حياته. كانت كتاباته تدافع بشكل عام عن المبادئ التقليدية لحركة الاستعادة وتعرض التحديث. من بين أعماله البارزة:
- Old Voices: مجموعة من المقالات التي تدافع عن المبادئ التقليدية لحركة الاستعادة.
- The Evils of Instrumental Music in Worship: كتيب يعارض استخدام الآلات الموسيقية في العبادة.
- The Missionary Society Examined: كتيب ينتقد جمعيات الإرساليات.
تعتبر كتابات سومر ذات قيمة حتى اليوم لأولئك الذين يهتمون بتاريخ حركة الاستعادة والجدالات اللاهوتية التي شكلتها.
خاتمة
كان دانيال سومر شخصية مؤثرة في تاريخ حركة الاستعادة وكنائس المسيح. كان مدافعًا قويًا عن المبادئ التقليدية ومقاومًا للتحديث. ساعدت كتاباته وخطاباته في تشكيل هوية كنائس المسيح والتأكيد على التزامها بالكتاب المقدس. على الرغم من أن إرثه مثير للجدل بعض الشيء، إلا أنه لا يمكن إنكار تأثير دانيال سومر على تاريخ المسيحية الأمريكية.