مقدمة
نيل أرمسترونغ (بالإنجليزية: Neil Armstrong) (و. 5 أغسطس 1930 – ت. 25 أغسطس 2012) كان رائد فضاء وطيارًا بحريًا ومهندس اختبار طيران أمريكي. يُذكر بأنه أول إنسان يمشي على سطح القمر. كانت هذه اللحظة التاريخية في 20 يوليو 1969، جزءًا من مهمة أبولو 11.
قبل أن يصبح رائد فضاء، خدم أرمسترونغ في البحرية الأمريكية وشارك في حرب كوريا. بعد ذلك، أصبح طيار اختبار في مركز طيران لغرض الأبحاث التابع للجنة الوطنية للاستشارية للملاحة الجوية (NACA)، والذي أصبح فيما بعد وكالة ناسا. اختبر العديد من الطائرات عالية الأداء، بما في ذلك نورث أمريكان إكس-15.
انضم أرمسترونغ إلى فيلق رواد الفضاء التابع لناسا في عام 1962. كانت أول مهمة فضائية له هي مهمة Gemini 8 في عام 1966، حيث قام بأول عملية التحام بين مركبتين فضائيتين في المدار. وبعد ثلاث سنوات، قاد مهمة أبولو 11 التاريخية إلى القمر.
إن كلمات أرمسترونغ الشهيرة لحظة وطأ قدمه على سطح القمر: “هذه خطوة صغيرة لإنسان، قفزة كبيرة للبشرية” قد ترددت في جميع أنحاء العالم، ولا تزال تُلهم الأجيال حتى اليوم.
نشأته وتعليمه
ولد نيل أرمسترونغ في واباكونيتا، أوهايو، في 5 أغسطس 1930. كان والده ستيفن كونيغ أرمسترونغ، مدقق حسابات للدولة، ووالدته فيولا إنجل.
بدأ اهتمام أرمسترونغ بالطيران في سن مبكرة جدًا. عندما كان في السادسة من عمره، أخذته والدته في أول رحلة طيران له على متن طائرة Ford Trimotor، المعروفة باسم “Tin Goose”. هذه التجربة تركت انطباعًا دائمًا عليه وأشعلت شغفه بالطيران.
طور أرمسترونغ شغفه بالطيران خلال سنوات مراهقته. بدأ في بناء نماذج الطائرات وتعلم كل ما يمكنه عن الطيران. في سن الخامسة عشرة، بدأ دروس الطيران وحصل على شهادة الطيران الخاصة به قبل أن يحصل على رخصة قيادة السيارة.
التحق أرمسترونغ بجامعة بيردو لدراسة هندسة الطيران. ومع ذلك، تم استدعاؤه للخدمة في البحرية الأمريكية في عام 1949.
حياته العسكرية
خدم أرمسترونغ في البحرية الأمريكية من عام 1949 إلى عام 1952. خلال هذه الفترة، شارك في حرب كوريا كطيار مقاتل.
قام أرمسترونغ بـ 78 مهمة قتالية خلال حرب كوريا. في إحدى المهام، تعرضت طائرته من طراز F9F Panther لأضرار بالغة بسبب نيران المدفعية المضادة للطائرات. تمكن أرمسترونغ من الهبوط بالطائرة بأمان، لكن الحادث تركه مصدومًا.
حصل أرمسترونغ على العديد من الأوسمة والجوائز لخدمته في البحرية الأمريكية، بما في ذلك ميدالية الخدمة الكورية وثلاث ميداليات جوية.
مهنته كطيار اختبار
بعد انتهاء خدمته في البحرية، عاد أرمسترونغ إلى جامعة بيردو لإكمال دراسته. تخرج بدرجة البكالوريوس في هندسة الطيران في عام 1955.
بعد التخرج، انضم أرمسترونغ إلى اللجنة الوطنية للاستشارية للملاحة الجوية (NACA)، والتي أصبحت فيما بعد وكالة ناسا. عمل كطيار اختبار في مركز طيران لغرض الأبحاث التابع لـ NACA في قاعدة إدواردز الجوية في كاليفورنيا.
خلال فترة عمله كطيار اختبار، قام أرمسترونغ باختبار العديد من الطائرات عالية الأداء، بما في ذلك نورث أمريكان إكس-15. كانت X-15 طائرة صاروخية تجريبية يمكنها الوصول إلى سرعات تفوق سرعة الصوت عدة مرات.
قام أرمسترونغ بأكثر من 200 رحلة طيران على متن طائرات مختلفة خلال فترة عمله كطيار اختبار. اكتسب سمعة بأنه طيار ماهر وهادئ تحت الضغط.
برنامج الفضاء
تم اختيار نيل أرمسترونغ كواحد من المجموعة الثانية من رواد الفضاء التابعين لناسا في عام 1962. كانت هذه المجموعة، المعروفة باسم “الجيل الجديد”، تضم تسعة رواد فضاء تم اختيارهم للمشاركة في برنامجي Gemini و Apollo.
Gemini 8: كانت أول مهمة فضائية لأرمسترونغ هي مهمة Gemini 8 في عام 1966. كان أرمسترونغ قائدًا للمهمة، وكان ديفيد سكوت هو الطيار. كانت مهمة Gemini 8 هي أول مهمة يتم فيها التحام مركبتين فضائيتين في المدار. ومع ذلك، واجهت المهمة مشكلة خطيرة عندما بدأت المركبة الفضائية في الدوران بشكل عنيف. تمكن أرمسترونغ وسكوت من السيطرة على المركبة الفضائية والهبوط بها بأمان، ولكن تم اختصار المهمة.
أبولو 11: كانت مهمة أبولو 11 هي المهمة الأكثر شهرة في مسيرة أرمسترونغ. كان أرمسترونغ قائدًا للمهمة، وكان باز ألدرين هو طيار الوحدة القمرية، ومايكل كولينز هو طيار وحدة القيادة. انطلقت أبولو 11 في 16 يوليو 1969، وهبطت على سطح القمر في 20 يوليو 1969.
في الساعة 2:56 بالتوقيت العالمي المنسق، أصبح أرمسترونغ أول إنسان يمشي على سطح القمر. لقد وصف هذه اللحظة بأنها “خطوة صغيرة لإنسان، قفزة كبيرة للبشرية”.
أمضى أرمسترونغ وألدرين أكثر من ساعتين في استكشاف سطح القمر. جمعوا عينات من الصخور والتربة، وقاموا بإجراء تجارب علمية، وزرعوا العلم الأمريكي.
عادت أبولو 11 إلى الأرض في 24 يوليو 1969. تم استقبال رواد الفضاء كأبطال وعُقدت لهم احتفالات في جميع أنحاء العالم.
بعد برنامج الفضاء
بعد عودته من القمر، أصبح أرمسترونغ شخصية مشهورة عالميًا. ومع ذلك، كان شخصًا متواضعًا وخجولًا وسعى لتجنب الأضواء.
استقال أرمسترونغ من وكالة ناسا في عام 1971 وأصبح أستاذًا للهندسة في جامعة سينسيناتي. شغل هذا المنصب حتى عام 1979.
بعد ترك التدريس، عمل أرمسترونغ في عدد من المناصب الاستشارية، بما في ذلك منصب رئيس مجلس إدارة شركة Computing Technologies for Aviation, Inc..
حياته الشخصية
تزوج نيل أرمسترونغ من جانيت شيرون في عام 1956. أنجبا ثلاثة أطفال: إريك وكارين ومارك. توفيت كارين بسبب ورم في المخ وهي طفلة.
تطلق أرمسترونغ وجانيت في عام 1994. تزوج أرمسترونغ من كارول هيل نايت في عام 1994.
توفي نيل أرمسترونغ في 25 أغسطس 2012، عن عمر يناهز 82 عامًا، بسبب مضاعفات بعد جراحة في القلب.
إرثه
يُعتبر نيل أرمسترونغ أحد أعظم رواد الفضاء في التاريخ. لقد ألهم ملايين الأشخاص حول العالم لتحقيق أحلامهم وتجاوز حدود الممكن.
كلماته الشهيرة: “هذه خطوة صغيرة لإنسان، قفزة كبيرة للبشرية” لا تزال تتردد في جميع أنحاء العالم، ولا تزال تُلهم الأجيال حتى اليوم.
الجوائز والتكريمات
- ميدالية الحرية الرئاسية
- ميدالية الكونغرس الفضائية الشرفية
- جائزة لانغلي الذهبية من مؤسسة سميثسونيان
- جائزة رواد الفضاء الوطنية
خاتمة
كان نيل أرمسترونغ رائد فضاء وطيار اختبار ومهندس أمريكي. يُذكر بأنه أول إنسان يمشي على سطح القمر. كانت هذه اللحظة التاريخية في 20 يوليو 1969، جزءًا من مهمة أبولو 11. لقد ترك أرمسترونغ إرثًا دائمًا كمستكشف وشخصية ملهمة. إنجازاته في مجال الفضاء ألهمت الأجيال القادمة لمتابعة أحلامهم وتجاوز حدود الممكن.