<![CDATA[
مقدمة
جوان الإنجليزية (أكتوبر 1165 – 4 سبتمبر 1199) كانت ملكة صقلية وكونتيسة تولوز القرينة. كانت الابنة السابعة للملك هنري الثاني ملك إنجلترا وزوجته إليانور آكيتين.
نشأتها وحياتها المبكرة
ولدت جوان في أكتوبر 1165، على الأرجح في أنجرز بفرنسا. تلقت تعليمًا جيدًا، مثل العديد من بنات الملوك في ذلك الوقت، وتحدثت الفرنسية واللاتينية بطلاقة. تميزت بجمالها وذكائها، مما جعلها مرشحة جذابة للزواج من الملوك والأمراء.
في عام 1176، عندما كانت في الحادية عشرة من عمرها، تم التفاوض على خطبتها مع ويليام الثاني ملك صقلية. كان الزواج جزءًا من تحالف سياسي بين إنجلترا وصقلية، يهدف إلى مواجهة قوة الإمبراطورية الرومانية المقدسة.
ملكة صقلية
تزوجت جوان من ويليام الثاني في كاتدرائية باليرمو في 13 فبراير 1177. كانت جوان تبلغ من العمر 11 عامًا فقط، بينما كان ويليام في منتصف العشرينات. على الرغم من صغر سنها، سرعان ما أصبحت شخصية مؤثرة في البلاط الصقلي. كانت معروفة بذكائها وطموحها، وأثرت على زوجها في مسائل الدولة.
لم تنجب جوان أي أطفال من ويليام، مما أدى إلى أزمة خلافة بعد وفاته في عام 1189. رشح ويليام ابنة عمه كونستانس، التي كانت متزوجة من هنري السادس، الإمبراطور الروماني المقدس، لخلافته. ومع ذلك، عارض العديد من النبلاء الصقليين هذا التعيين، وفضلوا تتويج تانكريد، كونت ليتشي، وهو ابن غير شرعي لأحد أبناء روجر الثاني ملك صقلية.
أيدت جوان في البداية تانكريد، وساعدته في تأمين العرش. ومع ذلك، سرعان ما ساءت العلاقة بينهما. احتجز تانكريد جوان قيد الإقامة الجبرية في باليرمو، واستولى على مهرها وثروتها. تدخل ريتشارد الأول ملك إنجلترا، شقيق جوان، في عام 1190 أثناء الحملة الصليبية الثالثة للمطالبة بالإفراج عنها وإعادة ممتلكاتها.
بعد مفاوضات طويلة، وافق تانكريد على إطلاق سراح جوان وإعادة جزء من مهرها. غادرت جوان صقلية في عام 1191 وانضمت إلى شقيقها ريتشارد في الأراضي المقدسة.
الحملة الصليبية الثالثة
رافقت جوان ريتشارد الأول في الحملة الصليبية الثالثة، حيث لعبت دورًا نشطًا في دعم القوات الإنجليزية. كانت حاضرة في حصار عكا، وقامت برعاية المرضى والجرحى. كما كانت بمثابة مستشارة لشقيقها في المسائل السياسية والعسكرية.
خلال الحملة الصليبية، عرض ريتشارد على صلاح الدين الأيوبي الزواج من جوان، على أمل إقامة تحالف بين المسيحيين والمسلمين. رفضت جوان هذا الاقتراح، واعتبرته إهانة لدينها ومكانتها.
بعد فشل الحملة الصليبية في استعادة القدس، غادرت جوان والملك ريتشارد الأراضي المقدسة في عام 1192.
الزواج من ريموند السادس، كونت تولوز
في عام 1196، تزوجت جوان من ريموند السادس، كونت تولوز. كان الزواج جزءًا من تحالف سياسي بين إنجلترا وتولوز، يهدف إلى مواجهة قوة فرنسا. أنجبت جوان ثلاثة أطفال من ريموند: ريموند السابع، كونت تولوز، وجوان، ومارغريت.
كانت جوان شخصية مؤثرة في بلاط تولوز، ودعمت الفنون والعلوم. كما لعبت دورًا في السياسة المحلية، وحاولت التوسط بين زوجها والكنيسة الكاثوليكية، التي كانت تتهمه بدعم الهرطقة.
وفاتها
توفيت جوان في 4 سبتمبر 1199 في روان بفرنسا، أثناء ولادة طفلها الثالث. دُفنت في دير فونتيفرو، وهو نفس المكان الذي دُفنت فيه والدتها، إليانور آكيتين، وشقيقها ريتشارد الأول.
تأثيرها وإرثها
كانت جوان الإنجليزية امرأة استثنائية لعبت دورًا مهمًا في السياسة الأوروبية في أواخر القرن الثاني عشر. كانت ملكة صقلية وكونتيسة تولوز، وشاركت في الحملة الصليبية الثالثة. كانت معروفة بذكائها وطموحها، وأثرت على مجريات الأحداث في عصرها.
تركت جوان إرثًا دائمًا كنموذج للمرأة القوية والمستقلة. كانت تعتبر شخصية مؤثرة في عصرها، ولا تزال تُذكر حتى اليوم لذكائها وشجاعتها.
خاتمة
جوان الإنجليزية كانت شخصية بارزة في تاريخ العصور الوسطى، حيث جمعت بين دور الملكة والكونتيسة، وشاركت في الأحداث السياسية والعسكرية الهامة في عصرها. تميزت بذكائها وطموحها، وتركت بصمة واضحة في تاريخ أوروبا في القرن الثاني عشر.