خلفية تاريخية
بعد نجاحهما الكبير في أوبرا الميكادو، قرر سوليفان وبورناند إعادة العمل على أوبرا المُهرِّب. كانت أوبرا المُهرِّب قد حققت نجاحًا معتدلًا في عام 1867، لكنهما رأيا فيها إمكانات أكبر. قام بورناند بتحديث النص، وأضاف سوليفان موسيقى جديدة، مما أدى إلى إنشاء الزعيم.
كان من المفترض أن تكون الزعيم بمثابة عودة مظفرة لسوليفان وبورناند، لكنها لم ترق إلى مستوى التوقعات. على الرغم من أن الموسيقى حظيت باستقبال جيد، إلا أن الحبكة كانت تعتبر ضعيفة وغير متماسكة. ومع ذلك، احتوت الأوبرا على بعض الألحان الجذابة التي ظلت شائعة لسنوات عديدة بعد عرضها الأولي.
ملخص الحبكة
تدور أحداث الزعيم في إسبانيا، وتحكي قصة الكونتينو دي سينيتا، وهو رجل إنجليزي متنكر في زي زعيم قطاع طرق إسباني. الكونتينو متورط في سلسلة من المغامرات الكوميدية، بما في ذلك الوقوع في حب فتاة إسبانية، والتنافس مع زعيم قطاع طرق حقيقي، ومحاولة تجنب القبض عليه من قبل السلطات.
الفصل الأول:
تبدأ الأحداث في جبال إسبانيا، حيث يتجول قطاع الطرق بقيادة “الزعيم” المهيب. لكن هذا الزعيم ليس سوى الكونتينو دي سينيتا، وهو نبيل إنجليزي يرتدي زيًا تنكريًا. يكشف الكونتينو أنه فعل ذلك بدافع الملل والرغبة في المغامرة. يصل دون ميداس، وهو تاجر ثري، مع ابنته ريتا، ويقعان في قبضة قطاع الطرق. يقع الكونتينو وريتا في الحب من النظرة الأولى. يصل القائد بلومبتون مع فرقته بحثًا عن قطاع الطرق. يعترف الكونتينو لبلومبتون بأنه ليس قطاع طرق حقيقي، لكن بلومبتون يرفض تصديقه.
الفصل الثاني:
يكشف الزعيم الحقيقي لقطاع الطرق، روك بيمنتيل، عن نفسه ويأسر الكونتينو. تحاول ريتا إنقاذ الكونتينو، لكنها تُقبض عليها أيضًا. يوافق روك بيمنتيل على إطلاق سراحهما إذا تزوجت ريتا منه. يوافق الكونتينو على ذلك، لكنه يضع خطة للهروب. بمساعدة بلومبتون وفرقته، يتمكن الكونتينو وريتا من الإفلات من روك بيمنتيل والعودة إلى إنجلترا.
الشخصيات الرئيسية
- الكونتينو دي سينيتا: نبيل إنجليزي يتنكر في زي زعيم قطاع طرق.
- ريتا: ابنة دون ميداس، تقع في حب الكونتينو.
- دون ميداس: تاجر ثري ووالد ريتا.
- القائد بلومبتون: قائد قوة الشرطة.
- روك بيمنتيل: الزعيم الحقيقي لقطاع الطرق.
الأغاني البارزة
على الرغم من أن الزعيم لم يكن ناجحًا مثل أوبرا سوليفان وبورناند الأخرى، إلا أنه احتوى على بعض الأغاني البارزة:
- “I am a Chieftain bold”
- “The brave Brigade”
- “From rock to rock”
الاستقبال النقدي
تلقت الزعيم آراء متباينة من النقاد. أشاد البعض بالموسيقى، بينما انتقد البعض الآخر الحبكة. كتبت صحيفة التايمز أن “الموسيقى لامعة وجذابة، لكن الحبكة ضعيفة وغير متماسكة”. كتبت صحيفة الأوبزرفر أن “الزعيم ليست أفضل أعمال سوليفان وبورناند، لكنها لا تزال عملًا ممتعًا ومسليًا”.
بشكل عام، لم تنجح الزعيم تجاريًا مثل أوبرا سوليفان وجيلبرت الأخرى، ولكنها ظلت تحظى بشعبية معتدلة لسنوات عديدة بعد عرضها الأولي. غالبًا ما يتم إحياء الأوبرا من قبل شركات الأوبرا الهواة والطلابية.
التأثير والإرث
على الرغم من عدم تحقيقها نجاحًا كبيرًا، إلا أن الزعيم تُعتبر عملًا مهمًا في تطور الأوبرا الهزلية الإنجليزية. أظهرت الأوبرا قدرة سوليفان على كتابة موسيقى جذابة ومبهجة، وقدرة بورناند على كتابة حوار ذكي ومضحك. كما ساهمت الأوبرا في ترسيخ مكانة مسرح سافوي كمركز للأوبرا الهزلية في إنجلترا.
على الرغم من أنها غالبًا ما تُقارن بأعمال سوليفان وجيلبرت الأكثر شهرة، إلا أن الزعيم تتميز بأسلوبها الفريد وسحرها الخاص. لا تزال الأوبرا محبوبة من قبل عشاق الأوبرا الهزلية، ويتم إحياؤها بانتظام في جميع أنحاء العالم.
خاتمة
الزعيم هي أوبرا هزلية من فصلين من تأليف آرثر سوليفان وإف. سي. بورناند. على الرغم من أنها لم تكن ناجحة مثل أعمال سوليفان الأخرى، إلا أنها احتوت على بعض الألحان الجذابة وظلت شائعة لسنوات عديدة. تحكي الأوبرا قصة الكونتينو دي سينيتا، وهو رجل إنجليزي متنكر في زي زعيم قطاع طرق إسباني، وتورطه في سلسلة من المغامرات الكوميدية.