مقدمة
فرانك ستاغ (4 أكتوبر 1941 – 12 فبراير 1976) كان عضواً في الجيش الجمهوري الإيرلندي المؤقت (IRA) دخل في إضراب عن الطعام وتوفي بسببه. كان من مقاطعة مايو في أيرلندا. انضم ستاغ إلى الحركة الجمهورية في أواخر الستينيات وأصبح ناشطًا في الجيش الجمهوري الإيرلندي المؤقت.
الحياة المبكرة والنشأة
ولد فرانك ستاغ في هوليماونت، مقاطعة مايو، أيرلندا، في 4 أكتوبر 1941. كان واحداً من ثلاثة عشر طفلاً لعائلة مزارعة. تلقى تعليمه في المدرسة المحلية وساعد في مزرعة العائلة. في شبابه، انخرط في الرياضة، وخاصة كرة القدم الغيلية.
النشاط الجمهوري
في أواخر الستينيات، انخرط ستاغ في الحركة الجمهورية، متأثراً بالأحداث في أيرلندا الشمالية. انضم إلى الجيش الجمهوري الإيرلندي المؤقت وأصبح نشطًا في منطقة مايو. شارك في عدة عمليات للجيش الجمهوري الإيرلندي، بما في ذلك تفجيرات وحيازات أسلحة.
في عام 1972، تم القبض على ستاغ وحكم عليه بالسجن بتهمة الانتماء إلى الجيش الجمهوري الإيرلندي. سُجن في البداية في أيرلندا، ثم نُقل لاحقًا إلى سجن وايت مور في إنجلترا.
الإضراب عن الطعام
أثناء وجوده في السجن، شارك ستاغ في عدة إضرابات عن الطعام للمطالبة بوضع السجناء السياسيين. كان يعتقد أن الجمهوريين الأيرلنديين المسجونين يجب أن يعاملوا كأسرى حرب وليس كمجرمين عاديين.
بدأ ستاغ إضرابه الأخير عن الطعام في 14 ديسمبر 1975، إلى جانب زميله السجين الجمهوري توماس ماكفي. طالبوا بعدة مطالب، بما في ذلك:
- الحق في عدم ارتداء زي السجن.
- الحق في عدم القيام بأعمال السجن.
- الحق في حرية الارتباط مع السجناء الآخرين.
- الحق في الحصول على زيارات وحزم غير محدودة.
- الحق في الحصول على تعليم وترفيه.
رفضت الحكومة البريطانية تلبية مطالبهم، واستمر الإضراب عن الطعام لعدة أسابيع. تدهورت صحة ستاغ وماكفي بسرعة.
الموت والدفن
توفي فرانك ستاغ في 12 فبراير 1976، بعد 62 يومًا من الإضراب عن الطعام. توفي توماس ماكفي بعد بضعة أشهر.
أثار موت ستاغ غضبًا واسع النطاق في أيرلندا. اعتبره العديد من الجمهوريين شهيدًا، وتم تنظيم احتجاجات ومسيرات في جميع أنحاء البلاد. طلبت أرملة ستاغ، بريدجيت، دفنه في قطعة العائلة في هوليماونت.
ومع ذلك، قررت الحكومة الأيرلندية دفنه في جزء آخر من المقبرة. كان هذا القرار مثيرًا للجدل، ولا يزال سبب اتخاذه غير واضح تمامًا. يعتقد البعض أن الحكومة كانت تخشى أن يصبح قبر ستاغ نقطة تجمع للجمهوريين.
رغم معارضة عائلته، تم دفن ستاغ في الجزء الذي خصصته الحكومة من المقبرة. اندلعت أعمال شغب خلال الجنازة، واعتُقل العديد من الأشخاص.
في عام 1977، تم تهريب جثمان ستاغ من قبل الجمهوريين ودفنه بجانب قبر شقيقه إيميت في قطعة العائلة. ومع ذلك، قامت الشرطة لاحقًا باستخراج الجثة وإعادة دفنها في الموقع الأصلي.
ظلت مسألة مكان دفن ستاغ قضية حساسة لسنوات عديدة. في عام 2007، وافقت الحكومة الأيرلندية أخيرًا على طلب عائلة ستاغ بنقل رفاته إلى قطعة العائلة. تم استخراج جثة ستاغ في 3 نوفمبر 2007، وأعيد دفنها بجانب قبر شقيقه إيميت.
الإرث
لا يزال فرانك ستاغ شخصية مثيرة للجدل في التاريخ الأيرلندي. يعتبره البعض شهيدًا ضحى بحياته من أجل قضيته، بينما ينتقده البعض الآخر بسبب انتمائه إلى الجيش الجمهوري الإيرلندي واستخدامه للعنف.
بغض النظر عن وجهة نظر المرء، من الواضح أن ستاغ كان شخصية معقدة لعبت دورًا مهمًا في تاريخ أيرلندا المضطرب. يظل إضرابه عن الطعام وموته رمزًا للصراع بين الجمهوريين والقوميين في أيرلندا.
إن قصة فرانك ستاغ هي قصة تضحية وإيمان عميق بالقضية الجمهورية. سواء اتفقنا مع أساليبه أم لا، لا يمكن إنكار تأثيره على التاريخ الأيرلندي.
تأثير الإضراب عن الطعام
كان لإضراب فرانك ستاغ عن الطعام تأثير كبير على الحركة الجمهورية الأيرلندية. لقد ألهم العديد من الجمهوريين الآخرين للانخراط في الإضرابات عن الطعام، وساهم في زيادة الدعم للقضية الجمهورية.
كما سلط موت ستاغ الضوء على معاملة السجناء الجمهوريين في السجون البريطانية. أدى هذا إلى زيادة الضغط على الحكومة البريطانية لتحسين ظروف السجون ومنح السجناء الجمهوريين وضعًا سياسيًا.
الجدل المحيط بدفنه
كان الجدل المحيط بدفن فرانك ستاغ قضية مؤلمة ومثيرة للانقسام. قرار الحكومة بدفنه في مكان غير مرغوب فيه من قبل عائلته أثار غضبًا واسع النطاق وأدى إلى سنوات من النزاع. تسلط هذه القضية الضوء على المشاعر العميقة والانقسامات التي خلفتها فترة الاضطرابات في أيرلندا الشمالية.
إعادة الدفن في عام 2007
تمثل إعادة دفن فرانك ستاغ في قطعة العائلة في عام 2007 نهاية فصل طويل ومؤلم. كان هذا بمثابة اعتراف بأهمية احترام رغبات العائلات في دفن موتاهم، وخطوة نحو المصالحة.
خاتمة
كان فرانك ستاغ شخصية بارزة في الجيش الجمهوري الإيرلندي المؤقت، اشتهر بإضرابه عن الطعام الذي أدى إلى وفاته في عام 1976. أثارت وفاته جدلاً واسعاً وألهمت العديد من الجمهوريين الآخرين. على الرغم من أن أفعاله لا تزال مثيرة للجدل، إلا أنه يُذكر كرمز للتضحية والإيمان بالقضية الجمهورية. قصة ستاغ تعكس فترة مضطربة في التاريخ الأيرلندي وتستمر في إثارة النقاش والتفكير.