التأسيس والأيديولوجية
تأسست جماعة أبو سياف في عام 1991 على يد عبد الرزاق جنلاني، وهو داعية إسلامي متشدد. تلقت الجماعة في البداية تمويلًا من تنظيم القاعدة، وكان هدفها المعلن هو إقامة دولة إسلامية مستقلة في جنوب الفلبين، حيث يشكل المسلمون غالبية السكان. تتبنى الجماعة تفسيراً متطرفاً للشريعة الإسلامية، وتؤمن بالعنف كوسيلة لتحقيق أهدافها السياسية والدينية.
النشأة والتطور
بدأت أبو سياف كحركة صغيرة نسبياً، ولكنها سرعان ما اكتسبت قوة ونفوذاً من خلال تنفيذ سلسلة من الهجمات الجريئة وعمليات الاختطاف التي استهدفت الأجانب والمحليين على حد سواء. في البداية، كان جل تركيزها منصباً على منطقة مينداناو وجزر سولو في جنوب الفلبين، ولكنها توسعت لاحقاً لتشمل مناطق أخرى.
- التسعينيات: تميزت بتأسيس الجماعة وتنفيذ عمليات اختطاف واسعة النطاق.
- العقد الأول من الألفية: شهدت الجماعة انقسامات داخلية وصراعات على السلطة، بالإضافة إلى ضغوط عسكرية متزايدة من الحكومة الفلبينية بدعم من الولايات المتحدة.
- العقد الثاني من الألفية: بايعت الجماعة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وغيرت اسمها رسميًا إلى ولاية الدولة الإسلامية – شرق آسيا.
العمليات الرئيسية
نفذت جماعة أبو سياف العديد من العمليات الإرهابية وعمليات الاختطاف التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة. من بين أبرز هذه العمليات:
- اختطاف سياح في جزيرة بالاوان عام 2001: اختطفت الجماعة عددًا من السياح الأجانب والمحليين من منتجع دوس بالماس في بالاوان، مما أثار استياءً دوليًا واسع النطاق.
- تفجير عبارة سوبر فيري 14 عام 2004: أسفر التفجير عن مقتل أكثر من 100 شخص، مما جعله أحد أسوأ الهجمات الإرهابية في تاريخ الفلبين.
- قطع رؤوس الرهائن: اشتهرت الجماعة بقطع رؤوس الرهائن الذين لم يتم دفع فدية مقابل إطلاق سراحهم، مما أثار الرعب والإدانة على نطاق واسع.
الهيكل التنظيمي والقيادة
يتسم الهيكل التنظيمي لجماعة أبو سياف باللامركزية والسيولة، مما يجعل من الصعب على قوات الأمن تتبع أعضائها والقضاء عليهم. تتكون الجماعة من عدة فصائل صغيرة تعمل بشكل مستقل، ولكنها تتبنى نفس الأيديولوجية المتطرفة. على مر السنين، تعاقب على قيادة الجماعة عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم:
- عبد الرزاق جنلاني: المؤسس والقائد الأول للجماعة.
- خالد بن وليد: تولى القيادة بعد مقتل جنلاني.
- أبو سبايا: كان متحدثًا باسم الجماعة وشخصية إعلامية بارزة.
- إسنيلون هابيلون: بايع تنظيم الدولة الإسلامية وأصبح أميرًا لولاية الدولة الإسلامية – شرق آسيا.
العلاقة بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)
في عام 2014، بايعت جماعة أبو سياف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وغيرت اسمها رسميًا إلى ولاية الدولة الإسلامية – شرق آسيا. كان لهذا التحالف تأثير كبير على الجماعة، حيث تلقت دعمًا ماليًا ولوجستيًا من داعش، وتبنت أيديولوجية أكثر تطرفاً. أدى التحالف أيضًا إلى زيادة قدرات الجماعة القتالية وتنفيذها لهجمات أكثر تعقيدًا.
مكافحة الإرهاب والجهود الحكومية
تبذل الحكومة الفلبينية جهودًا كبيرة لمكافحة جماعة أبو سياف والقضاء عليها. تشمل هذه الجهود عمليات عسكرية واسعة النطاق، وبرامج لإعادة تأهيل المقاتلين السابقين، ومبادرات تنموية تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للتطرف. تتلقى الفلبين أيضًا دعمًا من الولايات المتحدة ودول أخرى في جهودها لمكافحة الإرهاب.
على الرغم من هذه الجهود، لا تزال جماعة أبو سياف تمثل تهديدًا أمنيًا خطيرًا في الفلبين. تتمتع الجماعة بقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة وتجنيد أعضاء جدد. بالإضافة إلى ذلك، تستفيد الجماعة من الفساد والفقر وانعدام القانون في بعض المناطق.
التحديات والمستقبل
تواجه جماعة أبو سياف العديد من التحديات، بما في ذلك الضغوط العسكرية المتزايدة، والانقسامات الداخلية، وفقدان الدعم الشعبي. ومع ذلك، لا تزال الجماعة قادرة على تنفيذ هجمات إرهابية وعمليات اختطاف. من المرجح أن تستمر الجماعة في العمل في جنوب الفلبين في المستقبل المنظور، على الرغم من الجهود المبذولة للقضاء عليها.
يتطلب القضاء على جماعة أبو سياف اتباع نهج شامل يتضمن إجراءات عسكرية، وبرامج لإعادة التأهيل، ومبادرات تنموية. يجب على الحكومة الفلبينية أيضًا معالجة الأسباب الجذرية للتطرف، مثل الفقر والفساد وانعدام القانون.
خاتمة
جماعة أبو سياف هي جماعة جهادية متطرفة تنشط في الفلبين. تأسست الجماعة في أوائل التسعينيات، واشتهرت بعمليات الاختطاف والابتزاز والتفجيرات. بايعت الجماعة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في عام 2014، وغيرت اسمها رسميًا إلى ولاية الدولة الإسلامية – شرق آسيا. تبذل الحكومة الفلبينية جهودًا كبيرة لمكافحة جماعة أبو سياف والقضاء عليها، ولكنها لا تزال تمثل تهديدًا أمنيًا خطيرًا. يتطلب القضاء على الجماعة اتباع نهج شامل يتضمن إجراءات عسكرية، وبرامج لإعادة التأهيل، ومبادرات تنموية.