السيرة الذاتية
ولد ليو نوتشي في كاستيجليوني دي بيبيولي، بالقرب من بولونيا، إيطاليا. بدأ شغفه بالموسيقى في سن مبكرة، حيث انضم إلى جوقة الكنيسة المحلية. درس نوتشي الغناء في بولونيا مع جوزيبي ماريا ماريتي، ثم واصل دراسته مع أوتو مولر في ميلانو.
بدأ نوتشي مسيرته المهنية في عام 1967 في مسابقة فوكس، وفاز بها بأغنية “Venti Anni”. ظهر لأول مرة في الأوبرا في عام 1967 في أوبرا “حلاق إشبيلية” لروسيني في بيتزارو. ومع ذلك، لم يبدأ مسيرته المهنية الحقيقية إلا بعد فوزه في مسابقة فيرتشيللي عام 1973.
كان عام 1975 عامًا محوريًا في مسيرة نوتشي، حيث ظهر لأول مرة في دار الأوبرا لا سكالا في ميلانو بدور Figaro في “حلاق إشبيلية”. سرعان ما رسخ نفسه كواحد من أبرز مغني الباريتون في العالم، حيث غنى في كبرى دور الأوبرا في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك دار الأوبرا الملكية في لندن، وأوبرا متروبوليتان في نيويورك، وأوبرا فيينا الحكومية، وأوبرا باريس الوطنية.
اشتهر نوتشي بشكل خاص بتفسيراته لأدوار فيردي، مثل ريغو ليتو، والكونت دي لونا، وجورجيو جيرمونت، وياغو. كما أشاد به لأدائه في أدوار الحركة الواقعية مثل سكاربيا في “توسكا”، وجيرارد في “أندريه شينيه”، وبارنابا في “لا جيوكوندا”.
يتميز صوت نوتشي بالدفء والقوة والمرونة. يمتلك تقنية رائعة وقدرة درامية قوية، مما يجعله مؤديًا مقنعًا ومؤثرًا. يعتبر نوتشي فنانًا ملتزمًا، معروفًا بتفانيه في حرفته واهتمامه بالتفاصيل.
أدواره البارزة
- ريغو ليتو (Rigoletto): يعتبر نوتشي أحد أبرز مؤدي دور ريغو ليتو في التاريخ. لقد غنى هذا الدور مئات المرات في جميع أنحاء العالم، وأشاد به النقاد والجمهور على حد سواء لتفسيره العميق والمؤثر للشخصية.
- الكونت دي لونا (Il Trovatore): يتميز أداء نوتشي لدور الكونت دي لونا بالقوة والعاطفة. يجسد نوتشي بشكل مثالي شخصية الأرستقراطي المتعجرف والمضطرب عاطفياً.
- جورجيو جيرمونت (La Traviata): يشتهر نوتشي بتصويره المتعاطف والمتفهم لشخصية جورجيو جيرمونت، والد ألفريدو. يظهر نوتشي التوازن الدقيق بين الواجب الأبوي والتعاطف الإنساني.
- ياغو (Otello): يمتلك نوتشي القدرة على تجسيد الشر المطلق في شخصية ياغو. يُظهر نوتشي ببراعة الطبيعة الماكرة والخبيثة لهذا الشرير الفيردي.
- سكاربيا (Tosca): يجسد نوتشي شخصية سكاربيا بالسلطة والشهوانية. إنه يصور سكاربيا كشخصية قوية وفاسدة تستمتع بإساءة استخدام سلطته.
- جيرارد (Andrea Chénier): يُظهر نوتشي القوة الدرامية في أداء دور جيرارد. يجسد نوتشي بشكل مؤثر التحول الذي يمر به جيرارد من خادم إلى ثائر.
- بارنابا (La Gioconda): يتميز أداء نوتشي لدور بارنابا بالكثافة والشر. يصور نوتشي بارنابا كجاسوس ماكر ومتلاعب يسعى لتحقيق مصالحه بأي ثمن.
الجوائز والتكريمات
حصل ليو نوتشي على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته المهنية الطويلة والمتميزة، بما في ذلك:
- جائزة “جرامي” لأفضل تسجيل أوبرا عن أوبرا “ريغو ليتو” لفيردي (1989).
- وسام الاستحقاق للجمهورية الإيطالية.
- لقب “كامرسنجر” من أوبرا فيينا الحكومية.
- العديد من الجوائز الأخرى تقديراً لمساهماته في عالم الأوبرا.
التسجيلات
قام ليو نوتشي بتسجيل العديد من الأوبرات والحفلات الموسيقية، والتي لاقت استحسان النقاد والجمهور على حد سواء. تشمل بعض تسجيلاته البارزة:
- “ريغو ليتو” (فيردي)
- “إيل تروفاتوري” (فيردي)
- “لا ترافياتا” (فيردي)
- “أوتيلو” (فيردي)
- “توسكا” (بوتشيني)
- “أندريه شينيه” (جيوردانو)
- “لا جيوكوندا” (بونشيلي)
الحياة الشخصية
تزوج ليو نوتشي من أدريانا أنزوليني، ولديهما ابنان. يشتهر نوتشي بتواضعه وشخصيته الودودة. إنه أيضًا داعم قوي للفنانين الشباب.
التقاعد
أعلن ليو نوتشي عن تقاعده من المسرح الأوبرالي في عام 2015، لكنه استمر في تقديم الحفلات الموسيقية والتدريس. ترك نوتشي إرثًا دائمًا كواحد من أعظم مغني الباريتون في تاريخ الأوبرا.
أسلوبه الغنائي
يتميز أسلوب ليو نوتشي الغنائي بعدة جوانب رئيسية:
- التقنية المتقنة: يتمتع نوتشي بتقنية غنائية ممتازة، مما يسمح له بالتعامل مع أصعب الأدوار بسهولة وثقة.
- التعبير الدرامي: يمتلك نوتشي قدرة فريدة على التعبير عن المشاعر المعقدة من خلال غنائه، مما يجعله مؤديًا مؤثرًا ومقنعًا.
- الاهتمام بالتفاصيل: يولي نوتشي اهتمامًا كبيرًا بالتفاصيل الموسيقية والدرامية في كل دور يؤديه، مما يضيف عمقًا وثراءً إلى تفسيراته.
- الدفء والثراء الصوتي: يتميز صوت نوتشي بالدفء والثراء، مما يجعله ممتعًا للاستماع إليه.
- التواصل مع الجمهور: يتمتع نوتشي بقدرة طبيعية على التواصل مع الجمهور، مما يجعله محبوبًا من قبل محبي الأوبرا في جميع أنحاء العالم.
تأثيره على عالم الأوبرا
كان لليو نوتشي تأثير كبير على عالم الأوبرا، سواء كمؤد أو كمعلم. لقد ألهم العديد من المغنين الشباب لمتابعة أحلامهم في عالم الأوبرا، وقدم مساهمات قيمة في فهم وتقدير أعمال فيردي والحركة الواقعية.
سيبقى ليو نوتشي في الذاكرة كواحد من أعظم مغني الباريتون في كل العصور، وسيستمر إرثه في إلهام الأجيال القادمة من الفنانين والمحبين للموسيقى.
خاتمة
ليو نوتشي، مغني الباريتون الأوبرالي الإيطالي المرموق، ترك بصمة لا تُمحى في عالم الأوبرا. اشتهر بأدواره في أعمال فيردي والحركة الواقعية، وتميز بصوته القوي والمعبر وتقنيته المتقنة. ألهم نوتشي أجيالًا من الفنانين والمحبين للموسيقى، وسيظل إرثه دائمًا.