نشأتها وبداية حياتها
ولدت يوليا في باريس، فرنسا، حيث كان والداها يقيمان في ذلك الوقت. تلقت تعليمًا جيدًا منذ صغرها، وتحدثت عدة لغات بطلاقة، بما في ذلك الفرنسية والألمانية والإنجليزية والرومانية. برزت موهبتها الأدبية في سن مبكرة، وبدأت في كتابة الشعر والمقالات في سن مبكرة.
عادت عائلتها إلى رومانيا عندما كانت يوليا في سن السابعة. واصلت دراستها في رومانيا، وأظهرت اهتمامًا خاصًا بالأدب والفلسفة والتاريخ. كانت شخصية ذكية وفضولية، وسعت باستمرار إلى توسيع معرفتها. تأثرت بشكل كبير بوالدها، الذي كان مثقفًا بارزًا في عصره، وشجعها على متابعة شغفها بالمعرفة.
مسيرتها الأدبية
بدأت يوليا في نشر قصائدها ومقالاتها في المجلات الأدبية الرومانية في سن المراهقة. تميزت كتاباتها بالعمق الفلسفي والتأملي، واستكشفت موضوعات مثل الحب والموت والروحانية. على الرغم من أنها لم تنشر سوى عدد قليل من الأعمال خلال حياتها القصيرة، إلا أن أعمالها أثارت إعجاب النقاد والقراء على حد سواء.
من بين أشهر أعمالها قصيدة “زهرة القبر” (“Floare de mormânt”)، والتي تعبر عن الحزن والألم الناجم عن فقدان الأحباء. كما كتبت قصائد أخرى تتناول قضايا اجتماعية وسياسية، وتعكس رؤيتها للعالم من حولها. بالإضافة إلى الشعر، كتبت يوليا مقالات فلسفية وأدبية، والتي تظهر ذكاءها وفطنتها.
دراستها في الخارج
في عام 1886، سافرت يوليا إلى باريس لمتابعة دراستها في السوربون. درست الفلسفة والأدب، وحضرت محاضرات لكبار الفلاسفة والأدباء في ذلك الوقت. خلال فترة دراستها في باريس، استمرت في الكتابة ونشر أعمالها في المجلات الأدبية. تأثرت بالتيارات الفكرية والفنية السائدة في أوروبا في ذلك الوقت، وأثرت هذه التأثيرات على كتاباتها.
على الرغم من تفوقها في دراستها، إلا أن صحتها بدأت في التدهور. عادت إلى رومانيا في عام 1888، وتوفيت في بوخارست في 29 سبتمبر 1888، عن عمر يناهز 18 عامًا فقط. ترك موتها المبكر أثرًا كبيرًا على عالم الأدب الروماني، وفقدت رومانيا موهبة أدبية صاعدة.
إرثها وتأثيرها
بعد وفاتها، قام والدها بوجدان بيتريتشو هاشديو بجمع ونشر أعمالها الكاملة. أصبحت أعمال يوليا معروفة على نطاق واسع، وحظيت بتقدير كبير من قبل القراء والنقاد. تميزت كتاباتها بالعمق الفكري والحساسية الفائقة، وتركت بصمة واضحة في الأدب الروماني. ألهمت أعمالها العديد من الكتاب والشعراء في رومانيا وخارجها.
أقيمت العديد من النصب التذكارية والمتاحف تكريمًا ليوليا هاشديو. أُطلق اسمها على العديد من الشوارع والمدارس والمؤسسات الثقافية في رومانيا. يعتبر منزلها في كامبينا، حيث عاشت خلال طفولتها، متحفًا يضم مقتنيات شخصية وأعمالًا فنية تخلد ذكراها.
يوليا هاشديو هي مثال على الموهبة المبكرة التي تركت أثرًا دائمًا في الأدب الروماني. على الرغم من حياتها القصيرة، إلا أن أعمالها لا تزال تلهم القراء حتى يومنا هذا. إنها رمز للأدب الروماني، ورمز للشخصية المفكرة والمبدعة.
أعمالها البارزة
- “زهرة القبر” (“Floare de mormânt”)
- مجموعة قصائد ومقالات منشورة في المجلات الأدبية
علاقتها بالروحانية
بالإضافة إلى إسهاماتها الأدبية، كان ليوليا هاشديو اهتمام بالروحانية. بعد وفاتها، ادعى والدها أنه كان يتلقى رسائل منها عبر جلسات تحضير الأرواح. وقد أدى ذلك إلى إضفاء هالة من الغموض على حياتها وأعمالها. على الرغم من أن هذه الادعاءات أثارت جدلاً، إلا أنها أضافت طبقة أخرى من التعقيد إلى شخصية يوليا هاشديو.
خاتمة
كانت يوليا هاشديو شاعرة وكاتبة رومانية موهوبة تركت بصمة كبيرة في الأدب الروماني على الرغم من حياتها القصيرة. تميزت أعمالها بالعمق الفكري والحساسية، واستكشفت موضوعات مثل الحب والموت والروحانية. على الرغم من أنها توفيت في سن مبكرة، إلا أن إرثها الأدبي لا يزال حيًا، وأعمالها مستمرة في إلهام القراء حتى يومنا هذا. هي رمز للأدب الروماني، ورمز للموهبة المبكرة التي لم يتمكن العالم من رؤية كامل إمكاناتها.