نشأته وتعليمه
ولد جيرارد كوآد سميث في مدينة نيويورك، وتلقى تعليمه في مدارس مرموقة. تخرج من جامعة ييل عام 1936 وحصل على شهادة في القانون من كلية الحقوق بجامعة ييل عام 1939. بعد تخرجه، انضم إلى مكتب محاماة Covington & Burling في واشنطن العاصمة، حيث تخصص في قانون الشركات والقانون الدولي.
حياته المهنية المبكرة
خلال الحرب العالمية الثانية، خدم سميث في البحرية الأمريكية، حيث عمل في مجال الاستخبارات. بعد الحرب، عاد إلى Covington & Burling، وأصبح شريكًا في الشركة عام 1948. في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، أصبح سميث مشاركًا بشكل متزايد في الشؤون العامة، حيث عمل في عدد من اللجان الحكومية والاستشارية.
دوره في محادثات الحد من الأسلحة الاستراتيجية (SALT I)
في عام 1969، عينه الرئيس ريتشارد نيكسون رئيسًا لوفد الولايات المتحدة في محادثات الحد من الأسلحة الاستراتيجية (SALT I) مع الاتحاد السوفيتي. كانت محادثات SALT I تهدف إلى الحد من سباق التسلح بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وخاصة فيما يتعلق بالأسلحة النووية الاستراتيجية. كانت المفاوضات معقدة وصعبة، لكن سميث قاد الوفد الأمريكي بمهارة ودبلوماسية.
معاهدة الحد من الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية (ABM): كانت إحدى أهم نتائج محادثات SALT I هي معاهدة الحد من الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية (ABM)، التي تم توقيعها في عام 1972. حدت معاهدة ABM من عدد مواقع الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية التي يمكن لكل دولة امتلاكها. كان الهدف من المعاهدة هو منع أي من الجانبين من الحصول على ميزة كبيرة في الحرب النووية من خلال تطوير نظام دفاع صاروخي يمكنه حماية البلاد من ضربة نووية.
اتفاقية مؤقتة بشأن الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية: بالإضافة إلى معاهدة ABM، تم التوصل أيضًا إلى اتفاقية مؤقتة بشأن الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية كجزء من محادثات SALT I. جمدت الاتفاقية المؤقتة عدد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBMs) والصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات (SLBMs) التي يمكن لكل دولة امتلاكها. لم تكن الاتفاقية المؤقتة شاملة مثل معاهدة ABM، لكنها كانت لا تزال خطوة مهمة نحو الحد من سباق التسلح.
السنوات اللاحقة
بعد انتهاء محادثات SALT I، شغل سميث عددًا من المناصب الحكومية والاستشارية الأخرى. من عام 1973 إلى عام 1975، كان الممثل الخاص لرئيس الولايات المتحدة للمفاوضات غير النووية. كما شغل منصب سفير الولايات المتحدة في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) من عام 1975 إلى عام 1977. بعد ترك الخدمة الحكومية، عاد سميث إلى ممارسة القانون وأصبح شريكًا في شركة Shearman & Sterling.
إرثه
يعتبر جيرارد سميث شخصية بارزة في تاريخ الحد من التسلح. لعب دورًا حاسمًا في صياغة معاهدة ABM والاتفاقية المؤقتة بشأن الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، وهما اتفاقيتان ساهمتا في تخفيف حدة الحرب الباردة. كان سميث دبلوماسيًا ماهرًا ومفاوضًا عنيدًا، وكان يحظى باحترام واسع النطاق من قبل نظرائه الأمريكيين والسوفييت.
بالإضافة إلى عمله في مجال الحد من التسلح، كان سميث أيضًا محاميًا بارزًا وخبيرًا في مجال الدفاع. قدم مساهمات كبيرة في تطوير القانون الدولي وقانون الشركات، وكان مستشارًا موثوقًا به للعديد من الشركات والمؤسسات الحكومية.
جوائز وتكريمات
- وسام الحرية الرئاسي
- جائزة إنريكو فيرمي
الحياة الشخصية
تزوج جيرارد سميث من ماري كوكرين سميث وأنجبا أربعة أطفال.
مؤلفاته
- Disarming Diplomat: The Memoirs of Gerard C. Smith, Arms Control Negotiator
خاتمة
كان جيرارد سميث شخصية مؤثرة في السياسة الخارجية الأمريكية خلال فترة الحرب الباردة. من خلال عمله كمفاوض رئيسي في محادثات SALT I، ساهم بشكل كبير في الحد من سباق التسلح النووي وتخفيف التوترات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. بالإضافة إلى ذلك، كان له مسيرة مهنية مرموقة كمحام وخبير في مجال الدفاع، مما جعله شخصية محترمة وموثوقة في مختلف المجالات.