التأسيس والأهداف
تأسست تيغار في عام 1985 على يد مجموعة من المتحمسين للطيران والتاريخ، الذين شعروا بالحاجة إلى منظمة متخصصة في البحث عن الطائرات التاريخية واستعادتها. كانت إحدى الدوافع الرئيسية لتأسيس تيغار هي لغز اختفاء إميليا إيرهارت، التي كانت رائدة في مجال الطيران وأيقونة في التاريخ الأمريكي. منذ تأسيسها، وسعت تيغار نطاق عملها ليشمل مجموعة متنوعة من المشاريع الأخرى المتعلقة بالطائرات التاريخية.
تتضمن الأهداف الرئيسية لتيغار:
- البحث عن الطائرات التاريخية: تحديد مواقع الطائرات التي اختفت أو تحطمت، باستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب مثل البحث في الأرشيفات التاريخية، واستخدام التكنولوجيا الحديثة مثل السونار والروبوتات تحت الماء.
- استعادة الطائرات: استخراج الطائرات أو أجزاء منها من مواقع التحطم، مع الحفاظ على سلامة القطع الأثرية قدر الإمكان.
- الحفاظ على الطائرات: ترميم الطائرات أو الأجزاء المستعادة، وعرضها في المتاحف أو المؤسسات التعليمية.
- التثقيف: نشر المعلومات حول الطائرات التاريخية وقصصها، من خلال المحاضرات والمعارض والمواقع الإلكترونية.
التركيز على قضية إميليا إيرهارت
منذ إنشائها، ركزت تيغار بشكل كبير على قضية اختفاء إميليا إيرهارت وفريد نونان، ملاحها، أثناء محاولتهما الطيران حول العالم في عام 1937. على مر السنين، أطلقت تيغار العديد من الحملات الاستكشافية إلى جزيرة نيكومارورو (Nikumaroro)، وهي جزيرة مرجانية نائية تقع في جزر كيريباتي في المحيط الهادئ. تعتقد تيغار أن إيرهارت ونونان ربما هبطا اضطرارياً على هذه الجزيرة بعد أن فشلا في العثور على جزيرة هاولاند، وهي وجهتهما المقصودة.
أجرت تيغار العديد من عمليات البحث في نيكومارورو، باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات والأدوات. شملت هذه الجهود:
- المسح الأثري: حفر مواقع مختلفة في الجزيرة بحثًا عن أدلة على وجود إيرهارت ونونان، مثل أجزاء من الطائرة أو متعلقات شخصية.
- البحث في الأرشيفات: مراجعة السجلات التاريخية والوثائق الحكومية بحثًا عن معلومات حول رحلة إيرهارت ومسارها المحتمل.
- تحليل الصور: دراسة الصور التاريخية للجزيرة بحثًا عن أي شيء قد يشير إلى وجود الطائرة أو آثار لها.
- استخدام الكلاب المدربة: إحضار كلاب مدربة على اكتشاف الرفات البشرية إلى الجزيرة للمساعدة في البحث.
على الرغم من الجهود المكثفة، لم تتمكن تيغار حتى الآن من العثور على دليل قاطع يثبت أن إيرهارت ونونان هبطا على نيكومارورو. ومع ذلك، فقد اكتشفت المنظمة عددًا من القطع الأثرية المثيرة للاهتمام التي تدعم فرضيتها، مثل:
- قطعة من الألومنيوم: يعتقد أنها جزء من طائرة Lockheed Electra.
- مرآة مستحضرات تجميل: مطابقة لتلك التي كانت تستخدمها إيرهارت.
- عظام بشرية: تم العثور عليها في موقع يعتقد أنه كان موقعًا لمخيم مؤقت.
لا تزال تيغار تواصل جهودها في البحث عن إيرهارت ونونان، وتأمل في العثور على دليل قاطع يحل هذا اللغز الذي استمر لعقود.
مشاريع أخرى
بالإضافة إلى عملها في قضية إميليا إيرهارت، شاركت تيغار في عدد من المشاريع الأخرى المتعلقة بالطائرات التاريخية. تتضمن بعض هذه المشاريع:
- البحث عن طائرة ستينمان (Stinson Reliant) التي اختفت في جبال الألب عام 1935: شاركت تيغار في البحث عن طائرة ستينمان التي اختفت في جبال الألب السويسرية عام 1935، وعلى متنها الطيار السويسري الشهير والتر ميتلهولتزر.
- استعادة طائرة B-29 Superfortress من بحيرة ميد: ساعدت تيغار في استعادة طائرة B-29 Superfortress التي تحطمت في بحيرة ميد في عام 1948.
- التحقيق في حطام طائرة DC-3 في غينيا الجديدة: قامت تيغار بالتحقيق في حطام طائرة DC-3 التي تحطمت في غينيا الجديدة خلال الحرب العالمية الثانية.
المنهجية والتقنيات
تعتمد تيغار على مجموعة متنوعة من المنهجيات والتقنيات في عملها، بما في ذلك:
- البحث الأرشيفي: تقوم تيغار بإجراء بحث مكثف في الأرشيفات التاريخية والمكتبات والمتاحف للعثور على معلومات حول الطائرات التاريخية ومواقع تحطمها المحتملة. يشمل ذلك مراجعة السجلات الحكومية، وخرائط الطيران، والصحف القديمة، والمذكرات الشخصية.
- الاستشعار عن بعد: تستخدم تيغار تقنيات الاستشعار عن بعد مثل التصوير الجوي والصور الفضائية لتحديد المناطق التي قد تحتوي على حطام طائرات. يمكن أن تساعد هذه التقنيات في الكشف عن التشوهات في الغطاء النباتي أو التضاريس التي قد تشير إلى وجود حطام مدفون.
- المسح الجيوفيزيائي: تستخدم تيغار أدوات المسح الجيوفيزيائي مثل المغناطيسية والمسح الكهربائي لتحديد المعادن المدفونة أو التشوهات في الأرض التي قد تشير إلى وجود حطام طائرات.
- الغوص والبحث تحت الماء: في الحالات التي يكون فيها حطام الطائرة موجودًا تحت الماء، تستخدم تيغار الغواصين والروبوتات تحت الماء لإجراء عمليات البحث والاستعادة.
- علم الآثار الشرعي: تستخدم تيغار تقنيات علم الآثار الشرعي لتحليل الأدلة التي تم العثور عليها في مواقع التحطم. يشمل ذلك تحليل العظام البشرية، والملابس، والمتعلقات الشخصية لتحديد هوية الضحايا وتحديد أسباب التحطم.
- التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد: تستخدم تيغار التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد لإنشاء نماذج افتراضية لمواقع التحطم والطائرات المستعادة. يمكن استخدام هذه النماذج لتوثيق المواقع، وتحليل الأدلة، وإنشاء معروضات تفاعلية.
التمويل والدعم
تعتمد تيغار على التبرعات والمنح من الأفراد والمؤسسات والشركات لتمويل عملياتها. كما تتلقى المنظمة الدعم من المتطوعين الذين يقدمون وقتهم ومهاراتهم للمساعدة في البحث والاستعادة والتحليل. تعقد تيغار أيضًا فعاليات لجمع التبرعات، مثل المزادات والمؤتمرات، لزيادة الوعي بعملها وجمع الأموال.
تلعب الشراكات مع المؤسسات الأخرى أيضًا دورًا هامًا في دعم عمل تيغار. تتعاون المنظمة مع المتاحف والجامعات والمؤسسات البحثية الأخرى لتبادل المعلومات والموارد والخبرات.
التحديات والانتقادات
تواجه تيغار عددًا من التحديات في عملها، بما في ذلك:
- التكاليف المرتفعة: يمكن أن تكون عمليات البحث والاستعادة مكلفة للغاية، خاصة عندما تتطلب السفر إلى مواقع نائية واستخدام تقنيات متخصصة.
- الظروف الجوية القاسية: يمكن أن تجعل الظروف الجوية القاسية، مثل الأعاصير والأمطار الغزيرة، من الصعب إجراء عمليات البحث والاستعادة.
- القيود القانونية والتنظيمية: تخضع تيغار للعديد من القوانين واللوائح المتعلقة بالبحث والاستعادة والحفاظ على المواقع التاريخية.
- التفسيرات المتضاربة: غالبًا ما يكون هناك تفسيرات متضاربة للأدلة التي تم العثور عليها في مواقع التحطم، مما يجعل من الصعب التوصل إلى استنتاجات قاطعة.
بالإضافة إلى ذلك، تعرضت تيغار لانتقادات من بعض الأفراد والمنظمات الذين يختلفون معها حول تفسير الأدلة في قضية إميليا إيرهارت. يرى بعض النقاد أن تيغار تركز بشكل كبير على فرضية نيكومارورو وتتجاهل الاحتمالات الأخرى.
خاتمة
تيغار (المجموعة الدولية لاستعادة الطائرات التاريخية) هي منظمة غير ربحية مكرسة للبحث عن واستعادة الطائرات التاريخية، مع التركيز بشكل خاص على قضية اختفاء إميليا إيرهارت. على الرغم من التحديات والانتقادات، تواصل تيغار جهودها لحل الألغاز المتعلقة بالطائرات التاريخية والحفاظ على تراث الطيران للأجيال القادمة. من خلال البحث الدقيق، والتحليل العلمي، والشراكات الاستراتيجية، تساهم تيغار بشكل كبير في فهمنا لتاريخ الطيران وقصص الرواد الذين ساهموا في تشكيله.